هل تعلم ما هو سر تسمية صنبور المياه بالحنفية؟!

منوعات

بوابة الفجر


قبل مدّ مواسير المياه إلى المنازل كان الناس فى مصر يحصلون على الماء عن طريق ” السقا ” مقابل أجر يعطى له حسب عدد قرب المياه التى يجلبها للمنزل . 

ولم يكن يسمح لأى شخص بأن ينضم إلى طائفة السقائين ، بل كان هناك شروط صارمة للإنضمام للمهنة .. إذ لابد أن يتمتع بجسد قوى قادر على مشقة حمل المياه مرات عديدة ، وان يكون خالياً من الأمراض حتى لا يلوث المياه التى ينقلها ، ويشترط أن يكون أميناً لأنه الشخص الوحيد الذى يسمح له بالدخول عندما يكون رب البيت غائباً ويجلب السقاءون المياه من أماكن معينة فى نهر النيل حتى يكون الماء صافياً خالياً من الشوائب والتلوث ، كما يأتون بالماء من الآبار الجوفية المضمونة . 
وكان المحتسب يمارس دوره فى الاطمئنان على نظافة المياه التى ينقلها السقاءون . 

كان السقا يحتفظ بالماء فى قربة كبيرة من جلد الماعز يغلقها بسدادة خشبية ويعطرها بالمستكة ثم يضع فيها بعضاً من ماء الورد وأحياناً يضيف إليها النعناع .  

لم يقتصر السقاءون على مد المنازل بالمياه وإنما كانوا ملزمين أيضاً بإطفاء الحرائق . ظل السقا يؤدى دوره ويكتسب رزقه ولم يدر فى ذهن واحد منهم أن يأتى يوم يجدون فيه أنفسهم قد فقدوا وظيفتهم التى لا يعرفون غيرها . 

وجاء اليوم الذى امتدت فيه المواسيرإلى المنازل وبدلاً من السقاء أدار الناس مقبض قطعة معدنية يتدفق منها الماء.   
لم يستسلم السقاءون لهذه المواسير والصنابير التى جاءت لتزلزل عرشهم الذى ظلوا يعتلونه أزمنة طويلة . 
 
بل تجمعوا و تباحثوا وتوصلوا إلى فكرة ذكية وخبيثة ، وتوجهوا إلى أئمة المذاهب الأربعة لاستصدار فتوى بأن ماء مواسير المياه لايصلح للوضوء فصدقهم أئمة الشافعية والمالكية والحنابلة وأفتوا بأنه لايجوز الوضوء من ماء الصنابير، أما أئمة المذهب الحنفى فقد توجهوا وجهة مخالفة وأفتوا بأن الوضوء من ماء الصنبور مقبول بل ومستحب .

ومن هنا سمى المصريون الصنبور ” الحنفية ” نسبة إلى أئمة المذهب الحنفى الذين خالفوا أئمة المذاهب الأخرى وأجازوا لأهل مصر الوضوء بماء الصنبور .