أسرار تراجع "أوباما" عن قرار تعليق المعونة العسكرية لـ"مصر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 أجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما إتصالا هاتفيا بنظيره المصري عبدالفتاح السيسى؛ ليبلغه قرار إستئناف المعونات العسكرية لمصر بعد ان شهدت حالة من الجمود في الفترة الأخيرة، لتبرز علامات إستفهام عديدة حول أسباب التراجع الأمريكى، وعلاقته بالتوقيت الحالى ، ولماذا تم إدراج المعونة فى الميزانية الأمريكية حتى عام 2018 فقط ، وكيف سيتم تقسيمها إلى عدة بنود بعد ذلك.
 
فى البداية أجاب السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق عن تلك التساؤلات قائلا ،لم أشك لحظة فى أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات لمصر ، وكنت أتحدى أن يتم قطعها ،وأرجع ذلك لأنها جزء من إتفاقية السلام التى وقع عليها "كارتر مع السادت"، ووردت فى البند الخامس ،بهدف أن يشعر الشعب المصرى أن السلام خيار يؤدى إلى التنمية والإستقرار.
 
وأضاف رئيس إتحاد المستثمرين العرب أن حركة النقود من مصر إلى الولايات المتحدة تساوى 66 مرة مقدار حركتها من أمريكا لمصر ،حيث تبلغ وارداتنا الأمريكية 7 مليارات دولار ، بينما صادراتنا لاتتجاوز 250 مليون ، والإدارة الأمريكية لاتريد بالطبع أن تخسر تلك الأموال ، خاصة بعد أن نوعت مصر مصادر تسليحها ،وإتجهت لروسيا وفرنسا ، وهو ما يكبد مصانع السلاح الأمركية خسائر ضخمة ،إذا تحولت الدول العربية هى الأخرى لمصادر تسليح غير أمريكية، وهو أمر ضرورى لأن المناورات مع  السعودية والإمارات والأردن تبدأ من مصر ، وإذا تركت مصر السلاح الأمريكى ستتركه تلك الدول، علما بأن السعودية والإمارات هما أكبر دولتين مستوردتين للسلاح فى العالم ،وستتزايد مشترياتهما من السلاح بسبب ضربات التحالف الحالية ، وبالتالى فإن قرار أوباما بتعليق المساعدات كان يعنى أنه يعاقب نفسه وبلاده.
 
وفى سياق متصل أكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والإستراتيجى  إن إتصال أوباما بالسيسى لم يضف جديدا ، لأن وفد الكونجرس كان قد أبلغه بالقرار ، وكذلك أعلنها جون كيرى فى المؤتمر الإقتصادى بشرم الشيخ ،وربط سويلم بين نجاح المؤتمر ثم القمة العربية ، وبين إستئناف المساعدات، مشددا على أن تلك الصفقة مدفوع ثمنها منذ عام 2012 وتحوى 120 دبابة و21 طائرة f16 ""  و12 طائرة أباتشى وصل منها 10 و4 قطع بحرية.
 
وأضاف رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا ، أن أمريكا كانت قد علقتها بسبب رهانها على جماعة الإخوان ، واليوم أدركت أنه رهانا خاسرا ، وأن عودة الإخوان للحكم هى "وهم" عاشه أوباما لفترة ، ثم أيقن أن الشعب المصرى ملتف حول قيادته ، والأمة العربية كلها أصبحت تتحرك خلف مصر.
 
وثبت ذلك بنجاح الضربة الجوية المصرية لمعاقل داعش فى ليبيا ، بدون الرجوع إليه ، ثم تكالب الدول العربية على دعم مصر إقتصاديا وسياسيا  فى مؤتمر شرم الشيخ ، والأن مصر تشارك فى دحر الإرهاب الحوثى وإعادة الشرعية فى اليمن دون إستشارته.
 
وعن تغيير شكل المعونة بعد 2018 وتقسيمها إلى عدة أجزاء تخصص كل منها لهدف معين قال الخبير العسكرى ، ليس من حق أوباما أن يتدخل فى توزيع المعونة لأنها حقنا، ونتعامل معها وفق رؤيتنا لمتطلبات أمننا القومى ،ولكنه لوح بذلك مثلما تحدث عن الحريات والنشطاء كالعادة لحفظ ماء وجهه ،ونحن لا نعير كلامه إهتماما.
 
وعلى جانب أخر قال اللواء أركان حرب نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق إن السياسة الأمريكية لها إستراتيجية واضحة ينفذها أى رئيس سواء كان جمهوريا أو ديموقراطيا، ولذلك تؤكد الإدارة الأمريكية دائما على أن أمنها القومى فى الشرق الأوسط يقوم على تأمين حدود إسرائيل والبترول، وحتى يتحقق هذا لابد أن يحدث إستقرار فى المنطقة ،ولا يخفى على أوباما و إدارته أن مصر الأن تستعيد مكانتها عربيا وإفريقيا لتصبح هى "رمانة الميزان " فى الشرق الأوسط ،خاصة بعد دورها فى عملية "عاصفة الحزم " التى تحمى حدود السعودية ودول الخليج ، مثلما تؤمن المصالح الأمريكية فى منطقة الخليج من خطر جماعة  الحوثيين المتطرفة.
 
وعن تلك الجماعات قال فؤاد إن سياسة أمريكا الأن تجاه الكيانات المتأسلمة إقتربت من موقف مصر ،حيث أصبح لزاما على واشنطن أن تراجع مواقفها تجاه جماعات الإسلام السياسى ،بعدما تكشفت جرائمهم الإرهابية للعالم.