شهداء خارج الصندوق .. الدولة تعتبر الحسينى وجيكا وكريستى والشافعى وميادة «مجرد ضحايا»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


يسقط الشهداء، تهلل الدولة، وتصدر القرارات، وفى النهاية، لا تنفذ القرارات، ويبقى الشهيد فى نظر الدولة مجرد ضحية، ولا يضم اسمه إلى صندوق «رعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة».

الصندوق الذى تم تأسيسه عقب ثورة 25 يناير ويرأسه رئيس مجلس الوزراء، لم يضم حتى كتابة هذه السطور أيقونات الثورة المصرية، مثل سيد شباب الثورة الشهيد الحسينى أبوضيف، وشهيدة الصحافة ميادة أشرف مرورا بجيكا وكريستى والشافعى.

أسر الشهداء اتخذوا طريقين لتنفيذ مطالبهم المشروعة بضم شهدائهم لقائمة شهداء الثورة فهناك من اتخذ آلية التصعيد مثل الاعتصام والاحتجاج وغيرها للضغط على الأجهزة التنفيذية وانتزاع حقوق شهدائهم منهم وذلك مثلما فعلت أسرة الشهيد الحسينى أبوضيف التى مارست خلال عامين ونصف العام منذ استشهاده جميع أشكال الضغط لنيل حقوق الشهيد التى تجاهلتها الأنظمة المتعاقبة منذ اغتياله، وهناك من يتخذ السبل القانونية لإصدار أحكام قضائية تلزم رئيس الوزراء بضم الشهداء لقائمة شهداء ثورة يناير مثلما فعلت أسر الشهداء جابر صلاح الشهير بجيكا ومحمد حسين الشهير بكريستى ومحمد الشافعى، حيث صدر حكم محكمة القضاء الإدارى فى 16 ديسمبر الماضى برئاسة المستشار يحيى دكرورى بإلزام رئيس الوزراء باعتبار جيكا وكريستى والشافعى من شهداء ثورة يناير وهو الحكم الذى لم يتم تنفيذه حتى الآن.

الحسينى أبوضيف صدر الحكم على قاتليه ولم يتم الاعتراف به كشهيد حتى الآن

قائمة الشهداء خارج صندوق رعاية أسر الشهداء يتصدرها الشهيد الحسينى أبوضيف سيد شباب الثورة والذى تم اغتياله بطلقة محرمة دوليا فى مجزرة الاتحادية عام 2012 أطلقها قناص إخوانى محترف وتعمد اغتياله بعدما قام أبوضيف بتصوير أحداث مجزرة الاتحادية بكاميرته الخاصة لمدة ست ساعات كاملة.

وبالرغم من مرور أكثر من 28 شهرًا على اغتيال أبوضيف ومحاولات أسرته المتمثلة فى والده محمد أبوضيف وشقيقه سالم للضغط على المسئولين لضم اسمه لقائمة شهداء الثورة إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، ولم يتم الاعتراف به ضمن قائمة الشهداء، غير أن أسرته وأشقاءه عانوا الأمرين لتنفيذ قرارات حكومية صدرت بالفعل مثل قرار إطلاق اسمه على مدرسة طما الثانوية بنين بمسقط رأسه بمدينة طما والذى تم تنفيذه الأسبوع الماضى بعد ضغوط مارستها أسرته على المسئولين ومحافظ سوهاج.

ومازالت أسرة أبوضيف تتخذ خطوات التصعيد لتنفيذ قرار وزارى بإطلاق اسم الشهيد الحسينى أبوضيف على شارع الحرية بمسقط رأسه بمدينة طما حتى الآن وضمه لشهداء الثورة.

جيكا وكرسيتى والشافعى صدرت لهم أحكام تقضى بأنهم شهداء ولم تنفذ، فى 16 ديسمبر الماضى قضت محكمة القضاء الإدارى فى أسباب حكمها بإلزام رئيس مجلس الوزراء باعتبار جيكا وكريستى والشافعى ضمن شهداء ثورة يناير، رغم أن رئيس مجلس الوزراء أصدر قرارًا رقم 1347 لسنة 2012، باعتبار ضحايا أحداث محمد محمود الثانية ضمن شهداء الثورة، ورغم اعتراف جهة الإدارة بأنهم شهداء ثورة، إﻻ أنها لم تقم بإدراج أسمائهم.

