وزير الكهرباء لـ"الفجر":لا زيادة فى الأسعار.. ولا ظلام هذا الصيف

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


فى ظل الجدل الدائر حول أزمة انقطاع الكهرباء عن مبنى الإذاعة والتليفزيون، وتضارب الأقاويل بشأن هذه الواقعة، اعترف المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء، خلال حواره لـ «الفجر»، قائلاً: «الوزارة ما لهاش علاقة.. بطاريات ماسبيرو كانت فارغة».

شاكر حمّل فريق الصيانة الدورية داخل مبنى ماسبيرو، المسئولية عن انقطاع التيار، قائلاً: «كل واحد لازم يشوف شغله».

واعترف شاكر خلال حواره، بصعوبة تأمين أبراج الكهرباء التى يصل عددها إلى 180 ألف برج على مستوى الجمهورية، قائلاً: الشرطة لا تتواجد إلا فى المناطق الحساسة.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية، ما السبب الحقيقى وراء انقطاع التيار الكهربائى عن ماسبيرو؟

- فى الحقيقة مبنى ماسبيرو تتم تغذيته من أربعة مغذيات جهد متوسط بــ11 ألف فولت، بالإضافة إلى ثلاث محطات أخرى مختلفة، وذلك على لوحات توزيع جهد متوسط.

ولتقوية منظومة التغذية بماسبيرو، يوجد ثلاثة مولدات إضافية، 2 منها 1500 كيلو فولت أمبير، والمولد الثالث 250 كيلو فولت أمبير، والمولدات الكبيرة تستطيع تغذية الاستوديوهات احتياطيا، بواسطة جهاز يسمى «الـ بى تى اس» لضمان استمرارية التيار الكهربائى حتى فى الفترات الصغيرة ما بين انقطاع التيار الكهربائى وحتى تشغيل المولد من جديد، وهو الإجراء الذى يستغرق تقريبا دقيقة واحدة، وهذا لمنع انقطاع التيار بشكل نهائى، فلوحات التوزيع الموجودة فى ماسبيرو من المفترض أنها تعمل بطريقة أتوماتيكية فى حالة انقطاع التغذية عن أحد المولدات.

■ إذاً.. لماذا استغرق انقطاع التيار الكهربائى عن المبنى فترة طويلة؟

- ما حدث فى ماسبيرو أن البطاريات التى كان من المفترض أن تعمل لحين تشغيل المولد الكهربائى كانت «فارغة»، بالإضافة إلى أن بعض الأنظمة تعمل على وضعية التشغيل اليدوى، وهذا أدى فى النهاية لانقطاع التيار، ولم يتم النقل الاتوماتيكى لمنظومة التشغيل.

■ هل هناك مؤسسات يوجد بها تعدد للأنظمة الكهربائية؟

- بالتأكيد، خاصة فى المؤسسات الكبرى مثل ماسبيرو، ووزارة الخارجية والمستشفيات، فيوجد بها منظومتان، الأولى خارجية، عن طريق وصول الكهرباء لتلك المؤسسات من المحطات الكهربائية، والثانية بواسطة لوحة التشغيل والتحكم، وإدارة تلك اللوحات مسئولية المنشآت نفسها، وتُديرها أطقم متخصصة داخل هذه المؤسسات، وعدم تشغيل تلك اللوحات يعتبر تقصيراً من القائمين عليه فى المؤسسات.

■ من المسئول عن متابعة أعمال الصيانة فى تلك المؤسسات؟

- ليست وزارة الكهرباء هى المسئولة، ولكن ينبغى أن تكون هناك فرق صيانة مدربة داخل هذه المؤسسات تجرى اختباراً فى الأسبوع لجميع الأجهزة، حتى من غير انقطاع للكهرباء، للتأكد من سلامة وجاهزية البطاريات، وفى حال عدم إجراء صيانة ومتابعة دورية لتلك الأجهزة «يصبح وجودها زى عدمها داخل المؤسسات وفقدت الغرض الذى وُجدت من أجله»، فضمن أساليب التشغيل والصيانة أن تكون تلك الأجهزة دائما فى وضع الجاهزية.

■ كيف يمكن مواجهة عمليات تفجير أبراج الكهرباء المتكررة؟

- تأمين 180 ألف برج كهرباء فى مختلف المحافظات أمر صعب، ولا نستطيع وضع حراسة عليها، ولكن المناطق «الحساسة» يتم تأمينها من قبل الشرطة، وبعض الأماكن تقوم شركة النقل بالاتفاق مع الأهالى لتأمين الأبراج، لكن فى العموم نعمل بقدر الإمكان بالتنسيق مع وزارة الداخلية على إجهاض محاولات تفجير الأبراج.

