"البارود" قرية قنائية أسقطت أساطيل فرنسا البحرية

محافظات

بوابة الفجر


أقصى جنوب الصعيد، بمحافظة قنا، وعلى بعد 27 كيلومترا من المحافظة، حيث تقع مدينة فقط، والتي تشمل على أشهر القرى في محافظات الصعيد، بعد ان سطرت لنفسها أسما في كتب التاريخ، ليكون مجدا لجميع المصريين، بعد ان قام أهالي تلك القرية بإغراق أكبر الأساطيل البحرية في ذلك الوقت، والتي كان على رأسها نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر في عام 1799.

التفكير لغزو الوجه القبلي ومحافظات الصعيد

بعد أن قرر الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، الزحف من الإسكندرية إلى غزو الوجه القبلي، متخذا طريقه في نهر النيل، وبعد وصوله إلى محافظة قنا، دارت العديد من المعارك بين القوات الفرنسية وبعض قوات المقاومة الشعبية بعدد من قرى المحافظة.

وفي ذلك الوقت لم يكن لدى القنائيين أسلحة لمساعدتهم للتصدي لزحف القوات الفرنسية، وذلك الأسطول المنيع المكون من 12 سفينة حربية، والذي يقوده "الجنرال ديزيه"، حيث خاض العدو الفرنسي العديد من المعارك، والتي فاز فيها واحدة تلو الأخرى، بداية من معركة "سمهود" بمركز أبوتشت، وصولا إلى اسنا وارمنت.

اشتعال المقاومة الشعبية لمواجهة الحملة الفرنسية

ظن الجنرال "ديزيه" أنه بالفعل قد قضى على جميع الثوار أو المعارضين لذلك العدوان على دولتهم، حتى وصل إلى قرية صغيرة بمدينة قفط، جنوب المحافظة، والتي تسمى "البارود"، ولم يعتقد ذلك الجنرال الفرنسي، أن نهاية أسطوله ستكون على يد أهالي تلك القرية الصغيرة.

فعند مرور ذلك الأسطول الكبير، من أمام القرية، قام بعض الأهالي والمنضمين إلى المقاومة الشعبية، بالخروج والزحف تجاه الأسطول، مستخدمين العصا والشوم، والفؤوس، منقضين عليه، ومتسلقين السفن الحربية، بعدما صنعوا لهم "مصيدة"، وأوقعوهم فيها، وانزلوا بهم شر هزيمة، بعد ان استولوا على ما بداخل السفن من مؤن وسلاح وعدة وعتاد، وقاموا بإحراق الأسطول بالكامل وإغراقه بالنيل، وقتل جميع الجنود الموجودين على ظهر السفن.

"نابليون" يتلقى خبر الهزيمة

اشتدت المعركة بين الجانبين، مما زاد حماس جميع الأهالي، الذين لم يتركوا أي من المعتدين الفرنسيين بالقرية الا وأشعلوا بهم النيران واغرقوهم في النيل، حتى سمع الجنرال نابليون بونابرت، ما حدث في تلك الواقعة، مشيرا إلى ان تلك المعركة تعتبر بداية تقليص النفوذ الفرنسي بمصر، بعد هزيمة كل من ديزيه وموراندى، اعظم قادة جيوشه، وأنها اكبر هزيمة يتعرض لها جيشه في الوجه القبلي على الاطلاق.

قنا تحتفل بـ"النصر" في كل عام

وفي ذلك الوقت من كل عام، ومنذ 214 عامًا، يحتفل القنائيون بتلك اللحة التاريخية والوطنية، التي تعبر عن أصالة وشجاعة المواطن المصري، في الدفاع عن اراضيه وممتلكاته، اتخذت محافظة قنا، يوم 3 من مارس، عيدا قوميا لها، ليجدد في هذا اليوم الذكرى الطيبة في نفوس المواطنين، ويخلد ذكرى الابطال الذين استشهدوا في ذلك اليوم، ويضع المسؤولين إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول.