الانتخابات البرلمانية.. في "مهب الريح" سياسيون يطالبون بالتأجيل.. وخبير أمني: مستحيل والدولة ستنتصر

 "الوفد": "سندوس على الإرهاب بأحذيتنا"

"نافعة": الجماعات الإرهابية تستنزف الدولة

"زهران": الأجهزة الأمنية ليس لديها معلومات عن الإرهاب

"عز العرب": الدولة لن تستسلم للإرهاب.. وتعطل خارطة الطريق

"مسلم": التأجيل مستبعد

تسبب قرار اللجنة العليا للانتخابات للدعوة إلى انتخاب مجلس نواب جديد، في حالة تخبط داخل تنظيم الإخوان، والذي جاء على غير المتوقع، ومن المحتمل أن تتسبب تظاهراتهم في تعطل العملية الانتخابية.

ترى بعض القوى السياسية أن البرلمان المقبل لن يحقق أهداف الثورة، وأخرى ترى أن رموز الحزب الوطني "المنحل" ورجال الأعمال سيسيطرون على غالبية البرلمان، وهو ما يعيد الذاكرة إلى برلمانات ما قبل الثورة.

وكان لعدد من السياسيين، يرون أن الاشتباكات وأعمال العنف التي وقعت في الذكرى الرابعة، لثورة يناير، قد تؤثر على العملية الانتخابية، ومن الممكن أن يتم تأجيلها لو زاد الصراع وساءت الأوضاع الأمنية، ويرى آخرون أنه من المستحيل تأخيل انتخابات مجلس النواب، لأن قرار التأجيل يؤكد انتصار الإرهاب على الدولة وهو ما يرفضه الشعب المصري وقيادته السياسية.

وقال الدكتور حسن نافعة- أستاذ العلوم السياسية، إن هدف تنظيم الإخوان والجماعات المرتبطة به خاصة التنظيمات الإرهابية التي قامت بالعمليات في سيناء وغيرها مؤخراً، هو استنزاف الدولة وتعطيل خارطة الطريق وعدم انعقاد المؤتمر الاقتصادي المقرر في مارس المقبل بشرم الشيخ.

وأضاف "نافعة" في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هذه الجماعات تريد اتمام العملية الانتخابية، لأنها ترغب بأن تثبت أن النظام الحالي ضعيف وغير قادر على المواجهة، فضلاً عن أن الحياة السياسية والأمنية في مصر غير مستقرة، وبالتالي هذا ليس مناخا آمنا للاستثمار كي يعود أو للانتخابات لكي تجرى.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنهم يتصورون أن يكون ذلك مقدمة لإنهيار الدولة أو فقدان الشعب ثقته في الجيش، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية لن تنجح، لكنها ستستنزف الدولة لفترة طويلة قادمة.

وأوضح نافعة، أن التنظيم يستثمر تصاعد المعارضة غير الإسلامية للنظام بسبب بطش الأجهزة الأمنية وغياب الرؤية السياسية، أو افتقاد القيادة السياسية لرؤية تستطيع إخراج البلاد مما هي فيه في الفترة الراهنة، قائلاً: "هذه القوى تستفيد من أخطاء النظام ولا تعتمد فقط على قواها الذاتية".

وتوقع الدكتور فريد زهران- نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي، أن يتم تأجيل الإنتخابات البرلمانية على ضوء الأحداث الأخيرة وعدم وجود معلومات كافية لدى الأجهزة الأمنية والإستخباراتية عن الجماعات الإرهابية الموجودة بمصر، لافتاً إلى أن هذه الأجهزة في حالة إنكار دائم لوجود الإرهاب في سيناء الأمر الذي يؤكد أنها ما زالت لا تعلم مغزى ما حدث مؤخراً أو دلالته.

وأضاف "زهران"، أن الإرهاب في سيناء يقوى ويتعزز وفي المقابل نجد تأكيدات من الأجهزة الأمنية بأن الأحوال تتحسن، وبعد وقوع أي حادث إرهابي لا نعلم الحقيقة وهل الأوضاع تتحسن أم لا، وهل الإرهاب ما زال يمثل خطراً كبيراً أم الخطر انحصر.

وأرجع زهران، عدم تحديد موقف إجراء الإنتخابات من عدمه إلى عدم تحديد المعلومات الكافية عن الوضع الأمني ومدى الاستعداد لإجراء هذه الانتخابات، مشيراً إلى أن جميع هذه العمليات الإرهابية تستهدف تقويض أركان الدولة.

