من يعلم ميعاد الساعة.. وماذا ستفعل إذا توقفت..!؟

منوعات

بوابة الفجر


تمضي حياتنا بين عدة لحظات نحياها يوميًا، بين ساعات وأيام وسنوات نعيشها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تضبط الساعة للاستيقاظ لصلاة الفجر أو للذهاب إلى العمل أو الجامعة.

وكذلك أنتِ تضبطين ساعتك للعمل أو لإعداد وجبة الإفطار لأولادك ولأسرتك استعدادًا لذهابهم للمدرسة، فعادة معظم المواعيد وحياتنا اليومية مرتبطة بالساعة وبالوقت، لكن ماذا لو توقف الزمن فجأة..؟! ما العمل إذا لم يصبح في إمكانك ضبط وقتك أو ساعتك على ميعاد معين؟! .

موقف رهيب، موعد عظيم، لا تستطيع أن تحدده أنت، لم يكن في استطاعتك أن تعرفه مسبقًا، لا تقدر أن تتفق عليه من قبل، قال -تعالى- : "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي، لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً، يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا، قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ". 

التفســـــــــــــــــــير : 

يقول الله، عز وجل، مخاطبًا نبيه محمد،صل الله عليه وسلم- : "يَسْأَلُونَكَ" أي: المكذبون لك، المتعنتون "عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا" أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟، "قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ 
رَبِّي" أي: إنه تعالى مختص بعلمها، "لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ"، أي: لا يظهرها لوقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو، "ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ" أي: خفي علمها على أهل السماوات والأرض، واشتد أمرها أيضا عليهم، فهم من الساعة مشفقون، "لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً" أي: فجأة من حيث لا تشعرون"، لم يستعدوا لها، ولم يتهيؤوا لقيامها، "يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا" أي: هم حريصون على سؤالك عن الساعة، كأن بينك وبينهم مودة، كأنك صديق لهم، وما ينفع السؤال عنك - غير مبال بالسؤال عنها، ولا حريص على ذلك، فلم لا يقتدون بك، ولا يكفون عن هذا السؤال الخالي من المصلحة المتعذر علمه، فإنه لا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب. 

وهي من الأمور التي أخفاها الله عن الخلق، لكمال حكمته وسعة علمه، "قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " فلذلك حرصوا على ما لا ينبغي الحرص عليه، وخصوصًا مثل حال هؤلاء الذين يتركون السؤال عن الأهم، ويدعون ما يجب عليهم من العلم، ثم يذهبون إلى ما لا سبيل لأحد أن يدركه، ولا هم مطالبون بعلمه. 

قال تعال : "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا"، أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث " عَنِ السَّاعَةِ " متى وقوعها و " أَيَّانَ مُرْسَاهَا ". 

فأجابهم الله بقوله: "فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا " أي:ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها، فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، خفى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه "إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا "، أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون". 

"إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا" أي: إنما نفعها لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها. 

فالمشركين هنا يسألون: عن يوم القيامة، هذا اليوم العظيم الذي لا يعلمه إلا الله، هل فكرت في هذا اليوم ؟!، هل استعددت لهذا الموقف الجلل؟!، هذا الحدث العظيم الذي لا يتكرر، الذي لا تعرف موعده ولا وقته.

لذا.. فأجعل يومك في طاعة خالقك، استعد لهذا الموقف المهيب، هذا اليوم الذي لا تستطيع أن تؤجله أو أن تحدد موعد جديد غيره، يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.