شقيقة الأب الروحى للأرمن المصريين: نتمنى اعتراف مصر بـ«المذابح التركية»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«فارت فهرام».. قتله الإهمال الطبى فى مستشفى خاص

بالتزامن مع احتفالات الدولة الأرمينية بمرور مائة عام على المذابح البشعة، التى تعرض لها الأرمن على يد الأتراك عام 1915 والتى راح ضحيتها قرابة مليون ونصف المليون أرمنى تعيش أسرة المخرج المصرى الأرمنى الأصل فارت فهرام، صاحب أول دعوى قضائية حملت اسمه هو وشقيقته «سيران» فى إبريل الماضى، مطالبة بالاعتراف بالمذابح التركية تجاه الأرمن، حالة من الفرح الممزوج بالحزن العميق، الفرح بمناسبة اعتراف غالبية دول العالم بمذابح الأرمن على يد الأتراك، بما يمثل صفعة للوالى العثمانى السفاح.

أما الحزن فبسبب عجز الأسرة عن القصاص لفقيدها «فارت الأب الروحى للأرمن المصريين» من قتلته بسبب الإهمال الطبى فى أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بالإسكندرية، فى يونيه من العام الماضى.

داخل منزل الأسرة العتيق، بحى اللبان الشعبى الشهير، بالإسكندرية، التقت «الفجر» شقيقته «سيران» التى تعيش بصحبة ابتيها الاثنتين، عقب وفاة شقيقها وكشفت لنا العديد من المفاجآت، منها أن شقيقها قام برفع الدعوى الخاصة لإلزام الحكومة المصرية بالاعتراف بالمذابح التركية ضد الأرمن، فى غضون إبريل 2014- قبل انتخابات الرئاسة بشهرين- دعما للمرشح الرئاسى وقتها المشير عبدالفتاح السيسى، وللحكومة المصرية عموما، عقب تطاول تحالف «الإخوان- الأتراك» على مصر، ما حدا بشقيقها باعتباره مصريا، من أصل أرمنى، برفع الدعوى القضائية، لتذكير الأتراك بماضيهم الأسود فى حق جدوده الأرمن، وكانت أمنيته اعتراف الحكومة المصرية رسميا بالمذابح التركية تجاه الأرمن، وهو ما قد يمثل صفعة قوية للأتراك.

كاشفة أنه عقب قيامهم برفع الدعوى، ومشاركة «فارت» فى العديد فى الندوات السياسية للأحزاب بالإسكندرية- كان عضوا بحزب المصريين الأحرار- وظهوره على شاشات الفضائيات للحديث عن الدعوى، والمذابح التى تعرض لها الأرمن على يد الأتراك عام 1915، وما يمثله اعتراف مصر رسميا بتلك المذابح من الناحية السياسية والدبلوماسية، وهو حاصل أساسا على بكالوريوس هندسة، لكنه اختار طريق الفن، حيث كان صديقا للمخرج الراحل يوسف شاهين، وشارك معه بالتمثيل فى فيلم إسكندرية ليه- عام 1979- فى دور أرمنى، وطلب منه «شاهين» الانتقال للعمل معه فى القاهرة بوظيفة مساعد مخرج، لكنه رفض مغادرة الإسكندرية موطنه، وكان صديقا أيضا للكاتب الراحل، أسامة أنور عكاشة.

وعن ملابسات وفاته نتيجة الإهمال الطبى، تقول شقيقته، كان «فارت» يعانى من مشاكل فى المرىء، وتوجه إلى طبيب شهير- أستاذ بكلية طب الإسكندرية- فوجهه الطبيب لمستشفى استثمارى خاص بمنطقة مصطفى كامل- الذى أجرى فيه العملية وتوفى نتيجة الإهمال بنزيف- حيث طلب منه الطبيب إجراء الجراحة بالمنظار لتركيب دعامة بالمرىء، وقام «فارت» بتأجيل العملية لبعد إجراء انتخابات الرئاسة، التى حرص على المشاركة فيها داعما للرئيس عبدالفتاح السيسى وقتها، وبالفعل دخل المستشفى يوم 4 يونيه الماضى، وهو تغمره السعادة، وانتظرنا عدة ساعات حتى حضر الطبيب، لانشغاله بإجراء عمليات أخرى، فى مستشفى آخر، وبعد نحو ثلث ساعة خرج من غرفة العمليات جثة هامدة، نتيجة إصابته بنزيف، رغم أن الجراحة جراحة منظار فكيف يصاب بنزيف من الأساس.

بعدها قدمنا بلاغاً للنيابة ضد إدارة المستشفى والطبيب المعالج، وبلاغ آخر لمناظرة الجثمان بمعرفة الطب الشرعى، لبيان سبب الوفاة وكلها دون جدوى، خاصة أن المستشفى مع كل بلاغ نقدمه، كان يخرج علينا بتقرير طبى مختلف عن حالة «فارت» لدرجة أنه قدم حتى الآن نحو 4 تقارير طبية متضاربة عن أسباب الوفاة، وعلى الرغم من ذلك لم تجر النيابة تحقيقا رسميا حول ملابسات الوفاة حتى الآن- حسب قولها.