وأوضح نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي، أن جزء من أهدافها هو تعطيل المرور من خلال تفجير بعض السيارات وجزء آخر بتفجير مرافق الكهرباء أو بإثارة الزعر وأن يتم بهذا الحجم مثلما وقع في سيناء، مؤكداً أن كل ذلك في اتجاه واحد وهو تأجيل الانتخابات.

وطالب زهران، الرئاسة والأجهزة الأمنية بمصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع وحجم الخطر الموجود وحدوده، بالإضافة إلى أسباب تنفيذ عمليات كبيرة ضد قواتنا المسلحة في سيناء، قائلا: "لم يجاوبنا أحد".

فيما أكد أحمد عز العرب- نائب رئيس حزب الوفد، أن الدولة لم تستسلم للإرهاب وتقوم بتأجيل الانتخابات أو تعطيل خارطة الطريق، قائلاً: "سنسحقه وندوس عليه بأحذيتنا، ومصر ستسير في طريقها لتحقيق الإستقرار مهما حدث، وأي محاولة لتحويل المسار لن تفلح والأيام بيننا".

وأضاف عز العرب، أن الدولة على استعداد لأي معركة حتى وإن كانت فيها خسائر، مؤكداً أنها تستطيع تأمين الإنتخابات البرلمانية المقبلة مثلما قامت بتأمين الإنتخابات الرئاسية سابقاً وكانت الدولة وقتها تمر بنفس الظروف.

وأشار نائب رئيس حزب الوفد، إلى أن هذه العمليات الإرهابية وأحداث العنف هدفها في المقام الأول هو تدمير اقتصاد الدولة والمجتمع، قائلا:"ما دام مش قادرين الكلاب يحكموها يبئوا يحرقوها وعليا وعلى أعدائي"، موضحًا أن الصورة أصبحت واضحة وأن هؤلاء الإرهابيين لم يعد عدوهم هو الجيش أو الشرطة لكن أصبح عدوهم الأول هو الشعب.

فيما رأى محمد سامي- رئيس حزب الكرامة، أن الأحداث الإرهابية وأعمال العنف التي وقعت مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير سيكون تأثيرها الأول على أي طرف محسوب على التيار الإسلامي، لافتاً إلى أن شعبية هذا التيار ستتراجع فضلاً عن خسارته لمؤيديه.

وقال سامي، إن تأجيل إجراء الإنتخابات البرلمانية، الذي أعلنت عنه اللجنة عليا للانتخابات، أًصبح وارداً بعد العمليات الإرهابية وأحداث العنف، حتى وإن كان ذلك القرار سيكون له تأثيراً سلبياً لوضع مصر في العالم وسرعة استكمال خارطة الطريق.

وأوضح رئيس حزب الكرامة، أنه يتوقع صدور قرار من رئاسة الجمهورية قراراً بتأجيلها لأسباب متعلقة بعدم وجود فرصة لتوفير أعداد مناسبة من أفراد الأمن والقوات المسلحة لتأمين المقرات الإنتخابية والعملية بأكملها، في الأوقات التي يوجد بها عمليات في سيناء والأماكن الأخرى تحتاج لتواجدهم.

وتابع قائلًا: "أعتقد أن الرئيس السيسي سوف يفكر كثيراً قبل اتخاذ قراره بتأجيل موعد الانتخابات، لأن هذا القرار سيعطي انطباع بعدم استقرار الأوضاع بمصر، وهو غرض من أغراض الجماعات الإرهابية في مصر.

وأكد سامي، أن تأجيل الإنتخابات البرلمانية هو هدف من أهداف العمليات الإرهابية للجماعات المسلحة، لإعطاء انطباع أن الحياة غير مستقرة خاصة للمستثمرين قبل المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وأن المناخ بمصر غير مناسب للاستثمار.

بينما استبعد اللواء طلعت مسلم- الخبير الإستراتيجي، إعلان وزارة الداخلية تأجيل الإنتخابات البرلمانية، مؤكداً أنها تدرك جيداً أهمية إجراء هذه الإنتخابات في موعدها الذي أعلنته اللجنة العليا للانتخابات لاستكمال خارطة الطريق.

وقال "مسلم"، إن تأجيل الإنتخابات ليس هدفاً رئيسياً لعمليات الجماعات الإرهابية الأخيرة، لافتاً إلى أن الهدف الرئيسي هو إسقاط الدولة المصرية وأن الإنتخابات موضوعاً فرعياً بالنسبة للهدف الرئيسي.