مستقبل العلاقات المصرية الباكستانية بعد أزمة إستدعاء القائم بأعمال السفارة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تفاصيل علاقة باكستان بالإخوان والجماعة الإسلامية والنظام الإيرانى
  
جاء بيان الخارجية الباكستانية إعتراضا على قرار إحالة أوراق المعزول محمد مرسى وإخوانه للمفتى، ليحمل الكثير من المؤشرات حول مستقبل العلاقات المصرية الباكستانية من ناحية، وتاريخ علاقات باكستان بجماعة الإخوان والتيارات المتأسلمة من ناحية أخرى، حيث أورد البيان عبارات من نوعية" نستنكر القرار الصادر بحق مئة شخص، من بينهم الرئيس المنتخب محمد مرسى"، وكأنما لم يأتيهم نبأ إسقاط هذا الخائن، الذى هو ليس أكثر من متهم فى قضايا تخابر وعمالة، وثبتت إدانته بقتل شعبه والتأمر على وطنه.
 
 
وفى سياق متصل إستدعت الخارجية المصرية القائم بأعمال سفارة باكستان فى القاهرة، وأبلغته برفض مصر الكامل للبيان، الذى يعد تدخلاً فى الشأن المصرى، ويحمل فى طياته تعليقات غير مقبولة عن النظام المصرى الحالى.
 
 
فى البداية قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يعبر لا عن مسئولية فى العلاقات الدولية، ولا الثنائية مع مصر، مشيرا إلى أن هذا الذى يصفونه بالرئيس المنتخب، أسقطته ثورة الشعب الذى رفض الفساد والفشل والتطرف والتبعية، بالإضافة لتغليبه مصالح ضيقة هى مصالح جماعته على مصلحة الوطن العليا.
 
 
وأضاف بدر إن هذه الثورة الشعبية، أفرزت النظام المصرى المنتخب، بأغلبية غير مسبوقة، وبأكثر من إستفتاء شعبى كاسح، وهو النظام المعترف به دوليا، سواء أعجب ذلك باكستان أو لم يعجبها، واصفا رأيها بأنه لا يعنينا على أية حال.
 
 
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى قوة تأثير الأحزاب الدينية، وفى مقدمتها الجماعة الإسلامية، داخل الحياة السياسية الباكستانية، وتوغل تلك التيارات فى البرلمان، لافتا إلى علاقات باكستان بجماعة الإخوان، ومشددا على إحتضانها حتى الأن لأيمن الظواهرى بعد أسامة بن لادن.
 
 
مؤكدا على أنها أصبحت مركز من مراكز الإرهاب والتطرف فى العالم، بفعل وجود حركة طالبان، وباقى التيارات، التى يعبر بيان الخارجية الباكستانية عن مدى نفوذها، وكونها جزء من الدولة والبرلمان والمجتمع الباكستانى.
 
 
وأخيرا أشار السفير الأسبق إلى هذا البيان لاقيمة له بالنسبة لمصر، متوقعا أنه سيؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين، فى وقت يحارب فيه العالم الإرهاب ومراكزه الفكرية وأدواته السياسية، وتوابع إنتشار جماعاته وأحزابه، التى هى جزء من السياسة الباكستانية.
 
 
ومن جانبه قال الكاتب السياسى والمؤرخ حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، إن هذا الكلام لا يمكن أن يقبل نهائيا، ومن باكستان تحديدا؛ لأنها الدولة التى تعدم وتقتل حكامها، بمناسبة وبدون مناسبة، حيث أعدمت من قبل ذو الفقار على بوتو، أبو القنبلة النووية الباكستانية، ثم إغتالوا ضياء الحق، الذى جاء بعده، كما أن المخابرات الباكستانية هى التى سلمت أسامة بن لادن للأمريكان.
 
 
وأضاف النمنم على هؤلاء أن يلغقوا أفواههم تماما؛ لأنهم  رأس التطرف الذى مازلنا نعانى منه، لافتا إلى أن حسن البنا وسيد قطب أخذا أفكارهما الإرهابية، من الباكستانى أبو العلا المودودى، مشددا على أن مثقفى مصر إنتفضوا غضبا، حينما قال وزير التربية والتعليم السابق، إنه بصدد نقل التجربة الباكستانية؛ لأننا نعلم ما لديهم من فكر متطرف، ويكفى أن البنا وقطب هم تلاميذهم.
 
 
وشدد الكاتب الصحفى ورئيس مجلس إدارة دار الهلال سابقا، على أن البرلمان الباكستانى رفض المشاركة مع القوات العربية فى "عاصفة الحزم"، رغم ما يربطهم بالسعودية من علاقات؛ لأن نسبة كبيرة من المجتمع وبالتالى من البرلمان، يعتنقون المذهب الشيعى، وباكستان لها حدود كبيرة مع إيران، يسيطر عليها الشيعة، متوقعا أن تتقارب إسلام أباد  أكثر مع طهران؛ لأنهما دوليتن دينيتين نوويتين، مما سينعكس سلبا على علاقاتها مع العرب بوجه عام، خاصة الدول التى تواجه الأطماع الإيرانية.