أسرار تهديدات "إيران" بالتزامن مع تشكيل جيش عربي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


إستكمالا لمسلسل الإستفزازات الإيرانية للدول العربية وخاصة السعودية، تصاعدت لهجة التهديد فى تصريحات قيادات الحرس الثورى الإيرانى، حيث قال على أكبر ولاياتى، المستشار السياسى لقائد الثورة الإيرانية أن "السعودية أشعلت نار لن تقدر على إطفائها".

فى حين ربط المحللون بين هذا التصعيد، وبين المخاوف الإيرانية من تشكيل القوة العربية المشتركة، التى تجرى حاليا إجتماعات رؤساء الأركان العرب، لوضع الأليات والإستعدادت للإعلان عنها، خلال شهر يوليو المقبل.

فى البداية قال اللواء حسام سويلم، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إنه طالما نظام الخومينى والحرس الثورى الإيرانى موجودين فى طهران، فلن تنتهى الإستفزازات ومحاولات التحرش بالدول العربية، لافتا إلى أن بعض  قيادات هذا الحرس من يعلنها صراحة أنهم بصدد إستعادة الإمبراطورية الفارسية على الأراضى العربية.

وتوقع سويلم زيادة القلق الإيرانى، بعدما تأكدوا من جدية فكرة القوة العربية المشتركة، خاصة بعد الهزائم المتكررة التى واجهتها ميلشيات الحوثيين التابعة لهم، على أيدى قوات التحالف العربى بقيادة الجيش السعودى فى اليمن.

مشيرا إلى أن عملية "عاصفة الحزم" كانت نواة للجيش العربى المشترك؛ لأنها جمعت مصر والأردن مع السعودية والأمارات والبحرين والكويت، واصفا تلك الدول الستة بأنها الأقدر على تحقيق تحالف إستراتيجى، لأنها تسشعر الخطر الإيرانى.

وفى سياق متصل قال اللواء دكتور زكريا حسين، رئيس أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية سابقا، إن قوات "عاصفة الحزم" نجحت فى تدمير وتفكيك معظم الأمكانيات القتالية والأسلحة، التى دعمت إيران بها الحوثيين، ومن هنا أدركوا أنه لاقبل لهم بمواجهة الجيوش العربية، خاصة إذا تحالفت مع بعضها البعض، مشيرا إلى أنه لو كان بإمكان إيران أن تفعل شيئا، لتدخلت لمنع هزيمة الحوثيين، أو ساعدتهم على إستكمال التحرش بالحدود السعودية.

وأوضح الرئيس الأسبق لأكاديمية ناصر أن الميلشيات الموالية لنجل على عبد الله صالح، والمتمردين الحوثيين حاولوا بالفعل التحرش من قبل بحدود السعودية عند نجران وجيزان، ولكن قوات الحرس الوطنى السعودى لقنتهم درسا لن ينسوه،

مشددا على أنه من هنا تبدو تصريحات وتهديدات قيادات إيران  "بلا قيمة"؛ لأنه لو كان بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ضد السعودية، أو التحالف العربى والقوة العربية المشتركة لفعلوه.

ومن هذه النقطة تحدث اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية، والملحق العسكرى الأسبق،  مؤكدا على إن القوانين الدولية لاتسمح لإيران أو أى دولة أن تتدخل عسكريا فى دولة أخرى، ومن هنا كانت طهران تدعم الحوثيين بشكل سرى، وتوقف إمدادهم بالسلاح والذخيرة الأن؛ بسبب الحصار البحرى والبرى المفروض على معاقلهم فى اليمن، أما ضربة "عاصفة الحزم" فتمت بناء على طلب من الحكومة المينية الشرعية.

وأضاف الخبير العسكرى إن محاولات الحوثيين للتحرش بحدود السعودية من ناحية، وتصريحات قادة إيران من ناحية أخرى، كلها محاولات للدفع فى إتجاه التفاوض، والضغط على السعودية لتقدم تنازلات أو تخفض سقف الطرح السابق، الذى مازالت تتمسك به.

وعن القوة العربية المشتركة قال فؤاد، إن العلم العسكرى يقول"إذا أمتلكت القوة فأظهرها"، ولذلك تعلن الدول العربية عن أنها بصدد بناء تلك القوة فى إطار رسائل الردع، وترد إيران على تلك الرسائل بمثل هذه التصريحات.

وعلى صعيد السياسة الدولية قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن إيران كعادتها تحاول أن تبحث لنفسها عن دور، وأن تقحم نفسها داخل قضايا الدول العربية، وهو فعلته وتفعله فى سوريا والعراق، وتسعى لتحقيقه فى اليمن، بهدف أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات.

 لافتا إلى أنه ينبغى على جامعة الدول العربية ألا تقبل بذلك، وألا تسمح بمناقشة القضايا اليمنية والسورية والعراقية، إلا على أرضية وطنية عربية.

وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على ضرورة أن تمضى جامعة الدول العربية قدما، فى عقد إجتماعات القادة العسكريين لتنفيذ فكرة القوة العربية المشتركة، وفقا لبيان قمة شرم الشيخ؛ لأنه حتى لو تقرر الجلوس على مائدة الحوار، فلابد من قدرة عسكرية تتوازى مع الحلول والرؤى الدبلوماسية.