السيسى للفقراء: رسالتكم وصلت

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


السيسى بلا حزب سياسى ولكن ظهيره السياسى هو الفقراء والطبقة الوسطى، لديه 60% من الشعب بحسب الاستطلاعات يؤمنون به بقوة، ويؤيديه بحسم، بالإضافة إلى نسبة أخرى تتراوح ما بين 20% تؤيده، تقل هذه النسبة شهرًا وتزيد شهرًا آخر، لهذا الظهير السياسى وجه السيسى حديثه يوم الثلاثاء الماضى، وكانت رسالته الرئيسة لهم، رسالتكم وصلتم، أراد الرئيس من خلال الأرقام والحديث عن مشروعات تبدأ الشهر القادم وآخر الأسبوع القادم أن يشرح بالأدلة فكرة رئيسية، وهذه الفكرة أنه يدرك أن ظهيره السياسى قلق من تأخر الإنجازات على الأرض، وأن مؤيديه من الفقراء يخشون ألا يكون لهم موضع قدم فى مصر الجديدة التى يسعى السيسى لإقامتها «إعلانه عن التفكير فى تغيير اسم الإسماعيلية الجديدة لأن البعض لم يعجبه الاسم» و«حديثه عن العاصمة الجديدة تفتح أبواب الرزق».

السيسى يتابع خوف البسطاء المشروع من طرح مشروعات عملاقة وبعيدة عن مدنهم وقرارهم، ويستشعر أن بعضهم يعتقد أن الحرب على الإرهاب شغلت الرئيس عن الحرب عن الفقر، وأن نجاحاته الخارجية أكبر من إنجازاته الداخلية.

السيسى يسمع أن الناس تتخوف من تراجع الاهتمام بمكافحة الفساد تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب ولكل ذلك كان أمام السيسى رسالة واضحة وإن كانت غير مباشرة، هذه الرسالة قالها بالأرقام وتفصيل التفاصيل لكى يرد على المخاوف المشروعة، ربما بدا لبعض المحللين أن الإغراق فى تفاصيل مشروعات اجتماعية وتنموية ليس مجاله خطابات وحوارات رأس الدولة، وأن الرئيس يجب أن يترك هذه المهمة لوزرائه، ربما كان البعض وأنا منهم يفضل سماع رؤى واستراتيجية فى خطابات الرئيس، ولكن هذا الخطاب تحديدا كان السيسى يرد بالأرقام أنه لن ولم ينس الفقراء الذين أمنوا به وأعلنوا دعهمم اللامحدود له، لهؤلاء يؤكد السيسى أن الأثاث سيعرف طريقهم لمنازلهم، «مشروع إعادة تأثيت المنازل الأكثر فقرا» وأن اللحم سيعرف طريقه لمعدتهم «مشروع 10 آلاف رأس ماشية قبل رمضان» وأن السلع المخفضة ستصل اليهم «مشروع 500 سيارة لتوزيع السلع الغذائية».

لظهيره السياسى من الفقراء ينفى السيسى أن العاصمة الجديدة أو مشروعاته الاستراتيجية العملاقة لطبقة محددة أو لا تستهدف الفقراء، ولذلك فهو يتحدث عن وجود مليون عامل فى هذه المشروعات، وأن هناك أكثر من 4 أو 5 ملايين مواطن يستفيدون بشكل مباشر من هذه المشروعات.

فى تعهد واضح يتحدث السيسى عن الكشف عن بدء مشروعات تنموية فى سيناء خلال شهر وعن مشروع بدء مشروع تطوير صناعة الأثاث فى دمياط خلال أيام، ويتحدث السيسى بتفصيل أكبر عن المشروعات الصغيرة.

بالمثل ينفى السيسى أن مشروعاته الكبرى يستفيد منها رجال الأعمال فقط، فالهدف من المليون فدان هو إقامة مجتمع عمرانى متكامل «لو كان الهدف توزيع الأرض فاضية على ناس كان الأمر خلص فى أقل من أسابيع»

ومن أهم الرسائل فى خطاب السيسى رساله أنه لم ولن يهمل مكافحة الفساد، فى هذه المرة يتحدث السيسى بالأرقام عن عدد القضايا والبلاغات، والأموال المستردة والأراضى التى تم إعادتها للدولة، قد تكون الأرقام متواضعة، لكنها رسالة مزدوجة أن الفساد ليس أقل خطورة من الإرهاب، وأنه آن الأوان أن نحارب الاثنين معا، رسالة مزودجة للمواطن والحكومة معا،

هذا خطاب يعيد بتوازن نسبى الأمور إلى نصابها، فالإرهاب أخذ مساحة أقل من الحوارات السابقة، بل وتأخر السيسى فى الحديث عنه مقدما لقضية مكافحة الفساد، والشأن الخارجى أقل وزنا فى خطابا من الشأن الخارجى، والمشروعات الآنية وقصيرة المدى حصلت على اهتمام أكبر من المشروعات القومية فى خطابة، وذلك باسثناء مشروع قناة السويس.

هذا الخطاب تقدم واضح نحو إقامة مصر الحديثة، وخطوة مهمة للاهتمام بقضايا أخرى محورية واستراتيجية بالإضافة لقضية الإرهاب، وهو خطاب يبعث على التفاؤل أن يتحتوى خطابات السيسى القادمة على حديث عن الخطوات ولا أقول الإنجازات حول ملف حقوق الإنسان.