إثيوبيا تغلق مراكز الاقتراع في لانتخابات التشريعية

عربي ودولي

بوابة الفجر



 أدلى الناخبون في إثيوبيا، ثاني أكبر بلد من حيث عدد السكان في أفريقيا، الأحد بأصواتهم في أول انتخابات عامة منذ وفاة رجل إثيوبيا القوي ميليس زيناوي في 2012، يتوقع أن تفضي إلى تجديد ولاية رئيس الوزراء هايلي مريم ديسالين.  

وتوجه اكثر من 36,8 مليون ناخب مسجلين الى مراكز الاقتراع الأحد، إلا أن محللين قالوا إن الانتخابات لا تعكس الديموقراطية الحقيقية. وتقول المعارضة إن الحكومة استخدمت أساليب سلطوية لضمان فوزها.    

وكانت مكاتب التصويت فتحت ابوابها عند الساعة 06,00 (03,00 تغ) في العاصمة أديس أبابا. ومع بداية الصباح بدأ تدفق الناخبين بانتظام ويجري التصويت في هدوء في احياء العاصمة.   

وتهيمن الجبهة الديموقراطية الثورية للشعوب الاثيوبية بلا منازع منذ ربع قرن على مقاليد الحكم في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 94 مليون نسمة، على الرغم من دعوات الاسرة الدولية الى مزيد من الانفتاح السياسي.  

 وهذه الانتخابات التي دعي فيها الناخبون إلى التصويت لإختيار أعضاء مجلس نواب الشعب البالغ عددهم 547 نائبا وكذلك مجالس الأقاليم، هي الأولى منذ وفاة رجل إثيوبيا القوي ميليس زيناوي.  

وميليس الذي توفي بسبب المرض في 2012 بعد أن حكم أكثر من عشرين عاما، بذل جهودا لإعادة الإعمار الاقتصادي للبلاد بعد سنوات المجاعة. ويقول البنك الدولي ان اثيوبيا سجلت نسبة نمو اقتصادي تتجاوز العشرة بالمئة سنويا في الأعوام الخمسة الماضية. أما خلفه هايلي مريم ديسالين غير المعروف كثيرا من عامة الشعب لكنه كان مدعوما من ميليس نفسه، فقد وعد بإفساح مجال أكبر أمام المعارضة.   

وعلى الرغم من هذه الوعود بالانفتاح، تتهم أحزاب المعارضة الجبهة الديموقراطية الثورية للشعوب الاثيوبية باستخدام وسائل استبدادية لكم الحملة الانتخابية والاحتفاظ بموقعها المهيمن. وتندد المنظمات الدولية بانتظام بانتهاكات حرية التعبير وعمليات توقيف اعتباطية ومحاولات لخنق أي شكل من التعددية.   

وانتقدت منظمة العفو الدولية السبت الحكومة التي "تطارد اي شكل للمعارضة المشروعة".   

وخضع مرشحو حوالى 58 حزبا متنافسا في الاقتراع لنظام قرعة وضعته اللجنة الانتخابية ليقتصر عدد المرشحين عن كل دائرة على 12.   

ويرى المحللون ان هذا النظام استخدم من اجل استبعاد المرشحين المزعجين. فالحزب الازرق (سيماياوي) تقدم ب456 مرشحا لكن لم يسمح سوى ل139 منهم بالمشاركة.   

ونشرت اللجنة الانتخابية حوالى اربعين الف مراقب في 45 الفا و795 مركزا للاقتراع في البلاد يوم الانتخابات. ولم يدع المراقبون الدوليون للاتحاد الاوروبي ومركز كارتر الذين حضروا في 2005 و2010. وحده الاتحاد الافريقي سينشر 59 مراقبا وسيقدم تقريرا في 26 مايو.   

وعشية الاقتراع السبت كان الهدوء سائدا في اديس ابابا فيما لم تثر الحملة الانتخابية حماسة كبيرة لدى الشعب المقتنع بان النتيجة محسومة سلفا. والمؤشر الوحيد الى الحملة كان وجود ملصقات الجبهة الديموقراطية الثورية للشعوب الاثيوبية على جدران المدينة ما يتباين مع ملصقات المعارضة القليلة المعلقة في بعض الأماكن.   

وينتظر صدور أولى النتائج التمهيدية بعد يومين أو خمسة أيام من عمليات التصويت. أما النتائج النهائية فستعلن في 22 يونيو المقبل.   

وقد أوصت سفارات اجنبية عدة رعاياها بتجنب التواجد بالقرب من مراكز الاقتراع تخوفا من تكرار اعمال العنف التي تخللت انتخابات 2005.  

وكانت المعارضة فازت انذاك ب172 مقعدا من مقاعد البرلمان ال547 بعد حملة انتخابية اعتبرت الأكثر حرية في تاريخ البلاد. وأسفرت أعمال عنف وقعت بعد الانتخابات عن مئتي قتيل على الأقل وأدت إلى استعادة السلطة سيطرتها والى التصويت على قانون لمكافحة الارهاب يستخدم بانتظام منذ ذلك الحين لكم افواه المنتقدين.   

وأثناء الانتخابات التالية في 2010 فازت الجبهة الديموقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية وحلفاؤها ب99,6% من المقاعد النيابية الـ547. واختار النائب الوحيد للمعارضة جيرما سيفو من حزب الوحدة من اجل الديموقراطية والعدالة هذه المرة عدم الترشح. وارجىء الاقتراع "الى موعد غير محدد" في بودا (جنوب) في الدائرة الوحيدة التي يحتفظ بها نائب مستقل.   

ويعتبر الغربيون وعلى رأسهم الولايات المتحدة اثيوبيا قطب الاستقرار في المنطقة، حليفا اساسيا في مكافحة التطرف الاسلامي في القرن الافريقي. وتنشر اديس ابابا كتيبة تضم اكثر من اربعة آلاف جندي في اطار قوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) في الصومال.