ًزوج ابنة خيرت الشاطر يقود النظام الخاص للاغتيالات وأعمال تخريبية خلال 60 يوما

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


■ عمليات تصعيد تتزامن مع الذكرى الثانية للإطاحة بمرسى والعام الأول للسيسى
يدرك الإخوان أن رصيدهم لدى الشعب المصرى نفد، وأن تأثير الجماعة على الأرض انتهى.. لذلك تأتى تحركات التنظيم بطريقة تشبه الجنون، ليكسر كل المحاذير التى اتبعتها الجماعة على مدار تاريخها منذ أكثر من 87 عاما، لذلك تأتى تكتيكات التنظيم فى الفترة المقبلة لتتبنى منهج العنف بشكل رسمى، فى سلسلة تحركات اعتمدها قادة التنظيم للتحرك فى الفترة المقبلة.

وتهدف تلك التحركات للسعى إلى إيجاد مخرج من حالة التنظيم الحالية الذى بدأت تضرب فى صفوفه الانشقاقات الداخلية ووجود حالة انتقاد لتحركات قادته والتى أدت لثورة الشعب المصرى ضده. وبدأت عمليات مراجعة من عناصر الإخوان لما حدث، وتزامن مع ذلك قيام عدد من كوادر التنظيم بالابتعاد عنه، ومطالبتهم بتغيير القادة الذين تسببوا فى تدمير التنظيم، وصدور تعليمات بإبعاد كل من المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر عن ملف أى حوارات فى حالة وجود مصالح وتكليف كل من سعد الكتانى وأبو العلا ماضى للقيام بذلك، ما يعنى أن الشاطر سيتحول لكبش فداء وتحميله المسئولية خاصة بعد أن أضاع فرصة الحوار مع الدولة عقب 30 يونيو أثناء لقائه بالوفود العربية والأوروبية عقب الإطاحة بمرسى.

لذلك جاءت تحركات قادة التنظيم للسعى لتصعيد العنف من أجل إسكات المطالب داخل التنظيم بتحميلهم المسئولية عما حدث، خاصة بعد فشل خطط الإخوان خلال العامين الماضيين فى تحقيق أى مكاسب على الأرض.

لذلك استغل قادة الإخوان تحركات بعض عناصرهم بتشكيل خلايا إرهابية مسلحة مثل تنظيم «كتيبة الإعدام»، و«المقاومة الشعبية» وحركة «العقاب الثورى» و«كتائب حلوان» و«كتائب الفرقان».

نجد أن هذه المجموعات التى تشكلت من أعضاء تابعين لتنظيم الإخوان تبنت عددا من العمليات الإرهابية، أو باستهداف المصالح الاقتصادية، سواء بتفجير منشآت بالدولة وأبراج وخطوط الكهرباء، أو مدينة الإنتاج الإعلامى، وعمليات اغتيالات لضباط الشرطة ووصلت إلى حد محاولة اغتيال المستشار معتز خفاجى رئيس محكمة جنايات الجيزة، بوضع متفجرات أمام منزله، والذى أصدر عدة أحكام على قادة الإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، كان أبرزها أحكام مكتب الإرشاد، وأحداث كرداسة، وقضية أنصار بيت المقدس، وتذكر واقعة محاولة اغتيال المستشار خفاجى ما قام به الإخوان قبل ما يزيد على 70 عاما عندما قاموا باغتيال القاضى أحمد الخازندار والذى كان يحاكم عددا من قيادات التنظيم.

لكن ما يدور فى كواليس التنظيم يكشف العديد من المفاجآت، أولها تبنى الإخوان استراتيجية العنف، بعد أن أغرت تحركات هذه المجموعات قادة التنظيم فى العمل على إعادة إحياء التنظيم الخاص (المسلح) للجماعة مرة أخرى، والعمل على توحيد هذه المجموعات المتناثرة لتعمل تحت قيادة واحدة وموجهة من التنظيم، لاستخدامها بشكل ضاغط على الدولة المصرية، مع قرب حلول السنة الأولى لتولى الرئيس السيسى المسئولية والذكرى الثانية لثورة 30 يونيو.

لذلك جاءت تحركات قادة الإخوان فى الخارج بالعمل على التواصل مع قادة هذه المجموعات -العنف فى مصر-لعمل تنسيق معها على أن تتحرك بشكل منفصل، وأسلوب عمل الخلايا العنقودية.

