طارق الشناوى يكتب: منير!!

الفجر الفني

بوابة الفجر


صُدم الكثيرون في محمد منير عندما شاهدوه يغنّي في الحفل الأخير الذى أُذيع في مؤتمر «مصر المستقبل»، لإحساسهم أنه يغنّي لفضائية مرتبطة هي وعدد من مقدمي برامجها بالعداء لثوره 25 يناير.

كثيرًا ما نخلط بين اختيارات المطرب الغنائية وبين قناعاته السياسية، المطرب يغني عادة النغمة التي يعتقد أن الجمهور من الممكن أن يرددها بعده، لا أتصور مثلا أن عبد الحليم حافظ لو كانت قد تأخرت ثورة 23 يوليو 52، عشر سنوات مثلا لكان غنّى للملك «يا فاروق يا حبيب الملايين ماشيين فى طريقك ماشيين» مثلما سبقه أم كلثوم وعبد الوهاب في الغناء للملك.

عبد الحليم هو صوت الثورة وأكثر المطربين الذين صدقناهم وهم يغنون لعبد الناصر، ولكن لا تنسى أن تضع فى المعادلة دائما الظرف التاريخى. محمد منير بدأ مشواره الفنى فى السنوات الأخيرة من زمن السادات وتألق فى زمن مبارك ورغم أنه غنى مثلا «علّى صوتك بالغُنا لسّه الأغانى ممكنة» و«يهمنى الإنسان اللى مالوش عنوان» ولو «بطلنا نحلم نموت» فإنه لا يعنى ذلك أبدا أنه مثلا كان يريد أن تصل الرسالة أنه ضد فساد النظام، ولا هو يقصد أن يثور الناس ضد التوريث، لا منير ولا أحد من مطربى جيله كان لهم صوت ضد مبارك.

لا أنتظر من منير سوى أن يغنى بجمال وألق، وهذا هو مع الأسف ما لم يحدث فى حفله الأخير. أسِفْت على حال صوته، الذى نالت منه الأيام، شعرت أنه يغنى بأثر رجعى وبقوة الدفع فقط، كان الصوت واهنًا كأنه يتثآب، والحركة يعوزها اللياقة، والإحساس غائب، والملك ليس هو الملك!!