بالصور والفيديو.. أهالي مساكن جبل مهران العشوائية: أرواح أطفالنا في رقبة المسئولين

محافظات

بوابة الفجر


لم يكن إنهيار منزلين داخل مساكن جبل مهران المجاورة لطابية صالح بمنطقة القباري غرب الإسكندرية وتشريد نحو 4أسرة منازلهم، سوى انذار وتهديد لحياة أكثر من3ألاف أسرة تسكن بمساكن جبل مهران العشوائية، التي يعيش فيها أهلها منذ أكثر من 50سنة، وقد قاموا ببناء منازلهم من الأخشاب والطوب دون تواجد بنية تحتية وإدخال مرافق الصرف الصحي والمياه إلى تلك الأهالي، للتعالي أصواتهم بالمطالبة بضرورة نقلهم من مساكنهم، بعد أن أصبحت جميعها آيلة للسقوط، ومهددون جميعم بالموت.

 

فقد استيقظت نحو أربعة أسر صباح يوم الإربعاء الماضي على صوت إنهيار أرضي وشروخ في المسكن، نتيجة كسر بمياه الشرب بالشارع العمومي، مما أدى إلى إغراق المساكن من أسفلها بمياه الشرب، ونظراً لعدم تواجد طبقات أسفلتية تحت المنازل، أدى إلى إنهيار أرضية المنزل الذي يسكن فيه أسرتين، بالإضافة إلى انهيار مسكن كامل، وحدوث شروخ في المسااكن المجاورة، وهبوط أرضي.

وقد قال أحمد محمد حسن مالك المسكن المنهار: "شعرنا بهزة وهبوط في الأرض مفاجئ يوم الإربعاء الماضي، وقد وجدت أخت زوجتي سقطت أسفل المنزل، وقد قمت بمحاولة إسعافها عقب سقوطها في الحفرة، وعلى الرغم من زيارات رئيس حي غرب إلى المساكن، لم يعلن عن تقديم أية حلول، أو وعد بإمكانية نقلهم".

وقد رصدت عدسة"الفجر" في جولة ميدانية داخل مساكن"جبل مهران" الشروخ داخل المنازل والانهيارات الأرضية لها، والتي أرجع الأهالي بإن تلك الشروخ نتيجة عدم تواجد طبقات أسفلتية نظراً لعدم اهتمام الحي بالبنية التحتية بمنطقة القباري، ولقيام بعض الأهالي بالحفر والتخريب أسفل تلك المنازل للبحث عن الآثار، لتهريبها.

وقد أكد الأهالي لبوابة"الفجر" أن قوات الأمن قد ضبطت لصوص من أهالي المساكن قد قاموا ببناء أنفاق ومغارات أسفل المنازل للبحث والتنقيب، مما أدى إلى انهيارات بالمساكن المبنية على غير أساس سليم، حيث أنه قد تم بنائها من خلال صب أسوار مربعة فوق بعضها على شكل منازل دون وضع الخوازيق، وأن الأعمال الإجرامية للبحث عن الآثار قد امتدت أسفل جميع المنازل، حتى الوصول إلى قرب باب ميناء الإسكندرية.

وأضافوا أنه فور ضبط تشكيلات عصبية تقوم مديرية الآثار بفرض حواجز حديدية أسفل تلك المنازل، وتواجد أفراد شرطة، وأنه يمنع التواجد أو القرب من تلك المنازل، بإعتبارها أرض أثرية، ولكنه يومياً يسمع الأهالي أصوات دق وحركة تتم أسفل منازلهم بعد إنشاء الأنفاق، على علم من رئيس الحي والشرطة، إلا أن تلك الأعمال تسبب بدورها في انهيار المساكن.

وقالت أم أمين 37سنة : "مساكن جبل مهران مر عليها نحو 3أجيال، وكل مسكن يضم نحو 4أسر بإطفالهم، وأن جميع المنازل قد تصعدت وأصابتها الشروخ، فحياة أولادنا مهددة بالانهيار في أي وقت، ونحن نحمل مسئولية أرواح أولادنا في رقبة المسئولين، فنحن متواجدون منذ عشرات السنوات هنا، ونعيش بدون شبكات صرف صحي أو مياه شرب، يومياً نقوم بجلب المياه من الخارج، والصرف الصحي داخل منازلنا ونقوم بصرفه من خلال الأبيرة، ومع ذلك لم تقم المحافظة، بحصر أعدادنا ونقلنا إلى مساكن الأولى بالرعاية، فنحن أسر فقيرة، ليس لدينا أموال، لتأجير او شراء أي مسكن".

وأضافت: "يومياً نقوم بالنهار بالجلوس أمام منازلنا ونخرج أطفالنا منها ليلهو أمام المنازل، خوفاً من سقوط المنازل والحوائط في أي وقت، مثلما حدث في البيوت المجاورة لنا، وليلاً لا نستطيع النوم بعد أن أصاب الشرخ والانهيارات الجزئية منازلنا، والمحافظ حتى الآن لم يقم بزيارة المنطقة على الرغم من انهيار منزلين، وتشريد أربعة أسر، وباق المنازل معرضة للانهيار".

وعلى الرغم من البناء العشوائي داخل مساكن جبل مهران حيث رصدته عدسة"الفجر" بقيام الأهالي ببناء مساكنهم بأنفسهم لتوفير غرفة نوم وغرفة أخرى للعيش، لتصبح البيوت ملاصقة بعضها ببعض يفصلها حارات بسيطة، إلا أن المساكن أصبحت محاصرة بالفئران والثعابين نتيجة تراكم القمامة ومياه الصرف الصحي ومخلفات المنازل، للتحول مساكن"جبل مهران" إلى بؤرة عشوائية ذات خطورة صحية كبيرة على حياة الأهالي، بالإضافة إلى قيام الأهالي بتربية الطيور داخل منازلهم، وتحويل أحد المنازل إلى غرفة لتربية الخيول المستخدمة في عربات الكارو.

وقال الستينى"رفعت توفيق": "معظم الأطفال هنا مصابون بأمراض صدرية ورئوية نتيجة انبعاثات رائحة القمامة والصرف الصحي، والتلوث داخل المساكن، حتى أصبحت الفئران والثعابين تعيش معنا جنباً إلى جنب بحثاً عن الطعام، فنحن كأهالي أرزاقنا على باب الله، نعيش اليوم بيومه، وقد قمنا ببناء تلك المساكن لعدم امتلكنا أموال، ونحن نطالب من المحافظ زيارتنا فقط، وتوفير لنا شقق بديلة، حتى نعيش حياة كريمة".

فيما وعد اللواء إبراهيم الألفي سكرتير عام مساعد محافظ الإسكندرية في تصريحات خاصة لبوابة"الفجر" في اتصال هاتفي بإنه سيتم دراسة ملف مساكن جبل مهران ومعرفة موقعه في ملف العشوائيات بالتنسيق مع مديرية الإسكان، لأن المحافظة تتعامل في ملف العشوائيات وفق العشوائيات الأكثر خطورة، مثلما تم نقل مساكن خلف العرائس والهضبة الصينية لأنها كانت مبنية على حافة جبل، وأنها مدرجة منذ8سنوات بالأكثر خطورة، وأنه سيتم بحث حالة المساكن من حيث مساحته والبحث الاجتماعي للأهالي.