" أوباما" ينافق إسرائيل بعد مكالمة نتنياهو لـ"كيرى" عن موقف مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 جاءت تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما من داخل معبد "طائفة إسرائيل" اليهودى بواشنطن، لترد على مزاعم وجود خلافات بين إدارته و تل أبيب، حيث قال "أوباما" إن إلتزام بلاده بأمن إسرائيل أمر لا يقبل الشك، لافتا إلى أن الإتفاق مع طهران، الذى يقلق الدولة العبرية، سيحقق أمن إسرائيل.
 
فى البداية قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن  وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، تلقى إتصالا هاتفيا من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أعرب فيه عن سعادته بالدور الذى لعبه "أوباما"؛ لعرقلة المبادرة المصرية، التى قدمتها القاهرة فى مؤتمر مراجعة حظر الإنتشار النووى فى المنطقة.
 
وأشار بيومى إلى أن مبادرة مصر كانت تهدف للتفتيش عن المنشات النووية الإسرائيلية فى ديمونة، أسوة بالإيرانية فى طهران، لافتا إلى أن ما فعله أوباما فى هذا الشأن؛ من أجل إرضاء إسرائيل، هو صورة من صور النفاق الأمريكى لتل أبيب.
 
 
مشددا على أنه ليست أمريكا فقط هى التى تنافق الدولة العبرية، ولكن الغرب والعالم كله، مؤكدا على أن أمريكا إعترفت بدولة إسرائيل بعد 30 ثانية، بينما روسيا إعترفت بها بعد 60 ثانية، ومن ثم علينا ألا ننخدع.
 
 
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما تفعله إسرائيل حاليا يمكن وصفه بأنه" عربدة"؛ لأنها الدولة الوحيدة فى العالم، التى مازالت تحتل دولة أخرى، مشيرا إلى أنه من الطبيعى أن تنافقها الدول الغربية؛ لأنهم صنعوها خصيصا لتكون "شوكة فى حلق العرب"؛ لكى يضمنوا السيطرة عليهم.
 
 
وفى سياق متصل قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، إن "أوباما" أعلن فى الأمم المتحدة، فى سبتمبر الماضى، إن ما تبقى من عمر إدارته سيخصص لملفين، الأول هو الإتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووى، والثانى هو الصراع العربى الإسرائيلى، مشيرا إلى أن الإتفاق الإطارى تم توقيعه، وسيكتمل بشكله النهائى فى يونيو المقبل، ومازال ملف الصراع العربى الإسرائيلى مفتوحا.
 
 
وأضاف رئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية والإسرائيلية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، إن الملفين مرتبطين ببعضهما البعض، حيث أعلنت إسرائيل قلقها من الإتفاق الإطارى لواشنطن وطهران، ومن ثم يحاول "أوباما" أن يرسل لهم رسائل طمأنة، كما فعل مع دول الخليج فى "كامب ديفيد"، حين أبدت قلقها من نفس الإتفاق.
 
 
مشيرا إلى أن أوباما يريد أن يرحل عن البيت الأبيض، خلال شهور بعد أن يوقع الإتفاق النهائى مع طهران بهدوء، بينما إسرائيل تكشر عن أنيابها وتؤكد أنه لن يوقعه إلا بما يرضيها،
وأكد فهمى أن مغازلة الرئيس الأمريكى للدولة العبرية، لاتخلو من مصالح إنتخابية، تتعلق بصراعات بين حزبه الديموقراطى ونواب الكونجرس الجمهوريين، ممن ينحازون لإسرائيل، ويتهمون إدارة أوباما بالميل للجانب الإيرانى والدول الإسلامية، ومن ثم يحاول الرئيس أن ينفى عن نفسه تهمة دعم الدول والتيارات المتأسلمة، التى يستغلها الجمهوريين منذ فترة فى الضغط عليه، ولى ذراع إدارته من ناحية، وضرب حزبه فى الإنتخابات الأمريكية القادمة من ناحية أخرى.
 
 
وعلى جانب أخر قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، خبير العلوم العسكرية، إن أول درس يجب أن نتعلمه فى الإستراتيجيات الأمريكية، هو أن الأمن القومى الأمريكى له جناحان الأول هو أمن إسرائيل، والثانى هو البترول، ومن ثم تحرص واشنطن على علاقاتها بتل أبيب من ناحية، وبدول الخليج النفطية من ناحية أخرى.
 
 
وأشار الملحق العسكرى الأسبق إلى أن الإتفاق الإطارى الذى وقعه أوباما مع طهران أقلق الجميع، ومن ثم صرح نائبه جو بايدن مؤخرا، بأنهم قدموا طائرة "الإف 35" المقاتلة الأقوى فى العالم لإسرائيل، قبل إتخاذ أى خطوة بشأن البرنامج النووى الإيرانى، لطمأنة الدولة العبرية على أمنها.
 
 
وأوضح فؤاد إن كلمات أوباما فى المعبد اليهودى، تتسق مع مواقف عملية تتخذها بلاده على الأرض؛ بهدف طمأنة إسرائيل، حرصا على أصوات اللوبى اليهودى الأمريكى، المعروف مدى قوته وسيطرته على الكونجرس، وعلى المؤسسات الأمريكية بالكامل.
 
 
ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، إن نفاق أى قيادة أمريكية لإسرائيل أمر طبيعى ومتكرر مع كل الرؤساء والشخصيات الأمريكية والغربية،  مشيرا إلى أن أوباما هو من قال "إن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل".
 
 
وأضاف مسلم إن أوباما تحديدا يتبع النهج الصهيونى الذى يتشابه مع أسلوب جماعة الإخوان عندنا، حيث يتعمد مغازلة المشاعر الدينية واللعب على أوتار الأديان، فحينما جاء إلى مصر، وألقى خطاب جامعة القاهرة قال" السلام عليكم"، وإستشهد بأيات من القران الكريم ليخدع المسلمين، ونراه يرتدى قبعة اليهود المتطرفين، ويصلى فى معابدهم، ثم يتذكر فجأة ان إسمه" باراك حسين أوباما".