■ ما السبب الحقيقى وراء انقطاع التيار الكهربائى المستمر فى محافظات الصعيد؟

- التقارير أثبتت أن ذلك تم نتيجة عملية تفجير برج 500 ألف فولت يولد 1000 ميجا وات، وإصلاح هذا البرج استغرق أكثر من 3 أيام متتالية، ورغم امتلاكنا جميع الإمكانيات التى تساعدنا على توليد نفس القوة المطلوبة لتوفر الوقود والغاز، إلا أن البرج تم تدميره بالكامل، وهذا أدى إلى تأخر توصيل الكهرباء.

■ ماذا عن الصيف القادم، هل سنعيش أياما مظلمة مثل العام الماضى؟

- «إن شاء الله الكهرباء مش هتقطع الصيف زى السنة اللى فاتت، خاصة مع كم الإجراءات اللى بدأنا تطبيقها لتحسين الخدمة».

■ لماذا كان العام الماضى بمثابة المأساة لوزارة الكهرباء؟

- العام الماضى مررنا بظروف صعبة فى الكهرباء، أهمها عدم صيانة المحطات نظرا للظروف السياسية للبلد، وارتفاع درجة الحرارة، لكننا وضعنا خطة شاملة لتجنب تكرار المأساة هذا الصيف، خاصة بعد تشديدات الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن الكهرباء مشكلة أمن قومى، ولا يمكن أن نمر بمثل هذه الظروف مرة أخرى، وبالتالى قررنا إدخال قدرات جديد قدرتها 6832 ميجاوات لزيادة قدرات المحطات.

■ ما أبرز الصعوبات التى تواجهونها؟

- من أهم الصعوبات التى تصادفنا زيادة معدلات استهلاك الكهرباء وقت الذروة، فضلا على سعينا لرفع الفائض لمحطات الكهرباء حتى لا يكون هناك تزايد فى الأحمال، لكننا نحاول التغلب عليها، لكن رغم قدرتنا على تغطية احتياجاتنا من الكهرباء إلا أنه يجب ترشيد الاستخدام لنتفادى المشاكل.

■ ما أبرز الحلول التى لجأتم لها؟

- قمنا بإنشاء محطات جديدة بتكلفة وصلت إلى 2 مليار جنيه، وتعاقدنا على وحدات الغاز الطبيعى لتساعد المحطات على القيام بدورها، وكذلك متابعة تنفيذ العقود التى تم توقيعها فى المؤتمر الاقتصادى بخصوص الكهرباء بشكل يومى، وهى 21 اتفاقية، حيث يتم حاليا تنفيذ 12 اتفاقية، أبرزها محطات تعمل بالطاقة الشمسية، بجانب صيانة المحطات الحالية ورفع كفاءتها.

■ هل تفكرون فى إعلان أماكن وتوقيتات انقطاع التيار الكهربائى مسبقا هذا الصيف؟

- يمكن للمواطن معرفة ذلك من خلال موقع جهاز تنظيم مرفق الكهرباء، حيث يستطيع أى شخص معرفة ما إذا كانت ستشهد منطقته تخفيفاً للأحمال مسبقا، وسيتم تحديد موعد انقطاع التيار الكهربائى له، لكن الانقطاع الذى سيحدث بشكل مفاجئ بسبب تفجير أو أعمال إرهابية لا يمكننا التحذير عنه مسبقا فهو أمر خارج سيطرتنا.

■ ماذا عن ارتفاع أسعار الكهرباء خلال هذا الصيف؟

- هذا الكلام «غير حقيقى»، فقد وضعنا خطة منذ العام الماضى تستمر لمدة 5 سنوات تمهيدا لرفع الدعم عن كاهل الموازنة وعن المواطن، ونحن نسير طبقا للخطة لنتمكن من إصلاح هيكل الأسعار خلال خمس سنوات، وإذا لم نرفع الأسعار لن تستطيع تطوير الخدمات المُقدمة أو إصلاح الأبراج أو إنشاء محطات توليد كهرباء جديدة، فمعدل سعر الإنتاج أكثر من ضعف سعر البيع، ورغم ارتفاع سعر صرف الدولار وتكلفة بعض الاحتياجات اللازمة لتأهيل المحطات إلا أنه لن يتم رفع سعر الكهرباء وسنظل ملتزمين بالخطة المعلنة ولن يتم تغييرها.