هجوم الحوثيون على "الحدود السعودية" يكشف حقيقة التدخل في اليمن

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


في إطار الحرب الدائرة بين الحوثيين والتحالف العربي، جاءت نقلة نوعية في مصير الإشتباكات، حيث قامت الجماعات الحوثية بنقل منطقة الصراع من الداخل اليمني إلى الحدود السعودية، فقد أعلنت وزارة الدفاع السعودية، أمس الخميس، عن مقتل ثلاث جنود في هجوم شنه مقاتلون موالون لجماعة الحوثي على الحدود الجنوبية بمنطقة نجران.

وجاء ذلك عقب بيان وزارة الدفاع والذي جاء فيه: "في عملية نوعية، قامت القوات البرية اليوم بصد هجوم قامت به مجموعات من الميليشيا الحوثية ومن يساندها من الألوية المتمردة على الشرعية، على حدودنا الجنوبية بقطاع نجران، حيث كانت تلك المجموعات تستهدف مراكز حدودية ونقاط مراقبة سعودية".

وأضاف البيان: "اشتبكت معها القوات البرية بالنيران المباشرة وغير المباشرة، وبفضل من الله استطاعت قواتنا الباسلة دحر عناصر الشر المعادية، تساندها ضربات جوية مباشرة نفذتها القوات الجوية تجاه المجموعات، مما أدى إلى تدمير آلياتها وإعطاب معداتها المستخدمة، وقتل العشرات من أفراد الميليشيا، وقد استشهد في العملية ثلاثة من جنود القوات البرية".

وعقب ذلك قامت "الفجر" برصد ردود الأفعال على سبب ذلك التغيير النوعي في الهجمات الحوثية، ونقلهم لمنطقة الصراع من الداخل اليمني إلى الحدود السعودية.

- الرد على تغييرات البيت السعودي.. وتغيير أيدلوجيات حوثية

قال المحلل السياسي، والمتخصص بالشأن العربي، هاني الجمل، أن المملكة العربية السعودية بعد أن قامت بترتيب أولويتها في المرحلة المقبلة بتصعيد خطوات الشباب في سدة الحكم للمملكة خاصة وزير الدفاع الذي حقق نجاحات في قيادة عاصفة الحزم، قام الحوثيين بتغيير أيدلوجيتهم في نقل منطقة الصراع الساخنة من الداخل اليميني إلى مهاجمة الحدود السعودية، كرد قوي لهم على التغييرات داخل البيت السعودي.

- إعلان حرب على السعودية.. واليقظة السعودية

وأكد الجمل، أن ذلك التغيير يعد إعلان مباشر من الحوثيين والداعمين لهم "إيران"، للحرب على المملكة العربية السعودية، مستغلين في ذلك إختلاف وجهات النظر داخل العائلة السعودية، حول عاصفة الحزم ومدى التدخل في الشئون اليمنية، موضحا إنه سرعان ما ردت القوات العسكرية السعودية حيال هذه التصعيدات الحوثية وقتل العشرات منهم، وهو إنذار شديد اللهجة من السعوديين للحوثيين والداعمين لهم بيقظة السعودية لأي تمرد حوثي.

- حقيقة التدخل السعودي في اليمن

وأكد المحلل السياسي، أن المناوشات التي تحدث على الحدود السعودية مع الحوثيين، تعد أول مكاشفة حقيقية للصراع بين المد الشيعي المتمثل في "الحوثيين" والهلال السني المتمثل في "المملكة العربية السعودية"، موضحا أن التدخل السعودي في اليمن من البداية كان هدفه القضاء على المد الشيعي، وهو ما كشفته المناوشات الحدودية بين السعودية والحوثيين.

- الرد على تغييرات البيت السعودي.. واللعبة الحوثية

وأضاف المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، أن نقل الصراع من الداخل اليمني للحدود السعودية، غرضه إحداث البلبلة والإرباك للمملكة العربية السعودية، للرد على التغييرات التي طرأت بالبيت السعودي، لزيادة الإنقسام بداخله حول الموقف السعودي من الأزمة اليمنية، مؤكدا أن تلك المناوشات العسكرية الحوثية لعبة بين الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح على المملكة العربية السعودية لتغيير خطتها حول الأزمة اليمنية.

- حيلة علي عبد الله صالح

وأوضح، أن سبب عدم ظهور علي عبد الله صالح بجانب الحوثيين عقب الهجوم على الحدود السعودية، وهو للعبة صالح وضمانه لخروج آمن له ولأسرته حال إنتصار التحالف العربي والسلطة اليمنية الشرعية على الحكم.

- توسيع رقعة الحوثيين.. إشعال نار الفتنة

وأكد السيد، أن هدف الحوثيين وعلي عبد الله صالح من مناوشات الحدود السعودية هو توسيع الرقعة والمواقع الحوثية بالمنطقة، ولإشعال نار الفتنة والحروب الأهلية داخل اليمن، لعدم وجود مصالحة بين الحوثيين والتحالف العربي وإكبار السعودية التي تقوده للتدخل البري لخسارتها، حيث أن السعودية لم تتمكن من النجاح في ذلك التدخل البري لعدم درايتها بالأماكن الجبلية الوعرة في اليمن وتمكن الحوثيين منها في المقابل مما يقوي الجانب الحوثي في تلك الحرب البرية.

ومن الناحية العسكرية، قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، أن سبب نقل الصراع اليمني من الداخل إلى الحدود السعودية، هي محاولات للحوثيين لتوسيع وكسب مواقع جديدة لهم تقوي جبهتهم عقب المفاوضات القادمة حسب ما تسعى إليه إعادة الأمل، واصفا تلك المحاولات باللعبة السياسية.

وأكد سويلم، أن تلك المناوشات ترد عليها قوات حرس الحدود السعودية رد قوي، ولن تثمر لعبتهم للإستلاء على مواقع جديدة بأي شئ إلا بالخسارة الحوثية.