في رحاب آية.. "مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى"

إسلاميات

بوابة الفجر


أمر الله -سبحانه وتعالى- رسوله -صل الله عليه وسلم بأن لا يستعجل النصر على مكذبيه، فإن الرسل قبله لم يأتيهم النصر عاجلًا لحكمة يعلمها، فقال -تعالى- "لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ  مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".

فلقد كان في خبر المرسلين مع قومهم وكيف نجينا المؤمنين وأهلكنا الكافرين "عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ" وهم أصحاب العقول، "مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى" أي لم يكن القرآن يفترى أو يختلق بل كان تصديقًا لما قبله من سائر كتب الله -تعالى-، وبشهد على ذلك قوله "وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ" يفسر كل ما يجتاحه العباد من تحليل وتحريم وطاعات وواجبات ومستحبات، والنهي، والإخبار عن الله -تبارك وتعالى-بالأسماء والصفات، وتنزهه عن مماثلة المخلوقات، فلهذا كان: "هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" تهتدي به قلوبهم من الغي إلى الرشاد، ومن الضلال إلى السداد، ويبتغون به الرحمة من رب العباد، في هذه الحياة الدنيا ويوم المعاد.