بالصور | سامي الديك.. أول فنان يرسم جدارية عن فلسطين في فرنسا

الفجر الفني

بوابة الفجر


لم ينأ الرسام الجرافيتي الفلسطيني سامي الديك، عن حلمه في الوصول إلى فرنسا، بمجهوده الشخصي قبل عام، لعرض لوحاته وليخلق له عنوانًا حفر في الذاكرة هناك، وعاود الكَرة قبل شهرين مشاركًا في معرضين بنحو 16 لوحة، تحاكي "القضية" ومعاناة المرأة الفلسطينية، لكن حلمه فاق حدود جدران المعرض، وبدأ السير في شوارع المدينة ليختار مدرسة هناك، وقابل إدارتها معرفًا بنفسه وبمعاناة شعبه الذي يعيش في وطن محتل منذ نحو 67 عامًا ليرسم جدارية "السلام".

وأراد الديك القول من خلال اللوحة التي ضمت ثلاث شخصيات "الطالب، والمعلم، والجندي"، وبتصافح عَلميّ دولتيّ فرنسا وفلسطين، القول "نحن لسنا إرهابيين، نحن شعب نكره الموت ونحب الحياة والحرية والسلام"، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أنه أول فنان فلسطيني يرسم جدارية عن فلسطين في فرنسا.

وعن هذه التجربة أوضح الفنان: "تفاجأت بأن الطلبة في المدرسة تجاهلوا مواعيد الحصص المدرسية، وغادروا صفوفهم رغم الانضباط هناك، ليشاركوني الرسم، وليعرفوا مني أكثر عن الاحتلال ومعاناتنا".

واختار الديك، (26 عامًا)، من بلدة كفر الديك (شمال الضفة الغربية) – الذي درس الفن مدة عامين، في الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين – الرسم الجرافيتي ليتخصص به لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم، وليوثق الاعتداءات التي يتعرض لها بريشته.

وقال الديك: "بدأت بالرسم منذ نحو 8 أعوام، بمجهود شخصي دون تمويل مؤسساتي، ورسمت 72 جدارية، غالبيتها في مدارس بلدات ومدن شمال الضفة الغربية ورام الله، ووصل عدد لوحاتي لـ140.

وأضاف: "شاركت بـ16 لوحة بمعرض في فرنسا، بعد أن شحنت ثمانية منها إلى هناك، ورسمت النصف الآخر عند وصولي قبل افتتاح المعرض".

وعن المواضيع التي يتم طرحها من خلال فن الجرافيتي، قال:" أرسم كل ما يختص بالقضية الفلسطينية، والآن بصدد تشكيل مجموعة من الرسامين لرسم جداريات خاصة بالوحدة الوطنية، في وسيلة منا للمساهمة في إنهاء الانقسام، ولنقل رسائل تعبر عن مدى تأثيره على القضية والشعب الفلسطيني".

وبيّن "لم أتلق الدعم المؤسساتي يومًا، رغم التكلفة العالية لمواد الرسم الجرافيتي، فنحن شباب لدينا طموحاتنا ونستطيع تعزيز موقفنا وتحقيق آمالنا، وحريتنا مبنية على كيف لنا أن نعيش بسلام، بعيدًا عن قوانين مؤسسات قد تقيّدنا وتحد من إيصال رسالتنا".

ووجه الديك رسالة إلى الجهات المعنية بتبني المواهب ودعمها، بعيدًا عن الشروط والقيود، ويطمح إلى الحصول على الجواز (الأحمر؛ لتسهيل التنقل بين الدول كالدبلوماسيين)، ويستطيع زيارة أي بلد ورسم الجداريات واللوحات فيها، لينقل الثقافات والأخلاق العربية وفق تعبيره قائلًا:" كثيرة هي المناسبات التي تحدث في الدول الأخرى والخاصة بالقضية الفلسطينية، وخلال حدوثها تكون ريشتي بيدي وأرسم فيها هنا معبرًا عن الحدث".

ولفت إلى أنه كما استطاع وصول فرنسا والمشاركة في معارض هناك، فإنه يعمل على المعرض القادم ليكون في بريطانيا.