هل يجوز مس المصحف دون طهارة أم لا؟

إسلاميات

بوابة الفجر


أجابت دار الإفتاء المصرية على هذه الفتوى، بأن المعهود في الشرع هو تعظيم كتاب الله -عز وجل- وبيان فضله على سائر الكتب الإلهية السابقة، ووصفه بصفات التقديس والإجلال، قال -تعالى- : "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ؛ رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً؛ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ".  
 
فتعظيم ما عظمه الله -تعالى- حق واجب، وحرمة القرآن الكريم أعظم عند الله -سبحانه وتعالى- من المساجد، والجنب والحائض ممنوعان من دخول المسجد، فمنعهما من مس المصحف يكون من باب أولى، ويقتضي كمال التعظيم والتنزيه أيضًا منع المحدث حدثًا أصغر من مس القرآن حتى يتطهر من 
حدثه؛ إجلالٍا لكلام الله تعالى.

ولا يصح العذر بأن القصد لحفظ كتاب الله وتعلمه وكثرة تدبره، يقتضي التهاون في شأن الطهارة من الحدث الأصغر، لتحفيز الكسالى للقيام بهذه الأعمال الصالحة؛ فالله -سبحانه- تعهد بحفظ كتابه، والقرآن كتاب نور وهداية، فمن أراد أن يكون من أهل القرآن "أهل الله وخاصته"، فليطرح الكسل جانبًا ولينشطْ للسير على نهج الصحابة الكرام وآل البيت الأطهار الذين رباهم رسول الله -صل الله عليه وسلم- على حُبِّ كتاب الله -عز وجل- وتقديسه والامتثال لأوامره ونواهيه.

وتوفرت الآن العديدُ من الوسائل التكنولوجية التي يمكن الاستفادة منها في حفظ القرآن ومراجعته وتكرار آياته وتدبر معانيه في شتى الأوقات والأحوال، سواء أكان السامع على طهر أم لا، فلا حاجة تقتضي التساهل في مسِّ المصحف على غير طهر.

ولا يجوز للمسلم المكلَّف إذا لم يكن على طهارة تامة من الحدثين الأكبر والأصغر أن يمسَّ المصحف وإن عاقه ذلك عن الإكثار من التلاوة أو الحفظ أو المراجعة؛ لتيسُّر العديدِ من السبل والوسائل التي يمكنه الاستفادة منها في الإكثار من سماع القرآن الكريم وتكرار آياته وترديدها وحفظها ومراجعتها بالسماع دون إلزامه حينئذ بالطهارة التامة.