وأشارت المحكمة فى أسباب حكمها إلى أنه لم يثبت من الأوراق وجود دليل على أنهم قتلوا فى أثناء اعتدائهم على قوات الشرطة أو منشآت الشرطة أو الجيش، أو فى أثناء تخريب أو إتلاف أو حرق منشآت عامة أو خاصة.

وبالرغم من صدور حكم القضاء الإدارى منذ أربعة أشهر لضم جيكا وكريستى والشافعى لشهداء ثورة يناير، لكن لم يتم تنفيذه حتى الآن، وما زالوا ضمن قائمة الشهداء الذين مازالوا خارج صندوق رعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة.

ورغم أن الشهيد جابر صلاح الشهير بجيكا الذى تم قتله فى أحداث الذكرى الأولى لمجزرة محمد محمود، حينما كان يحاول الدفاع عن زملائه وأصدقائه من استهدافهم من قبل قوات داخلية الرئيس المعزول محمد مرسى، كان يعتبره الإعلام أول شهيد فى عصر مرسى وأول مسمار يدق فى نعشه لإسقاطه ولم يتم ضمه حتى الآن رغم صدور حكم قضائى بضمه لشهداء يناير.

وتضم قائمة الشهداء خارج الصندوق الشهيد محمد حسين الشهير بكريستى الذى مر على استشهاده 26 شهرًا أثناء مشاركته فى الاحتجاجات التى كانت ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، عند محيط قصر الاتحادية، والذى شمله حكم القضاء الإدارى فى ديسمبر الماضى بضمه لشهداء ثورة يناير، ولم يتم تنفيذه أيضا، وأشار والده إلى أنه لا يعلم حقوق ابنه حتى الآن ولا أحد يهتم بالتحدث معه لمعرفة حقوق ابنه كشهيد، غير أنه لم يحصل على أى حقوق لابنه سوى تسمية إحدى المدارس بمسقط رأسه وإطلاق اسمه على أحد شوارع القاهرة.

ورغم تضمن الحكم القضائى اسم محمد الشافعى الذى استشهد فى 5 مارس 2013 لقائمة شهداء يناير إلا أنه لم يتم ضمه حتى الآن لصندوق رعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة، وأكدت والدته أنه منذ صدور الحكم طلب صندوق رعاية أسر الشهداء بعض الأوراق الرسمية لتنفيذ القرار، غير أنها حاولت استخراج جميع الأوراق المطلوبة من الجهات المعنية فوجدت العراقيل فى استخراج أى أوراق، مطالبة بسرعة ضم نجلها لشهداء الثورة بعدما ضحوا بحياتهم من أجل إسقاط عصابة الإخوان.

ميادة أشرف.. استشهدت منذ عام ولم يعترفوا بها كشهيدة

«الكاميرا لا تزال فى ايدينا يا حسينى» لافتة حملتها الشهيدة ميادة أشرف قبل استشهادها بثلاثة أشهر فقط، وذلك خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الحسينى أبوضيف بمكان استشهاده بمحيط قصر الاتحادية وذلك إيمانا منها بمبادئ أبوضيف حتى لحقت به شهيدة الصحافة بعد قتلها فى 28 مارس العام الماضى عند تغطيتها الاشتباكات التى اندلعت بين جماعة الإخوان وقوات الداخلية.

ورغم مرور 12 شهرًا على استشهادها لكنها لم تضم أيضا لقائمة شهداء الثورة رغم مطالبة والدها أشرف رشاد بسرعة ضمها كأقل حق لها بعد أن ضحت بحياتها فى سبيل كشف الحقيقة للقارئ بكاميرتها التى كانت توثق الأحداث.

نقلنا مطالب أسر الشهداء المشروعة بضم شهدائهم لقائمة شهداء الثورة إلى سيد أبوبيه الأمين العام لصندوق رعاية أسر الشهداء ومصابى الثورة فأكد أنه سيتم ضم الشهداء الحسينى أبوضيف وجيكا وكريستى والشافعى وميادة أشرف الى قائمة الشهداء خلال أسبوعين على الأكثر وذلك بعدما يتم استيفاء الأوراق المطلوبة منهم.

وأشار أبوبيه إلى أنه يجب على أسر الشهداء سالفى الذكر أن يقدموا للصندوق أربع أوراق رسمية مطلوبة لضمهم، موضحا أن هذه الأوراق هى إعلام الوراثة وثانيا تقرير الطب الشرعى وثالثا شهادة النيابة أو تحقيقات النيابة ورابعا شهادة الوفاة.