خبراء يشيدون بالتعاون العسكري بين مصر والخليج

أخبار مصر

بوابة الفجر


شهدت العلاقات المصرية الخليجية، عقب نجاح ثورة 30 يونيو 2013، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، تطوراً واضحاً، لاسيما في ضوء الدعم الخليجي المقدم للقاهرة، دعماً لها في حربها ضد إرهاب جماعة الإخوان وأنصارها، وكان أبرز مشاهد الدعم الخليجي لمصر، هو الدعم الاقتصادي، الذي تواصل بالإعلان عن المزيد من المنح الجديد في المؤتمر الاقتصادي.

ولم تتوقف العلاقات المصرية الخليجية، عند حد المنح والمساعدات والجانب الاقتصادي، بل انعكست تلك العلاقات الوطيدة، على العلاقات بين مصر ودول الخليج فيما يتعلق بالتنسيق العسكري، ومؤخراً تم الاتفاق على إجراء عدد من المناورات العسكرية، وتشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين مصر والسعودية، لبحث ومتابعة تنفيذ المناورات العسكرية، ويأتي هذا في الوقت الذي تقود فيه السعودية تحالفاً عربياً، تُشارك فيه مصر، ضد الحوثيين في اليمن.

واعتبر محللون عسكريون مصريون، ذلك التعاون العسكري المصري الخليجي، على أنه "خطوة على طريق إعادة الاستقرار للمنطقة"، فقال رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء علاء بازيد، إن "المناورات الأخيرة المشتركة بين مصر والسعودية وبين مصر والإمارات أيضاً، تدخل في إطار التعاون الدائم بين مصر والدول الخليجية، كما يعد رسالة واضحة للحوثيين وغيرهم من مهددي الأمن القومي العربي في المنطقة".

دفاع مشترك
وأفاد بازيد، في تصريحات خاصة لـ 24، أن "التعاون العسكري بين الدول المذكورة، أفاد مصر على الجانب السياسي والجانب العسكري أيضاً، فتبادل الخبرات بين الدول يسهم بشكل أو بآخر في تطوير الأداء العسكري للدول المتعاونة"، مضيفاً أن "التغيّرات والتطورات التي تشهدها المنطقة الآن تجبرنا على دعم فكرة وجود قوات دفاع مشتركة لحماية المنطقة من الأخطار المحدقة بها".

وأوضح الخبير العسكري، أنه "لابد من إدراك أن التعاون العسكري بين الدول العربية يمنح المنطقة قوة وفرصة في فرض رؤيتها على الدول الكبرى المتصارعة، ولكن التعاون العسكري ليس وحده هو الفيصل في الصراعات، فالآن يوجد قوة ناعمة مثل الإعلام أو الفنون ومواقع التواصل الاجتماعي والجمعيات الأهلية التي يمكن استغلالها في تنفيذ أجندة الدول أيضاً"، مؤكداً أن دول الخليج ومصر هي الدول الوحيدة المستقرة في المنطقة والتي يمكن الاعتماد عليها في إنقاذ المنطقة من تلك الصراعات التي أدت لهدم عدة دول، وإغراقها في الفوضى والحروب الأهلية.

تعاون تاريخي
فيما قال الخبير الاستراتيجي اللواء عبد المنعم سعيد، إن "التعاون العربي الخليجي ليس جديداً كما يظن البعض، وإنما مستمر منذ عقود طويلة كان أهمها التعاون العربي في حرب 1973، فقد حاربت مع مصر ما يقرب من 11 دولة عربية، منها الجزائر وليبيا والكويت، وكانت هناك تدريبات مشتركة بين القوات المسلحة العربية"، موضحا، أن "التدريب المشترك يشمل تدريبات بحرية وجوية وبرية، فهناك تنوع في التدريبات وتبادل في الخبرات والرؤى للمستقبل المشترك".

وأضاف اللواء عبد المنعم سعيد، في تصريحات خاصة لـ 24، أن "التدريبات المشتركة تظهر أهميتها في الحروب المشتركة مثل تلك التي شهدتها عاصفة الحزم، فلولا تلك التدريبات المشتركة لما كان هناك تفاهمٌ عربي مثل الذي وُجِدَ بين الدول المشاركة في العملية"، مؤكداً أن "كل التدريبات العسكرية المشتركة تصب في مصلحة الوطن العربي وفي مصلحة تماسك الأمة في مواجهة المخططات الأجنبية المحاكة ضد تماسك تلك المنطقة".

وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى أن "الدول العربية التي لازالت متماسكة في حاجة ماسة لتلك التدريبات حتى يتم رفع كفاءة قواتها المسلحة وتدعيم التعاون العربي، فالمخطط الخارجي التخريبي الذي يهدف لتقسيم الدول العربية لعدد من الدويلات، لن يترك دولة عربية واحدة متماسكة ولذلك فلابد من دعم التعاون العربي لعودة الاستقرار للدول المنكوبة الغارقة في الفوضى واستعادة عافيتها، حتى يتم ضمان استقرار باقي الدول العربية المجاورة له، والقضاء على البؤر الإرهابية بها".