خبراء يشككون في كون "داعش" وراء حادثة تكساس

عربي ودولي

بوابة الفجر


 أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي أن المسلحين في حادثة معرض الرسوم الكاريكاتورية بتكساس كانوا من "جنود الخلافة"، ولكن الخبراء تشككوا في وجود علاقة حقيقية بين التنظيم ومرتكبي الحادث.

وأشارت مجلة "تايم" الأمريكية في نسختها الالكترونية اليوم الاربعاء إلى تغريدة نشرت على حساب إلتون سمبسون أحد مرتكبي الحادث على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" جاء في نصها "هل يقبلنا الله كمجاهدين". 

وزعم بيان صادر عن إذاعة البيان التابعة للتنظيم الإرهابي، أمس الثلاثاء، أن داعش يعلن مسؤوليته عن الهجوم، في إشارة إلى أول هجوم من هذا القبيل للتنظيم على الأراضي الأمريكية، وقال التنظيم في البيان "أن ما هو آت سيكون أكبر وأكثر مرارة، ونقول لأمريكا أنها سترى جنود داعش يرتكبون أعمالا فظيعة".

ونوهت مجلة "تايم" إلى أن الخبراء يتشككون في ضلوع التنظيم في تلك الحادثة، في إشارة إلى ما قاله بروس ريدل، وهو عضو سابق في وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" ورئيس مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز عندما تسائل "ما هو الدليل الذي قدمه داعش على ذلك" مضيفا أن الشرطة ستتمكن من التأكيد "وبسهولة إلى حد ما" حول ما إذا كان المسلحون تلقوا أوامر من التنظيم من خلال تفريغ هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.

ويقول خبراء آخرون إن الروابط بين داعش ومرتكبي الحادث قد تكون ضعيفة في أحسن الأحوال، وقال مسؤول أميركي أنه كان من الممكن أن يكون داعش لعب دورا "ملهما" في الهجوم بدلا من دوره في تنظيم "العمليات"، مضيفا أنه من المرجح أن عدم تواجد اتصال مباشر بيم مرتكبي الحادث والتنظيم.

وقال وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق تيم كليمنتي " لاأعتقد في وجود اتصال عبر البريد الالكتروني أو الرسائل النصية مع داعش، ولا أعتقد أنهم كانوا موجهين من داعش".

وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما العلاقة - إن وجدت - بين المسلحين وداعش، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق مع سيمبسون منذ عام 2006 بعد أن سجل له حديث عن قتال غير المؤمنين في سبيل الله، وألقي القبض عليه في عام 2010، قبل يوم واحد من اعتزامه الهجرة لجنوب أفريقيا، ولكنه اتهم فقط بالكذب على عميل اتحادي وعوقب بثلاث سنوات من المراقبة و 600 دولار في إطار غرامات ورسوم قضائية.

ورأت المجلة في ختام تقريرها أن الهجوم الذي وقع في ولاية تكساس أيقظ المخاوف من أن المتطرفين في الخارج يمكن أن يلهموا بتنفيذ هجمات إرهابية في الغرب، بعد أشهر من فتح لمسلحين النار على مكتب الصحيفة الساخرة شارلي إبدو في يناير، وأعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي يتخذ من اليمن مقرا للجماعة الإرهابية، مسؤوليته عن هذا الهجوم، مشيرة إلى أن المشتبه بهم في ذلك الهجوم بما في ذلك الهجوم على سوبر ماركت كوشير بعد ذلك بيومين، أعلن داعش مسؤليته عنهما. 

جدير بالذكر، أن مسؤولين أمريكيين قالوا أن المسلحين اللذين نفذا هجوما استهدف مسابقة لرسوم كاريكاتورية للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بولاية تكساس الأحد الماضي استوحيا افكارهما فيما يبدو من تنظيم "داعش" الارهابي، غير أنهم اكدوا انه لا يوجد اي اشارة حتى الآن تدل على أن داعش هو من قام بتوجيه المسلحين لتنفيذ الهجوم.

وأوضح مسؤولون أمريكيون معنيون بتطبيق القانون انهم لا يزالون يحللون الأجهزة الإلكترونية الخاصة بمنفذي الهجوم، بما يتضمن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، لتحديد ما إذا كان آخرون قد تورطوا في التخطيط للهجوم أو شجعوا على تنفيذه.

وأشار المسؤولون إلى أن منفذي الهجوم، وهما التون سيمبسون (30 عاما) ونادر الصوفي (34 عاما)، لم يعرف بأنهما كانا على صلة رسمية بتنظيم داعش، غير أن الدعاية التي يروج لها التنظيم قد تكون شجعت قرارهما الخاص بشن الهجوم على المسابقة التي أقيمت بمدينة جارلاند في تكساس. 

ونوهت تقارير إخبارية إلى أنه بينما يراقب مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" عن كثب المواطنين الأمريكيين الذين حاولوا السفر للخارج من أجل الانضمام لداعش، شهد المسؤولون الأمريكيون تزايد عدد الحالات التي يخطط لها مؤيدو داعش او اي جماعة متطرفة اخرى لشن هجمات داخل الولايات المتحدة.

ولفتت التقارير إلى أن مسؤولين أمريكيين يحاولون تحديد ما إذا كانت هناك اي صلات بين سيمبسون والصوفي وتنظيم داعش أو احتمالية استجابتهما لدعوات من جانب مؤيدي التنظيم، موضحة أن بعض التقارير أفادت بأن سيمبسون كان فيما يبدو على اتصال بأحد مستخدمي موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي كان يحث آخرين على تنفيذ ما يعرف بهجوم "الذئب المنفرد" على المسابقة.