فضل الوضوء قبل النوم

إسلاميات

بوابة الفجر


يُعتبر النوم موتة صغرى، ولا يدري العبد منّا متى يحين أجله، قال -تعالى-: "الله يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى".

قال الإمام القرطبي: "النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن، وذلك قد يكون ظاهرًا وهو النوم، وباطنًا وهو الموت، فإطلاق الموت على النوم يكون مجاًاً، لاشتراكهما في انقطاع تعلق الروح بالبدن"، ولذا ينبغي أن نستعد لذلك بالوضوء قبل النوم.

فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ"، قال: فَرَددْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: "لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ"، متفق عليه.
  
ومن فضائل الوضوء قبل النوم: أن من بات طاهرًا بات معه ملك يستغفر له، روى الإمام ابن حبان وغيره : "من بات طاهرًا، بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرًا"، قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره.

وذَكر الحافظ في فتح الباري: أن من فوائد الوضوء قبل النوم، أن يبيت على طهارة، لئلا يبغته الموت فيكون على هيئة كاملة، وأن ذلك أصدق لرؤياه، وأبعد من تلاعب الشيطان به".