كيف تربي طفلك على العقيدة السليمة ..!

إسلاميات

بوابة الفجر


اهتم الإسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد منذ نعومة أظفارهم، ومن هنا جاء استحباب التأذين في أذن المولود، وسر التأذين -والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الله وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند مجيئه إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.

أهم جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم:

1) الإيمان بملك الملوك -عز وجل- :

إن أهم واجبات المربي، حماية الفطرة من الانحراف، وصيانة العقيدة من الشرك، لذا نهى -صلى الله عليه وسلم- عن تعليق التمائم تعويدًا للصغير الاعتماد على الله وحده "من علق تميمة فلا أتم الله له".

وعلى المربي أن يوجه جهده نحو غرس عقيدة الإيمان بالله في نفس الصغير، فهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم النبي -صلى الله عليه وسلم- أسلمت وكان أنس صغيرًا، لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنسًا قل: لا إله إلا الله، قل أشهد أن لا إله إلا الله، ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي على ابني فتقول: إني لا أفسده، إذ كان أبوه ما يزال مشركًا.

2) تعويد الأطفال على حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوقيره:

على الوالدين وموجهي الأطفال أن يغرسوا حب النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفوس الناشئة، فحب رسول الله من حب الله -عز وجل- ولا يكون المرء مؤمنًا إلا بحب الله ورسوله، فعن أنس -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".

3) الإيمان بالملائكة:

كم يسعد الأطفال عندما تجمعهم أمهم، لتحدثهم عن الجنة ونعيمها، والملائكة فيها، إذ تبشر المؤمنين، كقوله -تعالى-: "إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ *نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ *ومنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحًا وقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ.

4) عدم التركيز على الخوف والرعب من النار وعذابها:

إن الطفل ذو نفس مرهفة شفافة، فلا ينبغي تخويفه ولا ترويعه، لأن نفسه تتأثر تأثرًا عكسيًا، فقد أخرج الحاكم والبيهقي عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-: أن فتى من الأنصار دخلته خشية الله، فكان يبكي عند ذكر النار، حتى حبسه ذلك في البيت، فذُكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فجاءه في البيت، فلما دخل عليه اعتنقه النبي، وخر ميتًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "جهِّزوا صاحبكم فإن الفَرَق فَلَذَ كبده!".

5) الإيمان بالقدر:

علي المربي أن يزرع في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالقدر منذ صغره، فيفهم أن عمره محدود، وأن الرزق مقدر ولذلك فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به، وأن الناس لا يستطيعون أن يغيروا ما قدره الله -تعالى- ضرًا ولا نفعًا، قال -تعالى-: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا".