في رحاب السنة.. فضل الصلاة على الرسول

إسلاميات

بوابة الفجر


خاطب الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز عباده المؤمنين آمرًا إياهم بالصلاة على نبيه محمد- صلَّ الله عليه وسلم-، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً"، فيفتح الله بالصلاة على النبي؛ أبواب الرحمة، ويشرح بها الصدور، ويزيل الهموم، فهي ترفع مقام العبد، ويسمو بها إلى الدرجات العلى.

ووردت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي -صل الله عليه وسلم-، كما أخرج مسلم وأبو داود والترمذي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صل الله عليه وسلم-: "فإنه من صلى علي واحدة؛ صلى الله عليه بها عشرًا". 

وعن أبي طلحة الأنصاري -رضي الله عنه- قال: "أصبح رسول الله يوماً طيب النفس، يُرى في وجهه البشر، قالوا : يا رسول الله، أصبحت اليوم طيب النفس يُرى في وجهك البشر، قال: أجل، أتاني آت من ربي- عز وجل-، فقال من صلى عليك من أمتك صلاة؛ كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات".

وأفضل الأوقات للصلاة على النبي -صل الله عليه وسلم- في يوم الجمعة وليلتها، لحديث أوس الثقفي- رضي الله عنه- الذي رواه أحمد وأبو داود والنسائي، قال: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي".

والسعيد من وُفِّقَ للإكثار من الصلاة والسلام على الرسول، خير الأنام- عليه أفضل الصلاة والسلام-، فعن عامر بن ربيعة- رضي الله عنه-، قال: "سمعت رسول الله يخطب ويقول: "من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر" أخرجه أحمد وابن ماجة.

والصلاة على النبي- صلَّ الله عليه وسلم- سبب في دفع الهموم وغفران الذنوب، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه"، قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت"، قال: قلت: الربع؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك"، قلت: النصف؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك"، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: "إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك"، أخرجه أحمد والترمذي.
وفي رواية لأحمد: "إذن يكفيك الله تبارك وتعالى ما همك من أمر دنياك وآخرتك"، وإسنادها جيد. 

والمصلي على النبي - صلَّ الله عليه وسلم- يحظى بشفاعته، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة؛ صلَّ الله عليه عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة". 

يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الصلاة على رسول الله أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله أفضل من مهج الأنفس. 

ومن نسي الصلاة على النبي فقد خسر وباء بالذلة والهوان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله : "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل رمضان، ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة". 

فاعرفوا لنبيكم حقه، وإياكم أن تكونوا من البخلاء والمحرومين، واربأوا بأنفسكم عن ذلك، وأكثروا من الصلاة والسلام على خير الأنام، الشافع المشفع، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً. 

فالمكثر من الصلاة والسلام على رسول الله يضرب البرهان الساطع والدليل القاطع على محبته لرسول الله، والحبيب يبشره بأنه مع من أحب،  عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً، ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله : "المرء مع من أحب".