تونس والجزائر يواصلان الحلم العربى بأمم أفريقيا

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


لم تخل مرحلة المجموعات بنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حاليا بغينيا الاستوائية من المفاجآت بعدما اقتنصت بعض المنتخبات غير المصنفة بطاقة الترشح إلى دور الثمانية، في الوقت الذي فشلت فيه العديد من المنتخبات المرشحة للفوز باللقب في عبور الدور الأول.

وكان منتخبا الكونغو وغينيا الاستوائية قد صعدا إلى الدور الثاني عن المجموعة الأولى، فيما تأهلت تونس والكونغو الديمقراطية عن المجموعة الثانية، وغانا والجزائر عن الثالثة، وكوت ديفوار وغينيا عن الرابعة.

في المقابل، ودعت منتخبات بوركينا فاسو والجابون وزامبيا والرأس الأخضر وجنوب أفريقيا والسنغال والكاميرون ومالي البطولة مبكرا من دورها الأول.

وللمرة الثالثة في تاريخ البطولة والأولى منذ عام 1988 تحسم القرعة تأهل أحد المنتخبات للأدوار الإقصائية وذلك بعدما تساوى منتخبا غينيا ومالي في نفس الرصيد وفارق الأهداف والأهداف المسجلة بالمجموعة الرابعة، ليتم الاحتكام إلى القرعة وفقا للائحة البطولة التي ابتسمت في النهاية لمنتخب غينيا.

وتشهد مباريات دور الثمانية العديد من المواجهات المرتقبة، حيث تلتقي تونس مع غينيا الاستوائية "مستضيفة البطولة"، والكونغو مع جمهورية الكونغو الديمقراطية غدا السبت، فيما يواجه المنتخب الغاني نظيره الغيني، ويصطدم منتخب الجزائر بمنتخب كوت ديفوار، في مواجهة ثأرية بينهما بعد غد الأحد.

ومن المقرر أن يلتقي في الدور قبل النهائي الفائز من مباراة تونس وغينيا الاستوائية مع الفائز من مباراة غانا وغينيا، فيما يلتقي الفائز من مباراة الكونغو والكونغو الديمقراطية مع الفائز من مباراة الجزائر وكوت ديفوار.

وواصل منتخبا تونس والجزائر، ممثلا الكرة العربية في البطولة، مشوارهما الناجح في المسابقة، بعدما تربع المنتخب التونسي (نسور قرطاج) على صدارة المجموعة الثانية، فيما حل منتخب الجزائر (محاربو الصحراء) في المركز الثاني بالمجموعة الثالثة.

ونجح كلا المنتخبين في محو الصورة الباهتة التي ظهرا عليها في نسخة البطولة الماضية التي أقيمت بجنوب أفريقيا عام 2013 والتي شهدت خروجهما مبكرا من الدور الأول، وتشعر الجماهير العربية بقدر كبير من التفاؤل حول قدرتهما في المضي قدما في المسابقة.

واستهل المنتخب التونسي، بطل المسابقة عام 2004، مشواره في البطولة بالتعادل 1/1 مع الرأس الأخضر، قبل أن يقتنص فوزا ثمينا في اللحظات الأخيرة 2/ 1 على زامبيا، ثم انتزع تعادلا بطعم الفوز 1/1 أمام الكونغو الديمقراطية.

وتبدو الفرصة متاحة أمام فريق المدرب البلجيكي جورج ليكينز لبلوغ الدور قبل النهائي للمرة الأولى منذ 11 عاما حينما يواجه منتخب غينيا الاستوائية الذي يفتقد عناصره للخبرة اللازمة في مثل هذه المواجهات الحاسمة لاسيما وأنه لا يضم في صفوفه سوى مجموعة من العناصر تلعب في أندية مغمورة في الدرجات الدنيا بالدوريات الأوروبية.

ولكن تكمن نقطة قوة المنتخب الغيني في مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له، والتي قادت الفريق للصعود إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه ليكرر الإنجاز الذي حققه حينما استضاف البطولة على ملاعبه بالمشاركة مع الجابون في نسخة البطولة عام 2012.

من جانبه، بدأ منتخب الجزائر، الذي توج باللقب عام 1990، مسيرته في المسابقة بالفوز 3/ 1 على جنوب أفريقيا ثم تلقى خسارة مفاجئة صفر/ 1 في الثواني الأخيرة أمام منتخب غانا، قبل أن يحقق فوزا مستحقا 2/ صفر على السنغال في الجولة الأخيرة.

ورغم أن الفريق ظهر بعيدا تماما عن مستواه المعهود أمام جنوب أفريقيا وغانا، إلا أنه كشف عن وجهه الحقيقي خلال لقائه مع السنغال، ليبعث الأمل والطمأنينة في نفوس جماهيره مجددا حول قدرته على الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه.

