بالصور.. نتيجة "الإهمال الطبي".. شاب دخل المستشفى لعﻻج ذراعه فخرج بدونه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"أنا مستقبلي ضاع خلاص" ،بهذه الكلمات بدأ محمود محمد عبد الجواد 18 عاما، وطالبا بالصف الثالث الثانوي التجاري حديثه، ليروي مأساته مع الإهمال الطبي في مصر، الذي أدي إلى بتر ذراعه الأيسر من فوق الكوع، حيث يقول محمود  أنه مولود بعيب خلقي وهو إعوجاج في عظام الذراع الأيسر، وكان  يستطيع تحريك يده وذراعه، ولكن ليس بشكل كامل لذلك ذهب هو ووالدته إلى طبيب بطنطا، يدعى" م.ل" لإجراء عملية لإصلاح هذا العيب الخلقي، موضحا أن هذا الطبيب أكد له مرارا وتكرارا أن العملية في غاية السهولة، وبالفعل حدد له يوم 13 أكتوبر 2014 موعدا للعملية و،أكد له أنه سيتم حجزه بالمستشفى لمدة 4 أيام بعد إجرائها للإطمئنان عليه، ومتابعة حالته أولا بأول.

أجرى محمود العملية في هذا التاريخ، بإحدى المستشفيات الخاصة بمدينة طنطا، وذلك بعد أن إشترط عليه  الطبيب الحصول على 7 ألاف جنيه كتكاليف للعملية قبل خروجه من غرفة العمليات، ورفض تخفيضها قائلا "أنا هجيب دكاتره كبار يحضروا معايا العملية ".

وافق محمود على  شرط الطبيب، على أمل إصلاح ذراعه ولكنه لم يكن يعلم المصير الذي ينتظره، بسبب إجراؤه هذه العملية التي حضرها منذ البداية أحد الاطباء، وهو إبن مالك هذه المستشفى وبعد خروج محمود من غرفة العمليات، ب 4 ساعات ذهب له هذا الطبيب قائلا "حرك إيدك علشان إحنا لاعبين في الاوتار".

ومنذ خروج محمود من غرفة العمليات، وهو يشعر بألم شديد بذراعه طوال الليل ، لدرجة أن الأطباء كتبوا له على حقنة مخدرة لتسكين الألام، قائلين له "مينفعش تتكرر الحقنة دي تاني علشان لو إتكررت ده هيبقى إدمان".

وفي اليوم التالي للعملية في تمام العاشرة صباحا الموافق 14 أكتوبر، كتب له الطبيب الذي أجرى له العملية على خروج من المستشفى، على الرغم من أنه أخبره أنه سيتم حجزه لمدة أربع أيام بعد إجرائها لمتابعة الحالة.

خرج محمود من المستشفى لإستكمال مأساته مع الإهمال الطبي في مصر، وذهب إلى منزله بالقاهرة، ومنذ وصوله إلى المنزل والألم يزداد بذراعه، فلم تستطع والدته أن تراه هكذا فأخذته وسافرا إلى طنطا مرة أخرى في الثالثه صباحا فجر يوم 15 أكتوبر، وطوال الطريق يتصلون بالطبيب الذي أجرى له العملية ولم يرد عليهم تماما ووصلوا إلى المستشفى ولم يتمكنوا من رؤية هذا الطبيب ومقابلته.

 و من شدة آلام محمود، إضطر الاطباء الموجودين في هذا الوقت بالمستشفى، أن يعطوه الحقنة التي حذروه من أن يأخذها مره ثانية وذلك لتسكين الألم الذي يشعر به، على الرغم من أن أخذ هذه الحقنة يشكل خطورة بالغة عليه لكنهم لم يبالوا وأعطوها له للمرة الثانية.

وبعد أن اخذ محمود هذه الحقنة، سافر مرة اخرى إلى القاهرة، ووصل منزله في السادسة صباحا يوم 15 أكتوبر، وحتى الواحدة من ظهر هذا اليوم مازال الألم يصاحبه، وإضطر أن يتصل مره أخرى بالطبيب الذي أجرى له العملية، وفي هذه المرة رد عليه وطلب منه أن يحضر في عيادته ببركة السبع في السادسة مساءا من نفس اليوم.

وصل محمود العيادة ببركة السبع، في الموعد الذي حدده الطبيب، وقام بفك الجبيرة "بصفيحة منشار" ،وربطها برباط ضاغط، وطلب منه أن يتصل به في اليوم التالي الموافق 16 اكتوبر في العاشرة صباحا للإطمئنان عليه ،وبعدها عاد محمود إلى منزله للمرة الثالثة على أمل أن ينتهي الألم بذراعه الذي لم يفارقه منذ إجرائه لهذه العملية، لكن لم يحدث ذلك بل إزدادت آلامه.

إتصل محمود بالطبيب في الموعد الذي حدده له، ليخبره أن يده مازالت زرقاء ولا يستطيع تحريكها،  وحينما علم الطبيب بذلك، طلب منه أن يذهب له إلى العيادة مرة أخرى، وبالفعل ذهب إليه وبعدها أخذه الطبيب إلى مستشفى جامعة طنطا.

ذهب محمود إلى مستشفى جامعة طنطا،  وتم عرضه على رئيس قسم الاوعية الدموية،  ومنذ هذه اللحظة إختفى تماما الطبيب الذي أجرى له العملية ولم يراه حتى الآن.

جاء تشخيص طبيب الأوعية الدموية صادما لمحمود، الذي أخبره أنه لابد من إجراء عملية بتر فوق الكوع لذراعه الأيسر، لأن به غرغرينا واذا لم يجري هذه العملية سوف تتسبب في موته وتلويث جسمه بالكامل، فإضطر أن يوافق حفاظا على حياته.

 أجرى محمود عملية البتر، بمستشفى جامعة طنطا التي لاتختلف شيئا عن مقالب القمامة على حد قوله  وذلك بعد حصوله على تقرير منها يفيد أن عملية البتر جاءت نتيجة لإجراء عملية خاطئة له بذراعه الأيسر خلال أيام.

ويؤكد محمود ان الطبيب الذي أجرى له العملية الاولى، إتصل به وعرض عليه تعويض 2000 جنيه فرفض محمود وأهله ذلك، ورفعوا عليه قضية، موضحا أنه لايريد أموالا كتعويض لما حدث له، ولكنه يريد معاقبة هذا الطبيب وسجنه حتى لا يكرر غلطته مره أخرى مع شخص آخر.