"إيران" تصعد بسبب "مصر".. وتبرم اتفاقا "نوويا" مع كوريا الشمالية

أخبار مصر

بوابة الفجر


حذرت إيران أمس الدول الست المعنية بملفها النووي من "أوهام" انتزاع "مطالب مبالغ فيها"، معربة عن أملها بالتوصل إلى اتفاق نهائي "خلال فترة معقولة".
 
وسعت مصر الجمعة الموافق 22 مايو، إلى التوصل  لوثيقة ختامية بمؤتمر حظر الانتشار النووي، حول الخطوات التي يجب اتخاذها خلال السنوات الخمس القادمة في مجال نزع السلاح النووي ومنع الانتشار، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في الشرق الأوسط.


حيث تعمد وفد الولايات المتحدة بالتنسيق مع وفدي بريطانيا وكندا عرقلة الوثيقة ورفضها بالنظر إلى ما تضمنته من جزء خاص يتناول سبل إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من سعي مصر على مدار الشهر الماضي لإقناع الولايات المتحدة بقبول هذه المقترحات باعتبارها مقترحات بناءة وعملية وتهدف إلى كسر حالة الجمود الراهنة في تنفيذ القرارات المتعاقبة من مؤتمر المراجعة لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، إلا أنها عمدت إلى إفشال المؤتمر والاعتراض مع بريطانيا وكندا على الوثيقة الختامية، خدمة للاتفاق المبرم مع إيران.

الموقف الأمريكي أدى إلى إعراب دول عدم الانحياز عن خيبة أملها، كما أعربت الدول العربية أيضا عن رفضها لهذا التطور السلبي على مسار جهود نزع السلاح ومنع الانتشار وعن أسفها للموقف الأمريكي والبريطاني السلبي في هذا الصدد رغم المحاولات الحثيثة التي بذلتها مصر والدول العربية ودول عدم الانحياز لإقناع الولايات المتحدة بعدم الاندفاع نحو الاعتراض على الوثيقة لإفشال المؤتمر، علما بأن المقترحات العربية التي تم طرحها على مؤتمر المراجعة لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، ضمنت تكليف السكرتير العام للأمم المتحدة بعقد مؤتمر حول إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط طبقا للقرار الصادر في عام 1995.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن أمله بـ "التوصل إلى اتفاق نهائي خلال فترة معقولة"،  وأضاف بعد لقائه نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا: "لتحقيق ذلك، على الأفراد أن يكونوا واقعيين، وأن يضعوا أرجلهم على أرض صلبة، لا في أوهام".

 وأشار إلى أن طهران لن تقبل تسوية "ليست محترمة أو تحفظ كرامتها"، وتابع: "على الطرفين الفوز معاً أو الخسارة معاً. إيران بتاريخها الممتد آلاف السنين، لن تخضع لترهيب".

وزاد: "إذا احترم الجانب الآخر ما اتُفِق عليه في لوزان، وحاول وضع مسودة قابلة للحياة لاتفاق شامل مع إيران، على أساس الاحترام المتبادل، سنتمكّن من الوفاء بالمهلة" التي تنتهي في 30 يونيو المقبل. واستدرك: "إذا أصرّت القوى العالمية على مطالبها المبالغ فيها، وعلى إعادة التفاوض، سيكون صعباً تصوّر احتمال التوصل إلى اتفاق، ولو من دون وجود مهلة أخيرة".
 
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نبّه إلى أن بلاده "لن تقبل اتفاقاً" مع طهران إذا لم يتضمن إشارة واضحة إلى "إمكان إجراء عمليات تفتيش في كل المنشآت الإيرانية، بما في ذلك المواقع العسكرية"، علماً أن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي يرفض ذلك.
 
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن شيرمان، أبرز المفاوضين الأميركيين مع طهران، ستتخلى عن منصبها بعد انتهاء المحادثات، وإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن شيرمان قولها: "إنهما سنتان طويلتان"، في إشارة إلى مفاوضات مطولة ومعقدة مع الإيرانيين أفضت إلى اتفاقين موقتين في جنيف ولوزان. ولفت كيري إلى دور "حاسم" أدته شيرمان في المفاوضات النووية، مشيداً بـ "مثابرتها ومهارتها".

في باريس، أعلن "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الجناح السياسي لـ "مجاهدين خلق"، أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في الخارج، أن طهران "تواصل تعاونها" مع كوريا الشمالية لتطوير "رؤوس نووية وصواريخ باليستية"، معتبراً أن "إيران لا تعتزم التخلي عن سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية".

ونقل المجلس عن "مصادر داخل النظام الإيراني"، بما في ذلك "الحرس الثوري"، أن وفداً من وزارة الدفاع الكورية الشمالية يضم سبعة "خبراء في الرؤوس النووية والصواريخ الباليستية"، زار سراً في نيسان (أبريل) الماضي، مجمّع الإمام الخميني، وهو موقع تابع لوزارة الدفاع الإيرانية شرق طهران. وأضاف أن "الوفد هو البعثة النووية والباليستية الثالثة من كوريا الشمالية التي تزور ايران عام 2015"، مشيراً إلى أن وفداً يضم تسعة أعضاء سيعود إلى طهران.

وذكر المجلس أن طهران ترسل غالباً خبراء نوويين إلى بيونغيانغ، لافتاً إلى أن محسن فخري زاده، أبرز مهندسي البرنامج النووي الإيراني، كان في كوريا الشمالية في 12 نيسان 2013، بالتزامن مع ثالث تجربة نووية نفذتها الدولة الستالينية.