ولكن الفرنسي كريستيان جوركيف المدير الفني لمنتخب الجزائر حذر من الإفراط في الثقة عقب التأهل إلى دور الثمانية، حيث قال عقب فوز الفريق على السنغال "نحن لسنا أبطالا، المنافسة لازالت طويلة وهي صعبة جدا، إنها تختلف كثيرا عن البطولات في أوروبا".

في المقابل، أبدى هيرفيه رينارد المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار قلقه من مواجهة المنتخب الجزائري حيث قال "دور الثمانية سيكون صعبا جدا. كنا نأمل ملاقاة الجزائر في دور متأخر كقبل النهائي أو النهائي، اذا لم نلعب بنفس اسلوب المباراة التي فزنا بها على الكاميرون ستكون الامور معقدة".

وبينما يشهد دور الثمانية مشاركة المنتخب الغاني للنسخة الخامسة على التوالي بجانب نظيره الإيفواري الذي واصل تواجده مع الثمانية الكبار للنسخة السادسة على التوالي أيضا، فإن منتخب الكونغو يعود مجددا للعب في الأدوار الإقصائية للبطولة للمرة الأولى منذ 23 عاما، ويعود الفضل في ذلك إلى مدربه الفرنسي المخضرم كلود لوروا الذي يعد أحد العلامات البارزة في تاريخ الكرة الأفريقية.

ويعد المنتخبان السنغالي والكاميروني، أحد أبرز المنتخبات الغائبة عن دور الثمانية، حيث اكتفى الأول بالحصول على المركز الثالث في ترتيب المجموعة الثالثة، ليصيب جماهيره بخيبة أمل كبيرة، خاصة وأنها كانت تحلم بتتويج الفريق بلقبه الأفريقي الأول في ظل امتلاكه مجموعة كبيرة من النجوم المحترفين في الخارج.

في المقابل، ظهر منتخب الكاميرون بصورة متواضعة في مبارياته الثلاثة بالبطولة، ليتذيل ترتيب المجموعة الرابعة برصيد نقطتين فقط، ويعيد إلى الأذهان أدائه المخيب خلال مشاركته في المونديال الماضي الذي أقيم بالبرازيل والذي خرج خلاله مبكرا من الدور الأول بعدما تلقى الخسارة في جميع مبارياته بالبطولة.

كما يعتبر خروج منتخبا بوركينا فاسو، وصيف بطل النسخة الماضية، وزامبيا، بطل المسابقة عام 2012، من الدور الأول، من المفاجآت التي شهدتها المسابقة بعدما تذيلا ترتيب المجموعتين الأولى والثانية على الترتيب.

وافتقد الدور الأول إلى الغزارة التهديفية حيث لم يسجل سوى 45 هدفا في 24 مباراة بنسبة 88ر1 هدف في المباراة، وهو عدد يقل عن مجموع الأهداف التي أحرزت في الدور ذاته بنسخة البطولة الماضية "49 هدفا" والنسخة قبل الماضية عام 2012 "61 هدفا"، وربما يرجع السبب في ذلك إلى سوء مستوى أرضية الملاعب التي تقام عليها مباريات البطولة، الأمر الذي جعل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" يقرر نقل مباريات دور الثمانية من مدينتي ايبيبين ومونجومو، لتقام جميع المباريات الباقية في البطولة على ملعبي باتا ومالابو.

وكانت المجموعة الثالثة هي الأكثر أهدافا "15 هدفا" ثم المجموعة الرابعة "11 هدفا" والمجموعة الأولى "10 أهداف" والمجموعة الثانية "9 أهداف".

ويتصدر الغاني أندريه أيو صانع ألعاب أولمبيك مارسيليا الفرنسي والتونسي أحمد العكايشي مهاجم الترجي التونسي والكونغولي تييفي بيفوما كولوسا لاعب ألميريا الأسباني والإيفواري ماكس آلان جارديل لاعب سانت اتيان الفرنسي قائمة هدافي البطولة برصيد هدفين.

ويعد المنتخب الجزائري الأقوى هجوميا بين المنتخبات المشاركة في دور الثمانية بعدما سجل لاعبوه خمسة أهداف، فيما يعتبر منتخب غينيا الاستوائية هو الأقوى دفاعيا حيث تلقت شباكه هدفا واحدا.

ويمكن أن يطلق على هذه النسخة بأنها "بطولة التعادلات" بعدما انتهت 13 مباراة بالتعادل مقابل 11 انتصارا مما يعكس مدى الندية والتكافؤ التي اتسمت بها لقاءات المسابقة.