بأمر الأحزاب.. كارت أحمر لـ«الستات» من حلبة السياسة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


بعد ثورة 25 يناير تعالت الأصوات بمنح المرأة حقوقها، خاصة السياسية المتعلقة بشأن ترشيحها فى البرلمان، وقتها ظلت الأحزاب تؤكد أن قضايا المرأة ومشكلاتها ستكون فى مقدمة برامجها، إلا أن دراسة أعدها المركز المصرى لحقوق المرأة أكدت أن ما تردد مجرد «حبر على ورق» بغرض الشو الإعلامى.

الدراسة التى أعدها المركز بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية والمكتب العربى الاستشارى، ذكرت أن معظم الاحزاب المصرية سواء التى ظهرت قبل الثورة أو بعدها، تجاهلت وضع المرأة فى برامجها الحزبية، فضلاً عن موقفها المتخاذل من دعمها للترشح فى البرلمان.

وقسمت الدراسة التى أشرفت عليها الناشطة نهاد ابو القمصان، الاحزاب إلى ثلاثة تصنفيات طبقا لمرجعياتها المعلنة من «دينية، ليبرالية، يسارية «، مؤكدة أن تجاهل المرأة والتمييز ضدها لم يكن من قبل الاحزاب ذات المرجعية المتشددة فقط، بل الليبرالية أيضاً التى تجاهلت المرأة فى برامجها بشكل ملحوظ.

وأشارت الدراسة إلى أن أبرز الأحزاب الليبرالية التى تجاهلت المرأة فى أجندة برامجها «المصريين الأحرار»، حيث تجاهل الحزب مختلف المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى تخص واقع المرأة، ولم يضع آليات تشريعية محددة لتنفيذ مبدأ المساواة الذى دائماً ما ينادى به.

الحزب الذى أسسه نجيب ساويرس عقب الثورة  فى 3 إبريل  2011 تحت شعار «المستقبل نصنعه معاً لنعيد لمصر أمجادها»، ارتكز فقط على قاعدة المواطنة وعدم التمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأى السياسى، دون أن يضع برنامج واضحا لخدمة قضايا المرأة. 

فيما وصفت الدراسة برنامج حزب مصر الحديثة بالمبهم والغامض خصوصا فيما يتعلق بالمرأة، فعلى الرغم من أن هذا الحزب يصنف ضمن القائمة الليبرالية، إلا أن الحزب لم يتناول أياً من قضاياها، واكتفى فقط بالتأكيد على المساواة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

وأشارت الدراسة التى أعدتها الدكتورة أمانى الطويل إلى أن حزب النور أفصح عن دعمه للتمييز ضد المرأة وهو ما يخالف الدستور الجديد، حيث افصح فى السياق التشريعى والقانونى دعمه للتمييز ضد المرأة، وضرورة المحافظة على التمايز بين الرجل والمرأة.

واعتبرت الدراسة أن حزب النور ضمن الاحزاب التى برزت لخوضها لأول انتخابات لمجلس الشعب بعد الثورة واتبعت أسلوباً جديدا للدعاية للمرشحات، والتى رفض الحزب وضع صورهن على لافتات الدعاية وتغييرها بصور تعبيرية أو صور لأزواج المرشحات فى محاولة لتجميل وجه الحزب سياسيا.

وأوضحت الدراسة أن حزب النور اكتفى فى برنامجه بالإعلان عن وضع تصور خيرى لدعم المرأة الفقيرة والمعيلة بتفعيل أنماط تقليدية مثل الاوقاف وصناديق الزكاة، فيما لم يعط حزب الفضيلة فى برنامجه المرأة حقها بخلاف تدوينه جملة بسيطة بإعطاء الفرصة الكاملة للمرأة فى ممارسة حقوقها السياسية، دون وضع آليات حقيقية لذلك. 

اما حزب التوحيد العربى فبلور رؤيته إزاء المرأة بالتأكيد على دورها الإنجابى ورعاية الاسرة، وأنكر المساواة للمرأة من منطلق عدم التماثل الفسيولوجى بينهما فى الكرامة الإنسانية ومناط التكليف وما يترتب عليه من جزاء.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن المرأة لن تنال حقوقها فى المجتمع المصرى إلا إذا تغيرت النظرة الدونية إليها.