مونديال اليد | بولندا "تقهر" السويد في مباراة مثيرة وتتأهل لربع النهائي

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



نجحت بولندا في حجز بطاقتها إلى الدور ربع النهائي عقب تغلّبها على نظيرتها السويد بنتيجة (24-20) اليوم الإثنين في إحدى القمم الكبرى من ثمن نهائي بطولة العالم في نسختها الرابعة والعشرين.

 

وتمكّن وصيف مونديال 2007 بألمانيا و2009 بكرواتيا، من اقتطاع بطاقة التأهل على حساب نظرائهم الأوروبيين، أبطال العالم في أربع مناسبات، حاجزين بذلك مكاناً ثميناً بين أقوى ثمانية منتخبات في هذا المونديال، لتعطي بولندا الدليل على سمعتها بإزاحتها أحد عمالقة المونديال.

 

وبالرغم من حلولها ثالثة في المجموعة الرابعة التي تصدّرتها ألمانيا المتأهلة على حساب مصر، وحلّ فيها الدنمارك وصيفاً.. نجحت بولندا بنقاطها الست في الدور الأول من تجاوز العقبة السويدية، وصيفة المجموعة الثالثة خلف فرنسا.

 

شوط متعادل في كل شيء

 

عند الحديث عن قمّة بين عملاقين كماهو الحال لدى المنتخبين السويدي والبولندي، فالتكهّن بداية يكون مرفوضاً، كما أنّ توقّع بلوغ الإثارة ذروتها أمر عادي خصوصاً مع التكافؤ الحاصل بينهما، وهو تحديداً ما ترجمه هذا الشوط الأول الذي كان التعادل عنوانه الأول وإن لم تشر النتيجة في هذا الشوط إلى ذلك بأخذ السويد للتقدّم بهدف يتيم (11-10)، كما أنّ التساوي كان حكماً في عقوبة الإقصاء بدقيقتين، حيث نال كل طرف 3 إقصاءات.

 

بالعودة إلى مجريات هذا الشوط، ودرس نقاط التوهّج لدى كل منتخب، لم يجدّ الجديد بمحافظة النجم المميّز يوناس كالمان صحبة رفيقيه نيكلاس إكبرغ وأوستلاند على مستوياتهم، بتدوينهم 6 أهداف مشاركة بينهم، وقد لا يعتبرها كثيرون مساهمة فاعلة ولكن عندما ينته الشوط بالنتيجة المذكورة آنفاً، نعلم أنّ الأهداف الستة لها قيمة مضاعفة، كون دفاعات المنتخبين تتّسم بالصلابة، إضافة إلى هويتي الحارسين الذين يعتبران من ضمن نخبة حراس المرمى في العالم، والحديث طبعاً عن ماتياس أندرسون (فلنزبورغ الألماني) وسلافومير زمال.

 

بدوره المنتخب البولندي، استأثر بنصيبه من البروز في هذا الشوط مع تميّز "الجلاّد" كارول بيليكي (3 أهداف) والشقيقين بارتوش وميشال جوريتسكي الذين أحرزا 4 أهداف مشاركة.

 

هذا الشوط يمكن اعتباره درساً تطبيقياً مهماً للعديد من المنتخبات العربية، التي عانت في هذا المونديال في الجوانب الدفاعية.

 

 

مبادرة بولندية في الوقت الحاسم

 

بفضل تصدّيات الحارس سلافومير زمال، الذي يعتبر الأكثر تمثيلاً للمنتخب البولندي بـ252 مشاركة، والذي واصل التألق في بداية هذا الشوط الثاني، والمساهمات الفاعلة للأخوين جوريتسكي الذين رفعا رصيدهما من الأهداف إلى 10 مقاسمة بينهما، إضافة إلى النشاط الملحوظ الذي شهده مردود الجناح اليساري، ميشال دازيك (4 أهداف) إضافة إلى آدم فيسنييفسكي (3 أهداف)، وهو ما أهدى أبناء المدرب الألماني، ميكايل بيغلر، أسبقية بنقطتين حافظوا عليها إلى حدود الدقائق الثلاث الأخيرة، حيث نجحوا من استثمار تسللّ حالة الإحباط لدى السويديين، وأخذ فارق النقاط الأربع الذي انتهت عليه المواجهة.

 

أمّا منتخب الفايكنغ فقد سجّل في هذا الشوط الثاني بعض الانخفاض في مستواه، على الرغم من تألّق الثنائي ماركوس أولسون (3 أهداف) وفريدريك بترسن (5 أهداف)، غير أنّ قلّة التركيز التي خانت لاعبي المدرب شتافان أولسون في الأوقات الحاسمة والاستبعادات المتتالية التي أضرّت باستقرار الدفاع الذي يقوده توبياس كارلسون، لم تسمح لزملاء كالمان بالعودة في النتيجة.

 

صدام ناري آخر

 

لن يرتاح البولنديون لفترة طويلة حيث سيكونون بعد غدٍ الأربعاء على موعد مع صدام من النوع الثقيل أيضاً، عندما يلتقون نظيرهم الكرواتي متصدّر المجموعة المجموعة الثانية في الدور الأول والمتأهل على حساب البرازيل في مباراة شاقة في الدور ثمن النهائي انتهت على هدف يتيم (26-25).

 

زملاء النجم كريشتوف لييفسكي، سيكونون أمام مهمّة إثبات الجدارة ببلوغهم هذا الدور بمنازلة زملاء المخضرم إيغور فوري على أمل الإطاحة بهم مواصلة المشوار نحو المربع الذهبي.

 

من جهة أخرى، لا عزاء للعريق السويدي إلاّ مراجعة حساباته، إذ لم يعد يمتلك هيبة الأيام الخوالي خصوصاً في تسعينات القرن الماضي، ولا بدّ من الاتحاد السويدي للعبة مراحعة العديد من الأمور لاستعادة الأمجاد الغابرة، خصوصاً أنّه غاب على النسخة الأخيرة في إسبانيا 2013 كما الحال في ألمانيا 2007، وجاء سابعاً عام 2009 بكرواتيا قبل أن يحلّ رابعاً في مونديال 2011 حيث استضاف البطولة على أرضه وبين جماهيره.