وأوكلت قيادة الإخوان إلى أيمن عبدالغنى، وهو زوج ابنة خيرت الشاطر تولى عملية القيادة والتوجيه للنظام الخاص المسلح، بتشكيله الجديد، والذى ظل لسنوات عديدة مسئولا عن قسم الطلاب فى الإخوان وقيادة تحركات الشارع، كما كان يشغل فى حزب الحرية والعدالة الإخوانى المنحل أمينا للطلبة به.

عبدالغنى الهارب حاليا فى تركيا، كان من أهم القيادات الحركية فى الإخوان وورد اسمه فى عدة قضايا خاصة بتنظيمات مسلحة إخوانية كان أبرزها تنظيم «كتائب حلوان» والذى ألقى القبض عليه فى أغسطس الماضى ووجهت اتهامات لعناصره -العناصر- المتهمة بتنفيذ 32 عملية إرهابية، تمثلت فى استهداف أقسام شرطة وشبكة الطرق، وتخريب أبراج كهرباء الضغط العالى. وجاء فى التحقيقات أن زوج ابنة الشاطر، من يقود هذه المجموعة من الخارج.

ويتسق ذلك مع المعلومات التى كشفت عنها مصادر داخل الجماعة أن عبدالغنى ينفذ خطة إخوانية تهدف إلى إحداث حالة ارتباك فى مصر خلال الشهرين المقبلين. وتمثلت الخطة فى العمل على محورين: الأول يتمثل فى عمليات إرهابية مباشرة سواء بتنفيذ اغتيالات أو تفجيرات مواقع حيوية واستراتيجية، أما الثانى فيقوم على استخدام عناصر الإخوان فى الوزارات والهيئات الحكومية من أجل العمل على تعطيل العمل فيها، وطبقا لما أوردته المصادر، فإن عبدالغنى قام بحصر عدد الموظفين المنتمين للإخوان فى عدد من القطاعات المهمة بالدولة خاصة فى وزارة الكهرباء والصحة والتموين، استعدادا لاستخدامهم بشكل سلبى فى تعطيل العمل فى الوزارات خلال خطة التصعيد الشاملة التى يقوم بها التنظيم، سواء تسخيرهم بجمع المعلومات لوجستية تمكنهم من تنفيذ العمليات فى المناطق الأكثر أهمية أو الأوقات المناسبة للتنفيذ، بالإضافة إلى إمكانية تنفيذ هذه العناصر عمليات تخريب منظمة من داخل الوزارات.

ما يقوم به عبدالغنى لا يقف عند حصر الموظفى الإخوان فى الدوائر الحكومية، بل يعمل على التواصل مع المجموعات الإرهابية من التشكيلات الإخوانية التى تشكلت فى الفترة الماضية، بهدف توحيدها فى إطر واحدة، وأن يكون لها قيادة مركزية تديرها من داخل مصر، مع وضع قيادة لكل منطقة، طبقا لتوزيع القطاعات فى مكتب الإرشاد، بأن يكون هناك قيادة فى منطقة شرق الدلتا التى تضم مدن القناة والشرقية والدقهلية، ومنطقة لشمال غرب الدلتا وفيها محافظات الغربية والبحيرة والإسكندرية، وقيادة أخرى فى شمال الصعيد وأخرى لجنوب الصعيد، بالإضافة إلى القاهرة الكبرى.

ويعتمد تحريك هذه المجموعات على الأرض، بأن يتم تصدير رسائل مشفرة لها من قيادات التنظيم فى الخارج بتنفيذ عمليات نوعية معينة، بالإضافة إلى أن يتم وضع أهداف استراتيجية مستمرة مثل تفجير الأبراج أو تعطيل الطرق أو أحداث التحرك وفقا لخطة معلنة مسبقاً باستهداف هذه المنشآت.

ويعتمد الإخوان فى تنفيذ خطة التخريب على -العناصر- المجموعات من النظام الخاص، ممن تلقوا تدريبات قتالية سبقت 30 يونيو فى غزة أو مجموعات أخرى تلقت تدريبات على العمل المسلح فى السودان خلال الفترة الماضية، أو مجموعات أخرى من العناصر التى قام الإخوان بتسفيرهم إلى سوريا، وصدرت لهم تعليمات بالعودة مرة أخرى لمصر، وذلك ضمن مسلسل تصعيد العنف الذى بدأ الإخوان فى تنفيذه من الآن.