بعد الإعتداء على طلبة الحربية.. عسكريون يطالبون بخطة لتأمين طلاب الكليات العسكرية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



 
جاء حادث إستهداف طلبة الكلية الحربية أثناء عودتهم من أجازتهم، ليؤكد على إتجاه الجماعات الإرهابية نحو إستراتيجية جديدة ،تهدف إلى زعزعة ثقة الشعب وخاصة جيل الشباب فى القيادة السياسية والعسكرية،وتعتمد على ضرب مستقبل المؤسسات الأمنية وليس حاضرها فقط،ومن هنا تبرز تساؤلات حول أليات تأمين هؤلاء الطلاب ،حتى لا تتكرر تلك الجرائم المفجعة ،فى ظل إرتداءهم لزى كلياتهم ،وإستقلالهم حافلات خاصة بالكليات.

فى البداية قال اللواء أركان حرب نبيل فؤاد ،خبير العلوم الإستراتيجية،أن تلك الجريمة تعد إنذار للسلطات الأمنية ،حتى تنتبه لخطورة الأخطاء التى نراها صغيرة ،ولكنها تؤدى لمصائب كبيرة.
وأضاف فؤاد " رب ضارة نافعة "،ويجب أن نتعلم من أخطائنا،ونضع أليات جديدة لتأمين أولادنا أثناء عودتهم من محافظاتهم إلى الكليات،ومن الممكن أن يتحركوا بملابس مدنية ،ويتجمعوا فى أقرب وحدة عسكرية لبلدانهم،أو داخل أقسام ومراكز الشرطة، ويجب أن تكون هناك دوريات شرطة لتأمين مكان تجمعهم ،فى المواعيد الخاصة بالتجمع ،وتسير المدرعات أمام حافلات الكلية لتأمينها .
وشدد الخبير الإستراتيجى على ضرورة توافر كاميرات المراقبة، لأنه فى حادث كفر الشيخ كانت كاميرات الإستاد مغلقة ،وكذلك لابد من توفير أجهزة الكشف عن المتفجرات ، فى كل أماكن تجمع المواطنين ، العسكريين والطلاب والمدنيين.
فيما قال اللواء فؤاد علام ،وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق ،وخبير مكافحة الإرهاب ،أنه لا ينبغى أن نتعامل مع كل واقعة على حدة،ولكن علينا أن نعلم أن العمليات الإرهابية مستمرة،وسوف تزداد ضرواة ،خلال الفترة المقبلة،وحتى نقصرتلك الفترة ،ونخفف من عنف الضربات الإرهابية ،لابد من تطبيق المنظومة المتكاملة التى وضعها المركز القومى للبحوث الجنائية والإجتماعية ،وهى منظومة تتكون من 6 محاور ،سياسية وإقتصادية وثقافية وإعلامية ودينية،والمحور الأمنى هو الأخير، أما الأن فالدولة تعتمد على الشق الأمنى وحده ،و هو لا يكفى ولم يقضى على التطرف فى أى تجربة سابقة فى العالم.
وحذر علام من أننا إذا لم نبدأ من الأن فنحن مقبلون على كارثة، والعمليات الإرهابية ستزداد كثافة وضراوة .

وعلى الصعيد السياسى قال الدكتور طارق فهمى ،رئيس قسم الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط،إن تلك العمليات تؤدى لإضعاف شعبية القيادة السياسية ،وتهدف لأن يفقد المواطن الثقة فى قدرة النظام الحاكم على تأمينه ، علماً بأن جانب كبير من شعبية الرئيس السيسى إستند على التفويض الذى منحه الشعب له، بناء على طلبه  ليحارب الإرهاب ،منذ أن كان وزيرا للدفاع ،ومن هنا كانت خطوة ذكية من الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة ،حين ذهب إلى الكلية الحربية ،وإلتقى بالطلبة وحضر التدريبات .
وأوضح فهمى أن تلك الزيارة لا تكفى ،فى ظل حالة إنسداد الأفق السياسى التى نعيشها ، بسبب النخبة الحاكمة التى تنتمى لعهود سابقة ،ومازالت تسير على نهج الماضى ،لتخلق فاصل بين القائد الذى أحبه الناس وإنتخبوه وبين شعبه،وعليه أن يتخلص من هذه القيود التى تضعها حوله الدوائر المحيطة به ، ويتواصل مع كل فئات الشعب ،حتى يحبط محاولات التأثير على مكانته  لدى رجل الشارع.