خبراء: لقاء شكرى وكيرى لن يقدم جديد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تلقى وزير الخارجية المصرى سامح شكرى منذ ساعات إتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكى جون كيرى ، طلب خلاله كيرى أن يلتقى بشكرى خلال الأيام القليلة المقبلة ، فى إطار إستعدات بلاده للقمة الأمريكية الخليجية ،التى سيلتقى خلالها الرئيس باراك أوباما مع قادة دول الخليج الستة ، فى منتجع "كامب ديفيد " الرئاسى ،ولم تدعى لها مصر.
وفى سياق متصل كان أوباما قد إتصل هاتفيا بالعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز لمناقشة تطورات "عاصفة الحزم"، قبيل إنعقاد القمة منتصف مايو المقبل .
فى البداية قال الدكتور ممدوح حمزة ،الناشط السياسى الثورى،إن أمريكا ليست بحاجة لأن تدعو مصر إلى "كامب ديفيد" الثانية ، لأنه منذ توقيع إتفاقية "كامب ديفيد" الأولى بين السادات وكارتر وبيجن ، وواشنطن تنظر للقاهرة كتابع لها ، ننفذ ما يطلب منا بشكل مباشر، بدليل أن محاولات التقارب  مع روسيا تحولت إلى لقاءات شكلية وزيارات وتبادل أحضان وقبلات "واللى فى القلب فى القلب"،وروسيا أدركت أننا مازلنا نعمل وفقا لنظرية "99 فى المئة من أوراق اللعبة فى يد أمريكا ".
و توقع حمزة أن تكون قمة "كامب ديفيد " فى مايو المقبل، أشبه بإتفاقية "سايكس بيكو"  ، التى تم خلالها تقسيم المنطقة العربية بين إنجلترا وفرنسا ، والأن يتم تقسيمها بين إيران وتركيا ،بينما تغيب مصر عن الصورة ،وإذا أردنا أن يكون لنا موقع على الخريطة، كان علينا أن ننفتح فى علاقاتنا على العالم ، ونقوى علاقاتنا مع روسيا وإيران ، بدليل أن السعودية نفسها تقيم علاقات مع إيران، ومع تركيا رغم  الخلافات ، وأمريكا عقدت الإتفاق مع إيران حينما أيقنت أنها الدولة الأقوى إقليميا ،وأن العرب سيظلوا تابعين فقط، ومن ثم ستحافظ أمريكا خلال المرحلة المقبلة  على علاقاتها مع تركيا وإيران ، وكلا منهما تتلاقى مع الأخرى رغم الإختلافات الكثيرة ، بينما مصر خارج الإطار.
وعلى جانب أخر قال الدكتور طارق فهمى ،أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ،أن دعوة دول الخليج الستة لقمة "كامب ديفيد" إرتبطت بأمور إجرائية ،ووجهت للدول الستة المعنية بالأزمة اليمنية بشكل مباشر ،ولم تدعى إيران ولا مصر كأطراف إقليمية مشاركة ،واليوم تتعرض القمة للعديد من الإعتراضات تهدد بفشلها قبل أن تبدأ، أبرزها عدم وجود جدول أعمال واضح حتى الأن ،كما إستبقت أمريكا إنعقادها وأعلنت أنها تنحاز للحل السلمى السياسى ، بعيداً عن الخيار العسكرى ،وهو ما أكده الرئيس السيسى خلال كلمته فى الكلية الحربية ،حين شدد على أن مصر لم تتدخل بريا ،ولا يوجد سوى الحل السياسى لأزمة اليمن ،وهو ما يعكس توافق للموقف المصرى مع الأمريكى ،ومن ثم كان إتصال كيرى بشكرى للتشاور على خلفية هذا التوافق.
وأضاف فهمى أن طاولة اللقاء  بين شكرى وكيرى سيطرح عليها ملفين متوقعين ،الأول يتعلق بالأزمة اليمنية وحدود الدور المصرى،وشكل المشاركة المتوقعة ،وإمكانية التدخل البرى بعد إنسحاب باكستان  ،وهل سيتم إنجاز تصعيد عسكرى قبل القمة ، خلال الأيام المقبلة لتذهب دول الخليج لأمريكا ،وتتفاوض على الهدنة ،فى ضوء مالديها من تقدم عسكرى وإنتصارات ميدانية .
أما الملف الثانى فهو رسائل طمأنة ترسلها واشنطن لحلفاءها فى المنطقة بشأن الإتفاق الإطارى الذى وقعته مؤخراً مع إيران ، حول برنامجها النووى ،والذى أثار قلق لدى أطراف إقليمية ثلاثة هى مصر والسعودية وإسرائيل ، ويسعى البيت الأبيض لطمأنة هذه الأطراف القلقة من أن يتضمن الإتفاق إضراراً بمصالحها مع واشنطن.