عزمي مجاهد يكتب : وحدتنا سر قوتنا

الفجر الرياضي



عندما كنا صغاراً تعلمنا في المدرسة عدة مبادئ وأقوالا مأثورة هامة وجميلة مازالت محفورة في الأذهان، ولعل أهمها أن الاتحاد قوة والتفرق والتشتت ضعف، وما أحوجنا في ظل التحديات المتلاحقة التي تحيق بمصر وبالأمة العربية في اللحظة الراهنة إلى التمسك بهذه الحكمة المأثورة لأن أي دولة عربية بمفردها لن تتمكن من الصمود أمام هذه التحديات الخطيرة التي نواجهها جميعاً من إرهاب وفتنة طائفية ومحاولات التدخل الخارجي التي تهدف إلي نهش جسد الأمة وتقطيع أوصاله بما يهدد الأمن القومي العربي برمته.. ومن هذا المنطلق فإن مشروع القرار بتشكيل قوة عربية مشتركة موحدة الذي تبنته مصر هو العلاج الوحيد للقضاء علي سموم الفرقة والتشتت التي تبثها الأفاعي السامة المنتشرة علي ساحة الوطن العربي أو تلك التي تترقب الأمور عن بعد حتي تأتي الفرصة المناسبة للانقضاض عليه.

إن العملية العسكرية المعروفة باسم «عاصفة الحزم» التي قادتها السعودية وشاركت فيها مصر ودول عربية أخري لمساندة الشرعية في اليمن وإيقاف من تسول له نفسه إشاعة الفتنة علي الساحة العربية هي بروفة مصغرة للتعاون العربي المشترك في إطار تشكيل قوة عربية عسكرية موحدة للتصدي لأي مخاطر تهدد الأمن القومي العربي.

ولابد أن يعي الجميع أن إنشاء هذه القوة يعني أن العرب يتحدون في إطار قانوني إقليمي وفي ضوء احترام القوانين الدولية للحفاظ علي أمنهم وصد أي عدوان عليهم وهذا حق أصيل تكفله القوانين والمواثيق الدولية.

وقد أكد التاريخ أن قوة مصر هي قوة للأمة العربية، وأن تغييبها هو إضعاف للأمة وبعثرة لمكوناتها وتبديد لقدراتها .. ان الأمة العربية وهي تواجه أخطر التحديات وأخبث المخططات من الداخل والخارج لتمزيقها وإضعافها أحوج ما تكون إلي مصر القوية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً القادرة علي سحق الإرهاب ودحر الفساد، والمتأهبة لإعادة بناء دولة حديثة تقدمية تكون حاضرة بجانب أشقائها تتكامل وتتضامن وتنسق معهم ليزداد الجسد العربي مناعة في مواجهة ميكروبات التآمر والإرهاب التي ينثرها أعداء الأمة بلا حياء.

**على نفس المنوال تبدو الرياضة المصرية في أشد الحاجة إلي عاصفة حزم أيضاً لأن قانون الرياضة الجديد مازال في غرفة الإنعاش ويمر بأزمات عنيفة وخلافات في وجهات النظر، قانون شغب الملاعب موجود بين بنود القوانين العادية ولم يتم تطويره وتفعيله.. العلاقة بين الأندية والاتحادات يغلفها الصراعات، المخالفات والانتهاكات في كل مكان، وكثيرون من المخطئين هربوا وتواروا خجلاً مخلفين وراءهم العديد من الفضائح وآخرون يريدون الظهور في الصورة.