معارك ضارية توقف تمدد الحوثيين جنوباً

عربي ودولي

بوابة الفجر



اشتعلت جبهات جنوب اليمن في مواجهة تقدم الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تدور مواجهات عنيفة في محافظة الضالع وأبين ولحج أسفرت عن قتلى وجرحى، في وقت بدأت المقاومة الجنوبية عملية تحرير مطار عدن من الحوثيين، تزامناً مع دعوة الحوثيين المتقاعدين العسكريين والمسرحين من الخدمة العودة إلى أعمالهم، بينما انفجر مستودع للأسلحة في المدينة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وقال سكان إن مسلحي الحراك الجنوبي واللجان الشعبية صدوا محاولة تقدم لقوات الجيش الموالية للرئيس السابق والمسلحين الحوثيين في منطقة الجليلة وامتدت حتى مدينة الضالع.

وحسب مصادر محلية فإن المواجهات هي الأعنف منذ بدء الهجوم على الضالع، وإن قتلى وجرحى سقطوا في الاشتباكات، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تنقل المسلحين الحوثيين باتجاه محافظة إب المجاورة.

وذكرت المصادر أن القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمسنودة من الحراك الجنوبي حالت دون تقدم الحوثيين وقوات صالح، حيث ماتزال هذه القوات في منطقة سناح في مدخل مدينة الضالع باتجاه الشمال، حيث يوجد معسكر اللواء 33 المؤيد للرئيس السابق والذي فتحت أبوابه لاستقبال المسلحين الحوثيين وأعطي لهم الزي الرسمي لقوات الجيش.

وطبقاً لما ذكره سكان في المحافظة، فإن طائرات التحالف العربي قصفت مواقع عدة تتبع هذا اللواء في منطقة الجرباء وعبود بالضالع ومعسكر الصدرين بمنطقة مريس قعطبة لمنع تقدمه صوب الجنوب.

كمين للحوثيين

وفي محافظة لحج وقرب محافظة عدن، نصب مسلحون من اللجان الشعبية وقوات الرئيس هادي كميناً للحوثيين وقوات الرئيس السابق في منطقة صبرر فقتلوا 12 منهم بعد ساعات على كمين مماثل أدى إلى مقتل 21 منهم.

وفي محافظة أبين التي تقدم فيها الحوثيون وقوات الرئيس السابق، تصدى الجيش ومقاتلو اللجان الشعبية لهذه القوات ومنعوا تقدمها نحو مديرية مودية، بعد ساعات على قصف طائرات التحالف العربي مواقع تلك القوات في منطقة مفرق مودية وتدمير عدد من الآليات وقتل عدد من المسلحين.

أما في مديرية مكيراس على الحدود مع محافظة البيضاء قال السكان إن القوات الموالية للرئيس السابق والحوثيين واصلوا لليوم الرابع على التوالي قصف المدنيين بعد أن تصدى لهم مسلحو اللجان الشعبية ومنعوهم من دخول عاصمة المديرية.

وذكرت مصادر محلية أن اللجان الشعبية ردت بقوة على القصف المدفعي، وتمكنت من قطع الإمداد عن الميليشيات الحوثية وأدت تلك المواجهات إلى مقتل أربعة من عناصر اللجان الشعبية وإصابة ستة آخرين.

معركة تحرير المطار

وأعلنت المقاومة الجنوبية بدء معركة تحرير مطار عدن الدولي من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق، ووزعت بياناً طلبت فيه من سكان مديرية خور مكسر التي يوجد بها المطار التزام منازلهم، قائلة إنها بدأت عملية تطهير المطار ومعسكر بدر.

وأكدت المقاومة الجنوبية مشاركة العشرات من منتسبيها في العملية التي سوف تستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ونبهت سكان مدينة عدن إلى الابتعاد عن الطريق البحري في التنقل بين المديريات.

استدعاء المتقاعدين والمسرحين

في غضون ذلك، دعا الحوثيون المتقاعدين العسكريين والمسرحين من الخدمة إلى العودة إلى أعمالهم.

وأصدرت ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" قراراً تدعو فيه جميع المسرحين من منتسبي القوات المسلحة والأمن للخدمة في مجال أعمالهم، ودعوة "جميع المحالين تعسفياً إلى التقاعد من منتسبي القوات المسلحة والأمن للخدمة في مجال أعمالهم"، وذكرت اللجنة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية التي سيطر عليها الحوثيون بأن الجهة المختصة في وزارة الدفاع ستتولى تسوية أوضاع واستحقاقات العائدين للخدمة.

انفجار مستودع أسلحة

في سياق آخر، سقط عشرات القتلى والجرحى جراء انفجارات عنيفة وقعت في أكبر مخازن السلاح في محافظة عدن جنوبي اليمن.

وذكرت مصادر عسكرية بالمحافظة أن انفجارات عنيفة شهدها مخزن السلاح في منطقة جبل حديد المطل على مدينة المعلا، بعد محاولة لصوص اقتحام المخزن بهدف السطو على الأسلحة.

وقالت المصادر إن لصوصاً حاولوا فتح بعض البوابات المغلقة على مخزن للأسلحة الثقيلة والألغام المتفجرة باستخدام الأعيرة النارية، وهو ما تسبب بوقوع انفجارات هائلة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وأشارت إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت بشكل كثيف من أماكن متفرقة في الجبل، فيما تساقطت العديد من القذائف على الأحياء السكنية القريبة منه، وأكدت المصادر أن شدة الانفجارات تسببت بانشقاقات العمائر السكنية في مديريتي خورمكسر والمعلا، بينما اضطر الأهالي القريبون من جبل حديد إلى مغادرته واللجوء إلى أماكن بعيدة.

ووجهت مستشفيات بمحافظة عدن نداءات استغاثة للتبرع بالدم لعشرات الجرحى الذين تم نقلهم إليها. وقال مدير دائرة الصحة في عدن الخضر الاصور لـ"فرانس برس": "سحبنا حتى الآن تسع جثث متفحمة وهناك بحسب معلوماتنا جثث أخرى داخل (المخزن)".

كما أفاد بأن عدد القتلى في المدينة خلال الثلاثة الأيام الماضية، بلغ نحو 61 قتيلاً نتيجة الاشتباكات، في حين وصل عدد الجرحى إلى 500 على الأقل.

يشار إلى أن عشرات اليمنيين بمحافظة عدن هبوا خلال اليومين الماضيين باتجاه منطقة جبل حديد، والتي تحوي أكبر مخازن سلاح الجيش اليمني بالمحافظة، وقاموا بنهب أنواع الأسلحة ولم تتمكن السلطات المحلية من إيقافهم.

 والمستودع الواقع عند منحدر جبل يعرف بجبل الحديد القريب من مرفأ عدن يعود للجيش اليمني لكن جنوده أخلوه هذا الأسبوع بعد هرب قادتهم في خضم الفوضى العارمة في المدينة.

آية الكرسي
طلبت ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين رفع آية الكرسي مكان صور الرؤساء في الوزارات والمؤسسات العامة للدولة والشركات والمؤسسات الخاصة والشوارع والميادين. وأسندت اللجنة القرار إلى مبادئ الدستور والإعلان الدستوري، الذي أصدره عبدالملك الحوثي عند استيلائه على القصر الجمهوري، وكذلك إلى مبدأ "الحفاظ على المال العام".