بعد ثلاثة أعوام على المذبحة.. مازالت الشكوك تلاحق "العسكري" و"الإخوان"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


وقع الحادث كالصاعقة التى هزت كيان كل المصريين، فلأول مرة في تاريخ الكرة المصرية والعالمية تتسبب "كرة القدم" التي هي مصدر سعادة جماهير العالم في أكبر كارثة راح ضحيتها 75 قتيلا ومئات المصابين.

ففي ذكرى لن تغيب عن أذهان الجميع نجد صور المذبحة التي وقعت بأستاد بور سعيد في مثل هذا اليوم عام 2012، محرك الغضب لجميع مشجعي كرة القدم، فلن يغيب عن اذهانهم صور الحجارة والزجاج والألعاب النارية، كما لم يغيب عن أذهانهم القتلى الذين راحوا ضحية مشاهدة مباراة كرة قدم.

 
البداية

بدأ أوّل إنذار لوقوع الكارثة قبل مباراة، الأهلي و المصري البورسعيدى  بإستاد بور سعيد في 1 فبراير 2012، فنزل الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، تلاها إقتحام عشرات المشجعون لأرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.

 تكرر الأمر بعد نهاية المباراة بفوز المصري على الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فى حين رفع جماهير الأخير لافته مكتوب عليها "بلد البالة مجبتش رجالة" مما أثار غضب جماهير المصري ونزلوا لأرض الملعب وبدأت أحداث العنف، وأغُلِقت أبواب الملعب مما أدى لتصعيد الإشتباكات مع غياب أمني ، فى حين كان بعض المشجعون يحملون الأسلحة البيضاء وهو ما يعكس التقصير الأمنى.

شبهة جنائية

قال "إبراهيم محمد"، أحد أعضاء اولتراس أهلاوي، أن البداية كانت مشاكل جماهيرية عادية مثل أي مباراة؛ ولكن بعد إنتهاء المباراة أُطفئت  أنوار الاستاد، ونزلت جماهير "بورسعيد" تجاه  جماهير "الأهلي" التي اتجهت ناحية باب الإستاد فوجدته ملحومًا، فتكدس الكثيرون أمام الباب حتى وقع الباب بعد أن فقد الكثيرون أرواحهم من طعنات جماهير النادي المصري لهم، ولم يكتفوا بذلك بل ظلوا يلاحقوهم في الشوارع.

واستكمل إبراهيم "تأكدنا أن جماهير المصري كان من بينهم بلطجية ومحرضين يساعدون على إشعال الغضب بين الفريقين، و أن غياب الأمن وإطفاء نور الإستاد ولحم بواباته تؤكد على وجود العديد من الشبهات الجنائية ووجود الكثير من المتورطين في تلك المذبحة التي تجرد فاعلوها من الإنسانية".

وأكد  "إبراهيم "أن أولتراس أهلاوي كانوا مجموعة واحدة لا يوجد بينهم غريب، موضحًا أن هتافات جمهور المصرى خلال المباراة كانت تتردد قائلة "العلقة برة" ولكن تلك الهتافات عادية في عالم تشجيع الكرة، وكانت صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي تحذر من هذا اليوم، مما جعل البعض يخطط لإستغلال تلك النداءات ليكون يومًا غير عاديًا لإثارة الوقيعة بين المصريين.

وأكد أحد أعضاء أولتراس أهلاوي -رفض ذكر اسمه- أن المجلس العسكري وقتها كان السبب وراء مذبحة بور سعيد، خاصة بعد رفع الالتراس "يسقط حكم العسكر " في مباراة المحلة قبل مباراة بور سعيد، موضحًا أن كل الأدلة تحيط بهم بداية من الغياب الأمني إلى غلق ولحم البوابات ، كما أن القضاة قاموا بإستصدار حكما قضائيا مُسيّسا لاستيعاب غضب ألتراس النادي الأهلي الذي كان قد هدد بالتصعيد العنيف إذا لم يقتص القضاء لمن قُتل من رفاقهم، وقاموا بإبعاد التهمة عن الفاعلين الأساسيين.

مصر تتشح بالسواد

جاء البكاء  كأول رد فعل على مجزرة بور سعيد من المواطنين والإعلاميين وأهالي الضحايا تعبيرًا عن رفضهم لما حدث.





الجماهير تطالب بالثأر

تصاعدت الاحتجاجات عقب وقوع الحادث في مدن عديدة منها القاهرة والسويس والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد وغيرها، وقد شارك في تلك التظاهرات العديد من فئات الشعب من ضمنهم لاعبي الكرة والإعلاميين، إلى جانب الكثير من التظاهرات والوقفات لأولتراس أهلاوي ووايت نايتس زملكاوي للتنديد بالحادث العنيف.

المحاكمة

حكمت محكمة جنايات بورسعيد ، في 9 مارس 2013 ،بالإعدام شنقاً على 21 من 73 متهماً وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على عشرة بينهم خمسة من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخر بينما قضت ببراءة 28 متهماً، مع قابلية هذه الأحكام للطعن.

إندلعت أحداث عنف بعد تلك الأحكام، وكانت ردة الفعل الأولى عدوًا مباشرًا نحو الحواجز الفاصلة بين المتظاهرين ومحيط السجن المحتجز فيه المتهمين، وإطلاق الرصاص من بنادق آلية بحوزة المتظاهرين، وأحرقوا سيارات الشرطة.

وقد اتهم العديد الدكتور "محمد مرسي"، رئيس الجمهورية حينها، بأنه استصدر حكما قضائيا مُسيّسا لاستيعاب غضب أولتراس النادي الأهلي الذي كان قد هدد بالتصعيد العنيف إذا لم يقتص القضاء لمن قتل من رفاقهم.