العرب بدون عقل "تافهون" .. يتعاركون ويتقاتلون من أجل لاعب !

الفجر الرياضي



 

- ربما يكُون العنوان صادم للبعض، ومفاجئًا في نفس الوقت للبعض الأخر، لكنه وبكل حزن واّسي الحقيقة المُؤلمة والصادمة لنا جميعاً كعرب !.

 

 

- العرب كُل العرب نسوا كل قضاياهم ومشاكلهم المُتشابكة، وأصبحوا يتعاركون فيما بينهم علي لاعبي كرة القدم، هذا يسُب ذاك، من أجل لاعبه المُفضل، والآخر يتشاجر مع صديق عمره من أجل فريق يُشجِعه !

 

 

- بكل أسف أصبح هذا حالنا حاليًا، أصبحنا نكره بعضنا البعض بسبب كرة القدم، فتري الكثير من الشتائم الخارجه بسبب خلاف بين أحدهم علي حُب لاعب أو تفضيل فريقٍ علي اّخر .

 

 

- أصبح العرب قبائل متفرقة، نعم هو كذلك إنها الحقيقة المُرة التي لا تراها أعيُننا، فنري علي صفحات مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك و توتير" وبالتحديد علي الصفحات الخاصة بكرة القدم واللاعبين والفرق ، نري أعضائها العرب يتشاجرون ويتبادلون السِباب من أجل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وريال مدريد وبرشلونة مثلاً ! ، فهذا يسُب ذاك لأنه قال أن ميسي الأفضل والعكس يحدث من الطرف الاّخر.

 

 

- وعندما فتح موقع "كووورة" الشهيرة، خدمة التعليق علي الأخبار التي تُنشر عليه، وجدنا وابل من الألفاظ الخارجة والغير مبررة بين الأعضاء، تصعب أعمي وبدون أي وعي للاعب أو فريق بعينه، كل ذلك من أجل لا شيء في نهاية المطاف!.

 

 

- هل حقاً أصبح العرب تافهون لهذه الدرجة الحمقاء، هل أصبحوا فئات تُدافع عن لاعب، وآخرين يسبُون ويشتمون بسبب خسارة فريق أو فوز أخر، والآخر يتعارك لأن البعض قام بالتهكم والتهجم باللفظ غير مستحبة على لاعبه أو فريقه المفضل !

 

 

- الإجابة وللأسف الشديد صادمة، نعم أصبحنا كذلك "تافهون بعقول صغيرة"، نتعارك ونخرج عن النص وعن شعورنا ايضًا بسبب لاعب أو فريق ، أصبحنا نبكي على خسارة الفريق الذى نشجعه ولا نندم أو نذرف دمعة على بُعدنا عن الله عز وجل وعن قضايا أمتنا، ويقول الله فى كتابه الكريم "ونحن أقرب إليك من حبل الوريد" وفي اّيه أخري يقول سبحانه وتعالي "وللأخرة خيراً لك من الأولي"، ويقول "ولا تسبّوا الّذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغيرعلمٍ" .

 

 

- أفيقوا أيها العرب من سباتكم يرحمكم الله ، فَكرة القدم ما هي الإ وسيلة للإستماع والتسلية ليس الإ، فهي ليست وسيلة وغاية للتفرقة والتشتت فيما بيننا، فالأمثلة كثيرة علي تعاركُنا وتحارُبنا على صفحات كرة القدم على صفحات موقعي التواصل الإجتماعي والمواقع الرياضية.

 

 

- فعلي سبيل المثال ، عندما إلتقي منتخب البرتغال والذى يلعب له كريستيانو رونالدو مع دولة الكيان الصهيوني فى تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم ، والمباراة كانت تقام فى إسرائيل ، ففي صباح يوم المباراة كتب رونالدو على صفحته فى الفيسبوك : "صباح جميل من إسرائيل"، وقتها راينا إعصاراً من التعليقات التى تستم وتسُب اللاعب، والأخري التى تُدافع عنه بإستماته ، وشاهدنا عِراك شديد بين محبي اللاعب وكارهيه، وأصبح البعض يخرج عن النص ويسُب الأخر بأبشع الألفاظ كل هذا بسبب لاعب !

 

 

- يقول رسولنا الكريم صلَ الله عليه وسلم "سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ"، وفي كل الأديان السماوية التى أنزلها الله عز وجل والتى تحس على تكريم الإنسان وعلى عدم سب ولعن الإنسان لأخيه، لكن نحن كعرب وللأسف كل ذلك أهملناه وبعدنا عنه أميالاً، وأصبحنا نتعارك بسبب كرة يجري ورائها لاعبون لا يهمهم ولا يفرق معهم من يسُب ومن يمدح، فهم يلعبون من أجل الشهرة والأموال والجوائز، فنحن لن نستفيد منهم شيئاً وهم كذلك.

 

 

- أخيراً وليس أخراً ، قليلاً من العقلانية أيها العرب، فالله ميز الإنسان بنعمة العقل والتفكير، ولكن نحنُ نستخدم تلك النعمة فى غير موضِعها تمامًا، ونتقاتل ونتعارك ونتشاجر بسبب لاعب أو فريق، فكونوا أخوه فى الخير لا في الشر.

 

 

- وأختم مقالتي المتواضعة بجزء من قصيدة للشاعر العربي الكبير "نِزار قباني" يقول فيها : أنا يا صديقةٌ مُتعبٌ بعروبتي ، فهل العروبة لعنةٌ وعِقابْ ؟ ، أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً ، فعلى الخريطةِ كُلنا أَغْراب ، أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي وأعيد ، لكن ما هناك جَواب ، لولا العباءاتِ التي التّفوا بها ، مَا كُنتُ أحسبُ أنهّم أَعْرابْ ، يَتقاتلونَ على بَقايا تمرةٍ ، فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابْ ، والْعالِمُ العَربيُّ يَرْهن سَيفهُ فَحِكايةُ الشّرفُ الرفيعُ سَرابْ !