من أعظم النعم يوم القيامة .. "رؤية المؤمنين ربَهم"

إسلاميات

بوابة الفجر


إنّ من أعظم النعيم، وأجلّ التكريم، الذي لأجله ثَبَتَ الإيمان، وصُدِّق الغيب، وأزهقت في سبيل الله الأرواح، وذرفت العيون، وسخت الأيادي بالنفقات، وتعالت النفوس عن الحظوظ، وهجرت الشهوات، فذاك نعيم رؤية وجه الله -سبحانه-.

فعن صهيب الرومي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :"إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله -تعالى- تريدون شيئًا أزيدكم! فيقولون: ألم تبيض وجوهنا! ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار! قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم -عز وجل-"، رواه مسلم.

ففي هذا الحديث يحدثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نعمة من أجل النعم التي ينعم الله بها على أهل الجنة، وهي نعمة النظر إلى وجهه الكريم، فالله -تعالى- يسأل عباده في الجنة هل أزيدكم من نعمي شيئًا ! فيرون أن نعم الله عليهم سابغة، فالله قد بيض وجوههم، وأدخلهم جنته، وأحل عليهم رضوانه، فماذا يتمنون بعد ذلك، لكن إجابتهم لم تخل من طلب المزيد، فيفاجئهم ربهم بما لم يحتسبوا فيكشف لهم عن وجهه الكريم، فيعدون رؤيته أعظم النعم وأحبها إلى قلوبهم، وصدق قول الله -تعالى- "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة".

* الفوائد العقدية :

1) إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، وأن هذه النعمة تعد من أجل النعم وأفضلها.

2) إثبات صفة الكلام لله، وأن الله يكلم عباده ويكلمونه، ويفهمون عنه دون واسطة.

3) إثبات أن هذه الرؤية الحاصلة للمؤمنين في الجنة لا تنفي ثبوت الرؤية في موطن آخر بدليل قوله -تعالى-: "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "، فهذه الآية تثبت رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة.

4) إثبات أن هذه الرؤية التي ينعم الله بها على عباده في الجنة، رؤية دائمة وليست عارضة، إذ يخصص يوم الجمعة لرؤيته -سبحانه-، ويسمي أهل الجنة يوم الجمعة، يوم المزيد، كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة.