فيصل زيدان يكتب .. معالى المستشار .. أنا الحمار !

الفجر الرياضي





ما أن سمعت بأذنيى – أنا مش من بتوع قالولووو – معالى المستشار الجليل وزير العدل وهو يحتقر ويحقر ويصغر ويعنصر ابن عامل النظافه وكأنه مخلوق من كوكب آخر أدنى وأقل وأحقر وأصغر من " الدنيا " – وليس أحقر منها ولا أدنى – حتى تيقنت بأنى عشت حقبا من الزمن وأنا حمار .. نعم أعترف لك معالى المستشار " أنا حمار " .. حمار لأنى توهمت أننا أدركنا زمن اللاعنصرية واللاتمييز .. حمار لأننى ظننت أن من جد وجد ومن زرع حصد ومن سهر الليالى نال " العلا " – إرشادات جلدة الكراسة اللى كنت بحفظها وأنا صغير يا معالى الوزير – حمار لأننى كنت أحسب أن أناسا بهذا الفكر وهذا المنطق ودَعوا الكون بأفكارهم ورجعيتهم وإصرارهم على الحماقه ونظرة الدونية لأبناء وطنهم لمجرد أنهم عاملين كادحين مجدين مجتهدين  .. فإذا بهم يتصدرون سدة الحكم .. حمار لأن وزيراً مستشاراً كنت أستمع إلى حواره لعلى أخرج منه بحكمه أو قناعه أو رضا أو أمل أو سعى لعمل ..  فإذا به يصدمنى أنا وابن عامل النظافه – لأننى أكيد إما ابن جناينى أو سايس أو عامل أو فلاح أو سواق أو موظف " على أد حاله " أو بواب أو نجار – فيقول لا ينبغى لنا أن نحلم بمنصة القضاء .. فلها ناسها .. أما أنتم فشكرا لآبائكم " إنهم عرفوا يربوكم " .. ضرب سيادة المستشار كل أمل بطلقة  أمر من طلقات الإرهاب .. فجر بداخلنا كل طموح بعبوة ناسفة أقسى من عبوات المحظورة .. حكم علينا بالإعدام شنقا فى ميدان عامة الشعب – وكل الشعب عامه – 

سيدى وزير العدل .. ما معنى العدل ؟ سيدى المأمون على سير ومسيرة العدالة وإحقاق الحق ونصرة المظلوم .. ما هى العدالة ؟ سيدى الحكم .. ما هو ميزانك ؟ 

على كل واحد فينا إذن أن ينظر الى أبيه وأمه فان لم يكن أبوه مستشارا فحقيق عليه أن يعقه وليقل لهما أف ولينهرهما ولا يخفض لهما جناح الذل من الرحمه .. أنا سأفعل ذلك .. فقد كنت أتمنى أن أصبح مستشاراً قاضياً حاكماً عادلاً .. الا أننى ولدت فوجدت أبى عامل نظافه .. وعمال النظافه فى مصر ممنوعون من دخول الجنه .. 

معالى الوزير المستشار لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لعلم ولا لتعليم .. لا لدراسه ولا لدراسات .. لا لأخلاق ولا لأخلاقيات .. لكنه حجر كل خير عن الغلابه .. واحتكر كل منصب له ولابنائه ولمن هم على شاكلته .. هل تعلم سيدى القاضى أن جارى عُين بالنيابه وأصبح قاضيا بتقدير مقبول من كلية الحقوق لا لشيئ إلا لأن والده مستشاراَ؟ أهذا هو الشرف ؟ هل تدرى أن زميلاَ صار مستشاراً يعتلى منصات العدالة ليحكم بين الناس بالعدل و الحق وكل مؤهلاته أن خاله " باشا " .. أتلك هى العدالة ؟ .. هل تدرى سيدى الفاضل أن صديقى مات كمداً عندما وهبه الله كل مؤهلات النيابه والقضاء من علم ولباقه وثقافه وتقدير فيما أنتم تجبرتم على الله وعينتم ابن صاحبكم الذى كان يقضى ليالى دراسته على شرفات الطرق ونواصيها – واسألوا ضحايا سخافاته من البنات المحترمات  – أهذه هى الموازين ؟؟ .. رجل بهذا الفكر يقولون له " سيادة المستشار الجليل " .. و " الجليل " اسم من اسماء الله .. فيتكبر ويتجبر ويتبجح فى وجه كل أب تلفحه نار الأسعار لكنه يصبر ليلعم ابنه .. وأب يرضى بالظلم و"الظلمات " – لأنه معندوش مولدات – أملا فى مستقبل مشرق لفلذة كبده – وأب استشهد ولده دفاعاً عن حضرتك وعن الباشوات من أمثالك – فصبر طمعا فى تعويض ربه فى باقى ذريته   .. وأم سهرت و تعبت وربت وكافحت و" جاعت " لكى تعلم ابنائها بحثا عن " بكرة الجميل " مع أبنائها اليتامى .. فإذا بك تنسف كل هذا وذاك فى عبارة تعكس لنا كيف تديرون وطننا !!  

معالى الوزير المستشار .. بألف هنا وشفا .. حلال عليكم مصر !!