الأحزاب اليمنية تفشل فى التوصل إلى حل لأزمة استقالة الرئيس والحكومة

عربي ودولي

بوابة الفجر


فشلت المشاورات السياسية التى يجريها المبعوث الأممى جمال بن عمر بين مختلف الاحزاب اليمنية حتى اليوم السبت، فى التوصل الى حل للازمة التى الناجمة عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادى وحكومة خالد بحاح احتجاجا على سيطرة المسلحين الحوثيين على صنعاء.

 وفى المقابل، يستمر الحوثيون مع حلفائهم بممارسة الضغط على باقى المكونات عبر التلويح باتخاذ قرارات "حاسمة" فى حال عدم التوصل الى حل للازمة، فيما اشارت مصادر سياسية الى رغبة الحوثيين فى اعلان "مجلس رئاسي" للبلاد.

وذكر مصدر سياسى، أن الاجتماعات التى يقودها بن عمر منذ اكثر من اربعة ايام "فشلت حتى الآن فى التوصل الى حل للازمة".

 وبحسب المصدر المشارك فى الاجتماعات، فان الحوثيين "يتمسكون بتشكيل مجلس رئاسى كبديل للرئيس هادى فى حين تمسك ممثلو المؤتمر الشعبى العام بزعامة الرئيس السابق على صالح بالعودة إلى البرلمان للبت فى استقالة الرئيس هادى".

وقد تشكل العودة الى البرلمان بحسب مصادر سياسية فرصة تمهد لترشيح احمد نجل الرئيس صالح لمنصب الرئيس. وشكلت الاحزاب الاخرى، وابرزها التجمع اليمنى للاصلاح، لجنة لاقناع الرئيس هادى بالعدول عن استقالته "باعتبار ذلك أقل الخيارات ضررا على اليمن فى الوقت الراهن وهو الخيار المقبول والمدعوم إقليميا ودوليا"، بحسب ما اكد مسؤول حزبى.

 وذكر المسؤول ان "اللجنة تشكلت من عبدالرحمن عمر السقاف عن الحزب الاشتراكى ومحمد قحطان عن التجمع اليمنى للإصلاح وعبدالله نعمان عن الحزب الناصرى واحمد كلز عن التجمع الوحدوى وعبدالعزيز جبارى عن العدالة والبناء".

 ويعيش اليمن منذ اكثر من عشرة ايام بدون رئيس ولا حكومة ما زاد المخاوف من انتشار حالة فوضى معممة فى هذا البلد الذى يتحصن فيه تنظيم قاعدة الجهاد فى جزيرة العرب.

 وكان الحوثيون سيطروا فى 21 سبتمبر على صنعاء ووقعوا فى اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع باقى الاحزاب، الا ان تنفيذ الاتفاق قد فشل. وسيطر الحوثيون فى 20 كانون يناير على دار الرئاسة، ثم ابرموا اتفاقا جديدا مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجددا ما دفع بالرئيس الى الاستقالة مع الحكومة.

 من جهة ثانية، قتل ستة أشخاص بينهم ضابط وجنديان، وأصيب آخرون، مساء الجمعة فى اشتباكات مع مسلحين حوثيين بمحافظة الحديدة فى غرب اليمن، بحسبما افادت مصادر من السلطات المحلية.

 وحقق الحوثيون فى الاجمال تقدمهم المثير فى اليمن خلال الاشهر الاخيرة من دون مقاومة تذكر من القوات الحكومية، الامر الذى عزاه مراقبون الى دور الرئيس السابق صالح الذى ما زال يتمتع بنفوذ قوى فى الجيش وقوات الامن.

 من جانبه، اعلن الجناح المشارك فى العملية السياسية من الحراك الجنوبي، انسحابه من المشاورات التى يجريها بن عمر فى صنعاء.

 وفى الجنوب وبشكل مواز، قتل ناشط فى الحراك الجنوبى المطالب بالانفصال واثنين من المدنيين فى مواجهات مع الجيش بحسبما افاد مصدر عسكري.

وذكر المصدر ان الاشتباكات وقعت فى بلدة الملاح فى محافظة لحج فقد ان تدخل الجيش لصد مسلحين من الحراك ارادوا السيطرة على ثكنة عسكرية.

 وتصاعد التوتر مؤخرا بشكل كبير فى الجنوب بموازاة سيطرة الحوثيين على صنعاء. وقد القت التطورات فى صنعاء بثقلها على امكانية التوصل الى حل تفاوضى مقبول بالنسبة للحراك الجنوبى الذى يصعد مطالبه بالانفصال.

وياتى ذلك فيما يستمر الحوثيون بعقد "مؤتمر" مع حلفائهم القبليين وحزب صالح، ملوحين باتخاذ قرارات "حاسمة". ودعا عبد الملك الحوثى الثلاثاء الى لقاء "تاريخي" الجمعة بين كافة الاحزاب السياسية والاجتماعية والقبلية "لبحث الوضع السياسى والامني".

 لكن وحده حزب المؤتمر الشعبى حزب صالح المتهم بدعم الحوثيين، يشارك فى الاجتماع الذى يستمر ثلاثة ايام وسط اجراءات امنية مشددة.

 وتظاهر معارضو الحوثيين فى العديد من المدن بالبلاد وبينها صنعاء. وطالبوا بالافراج عن العديد من الناشطين والصحافيين الذين أوقفهم الحوثيون منذ سيطرتهم على صنعاء.

 وقال شهود ان الحوثيين خطفوا رضوان مسعود رئيس نقابة الطلبة فى جامعات صنعاء وعمران (شمال) بعد صلاة الجمعة.

وكان مبعوث الامم المتحدة الذى يحاول التقريب بين مختلف الاطراف، قال هذا الاسبوع ان هادى وحكومته رهن الاقامة الجبرية وحذر من ان العنف يمكن ان يندلع فى اى لحظة.

 واتهم متظاهرون فى البيضاء (وسط) بن عمر بعدم النجاعة وهتفوا ضده "بن عمر ارحل".