بالصور.. عم"رضا" مصور كورنيش الإسكندرية: "السيلفي" لا يشغلني والزبون بيقدر الصورة الحلوة

محافظات

بوابة الفجر


بعيدًا عن صخب وسط محافظة الإسكندرية والزحام المروري الذي يلازم مطلع فصل الصيف بتلك المدينة الساحلية، وعلى كورنيش البحر تجد رجل ستيني يقابلك بإبتسامته الهادئة "صورة يا باشا"، "صورة يا هانم" حاملًا كاميراته وصور من لقطاته ليعرض عليك تسجيل لحظة هدوءك مع نسيم البحر، أو تسجيل لحظة جنونك مع أصدقائك، أو تجمعك العائلي.

فمصوري الفوتوغرافيا على كورنيش الإسكندرية ارتبطت صورهم دائمًا بذكريات الماضي وتسجيل لحظاتك الخاصة على سور كورنيش البحر إذا كنت من المصطافين أو أهالي مدينة الثغر على حد السواء، قبل ثورة الهواتف المحمولة.

"رضا علي" 64 سنة أحد مصوري الفوتوغرافيا بمنطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية كشف لبوابة"الفجر" عن كواليس تلك المهنة ومدى قدرتها على الاستمرار أمام أحدث كاميرات وبرامج الهواتف المحمولة، قائلًا: "أنا اشتغل في هذه المهنة منذ أكثر من 40سنة، أنا بالأساس قبل صعودي السن القانوني أعمل مهندس في الترسانة البحرية، لكني أعشق الفوتوغرافيا على كورنيش البحر في النهار، وبالليل أصور داخل الكافتيريات الحفلات وأعياد الميلاد على شواطئ البحر، فعملي يبدأ من محطة الرمل إلى العصافرة وميامي".

وأضاف: "المهنة أتأثرت بالطبع بثورة التكنولوجيا الحديثة، لكن لايمكن أن تنقرض، فقد كنت زمان استنفذ نحو 4أفلام في اليوم الواحد، وبعد تطوير الكاميرات بالتزامن مع الهواتف المحمولة إذا صورت 10صور في اليوم الواحد أحمد ربنا على هذا الرزق، ولكن استخدام الهواتف المحمولة والبرامج الحديثة والسيلفي في التصوير لايشغلني، لأنه اتجاه تكنولوجي خاطئ، لأن الصورة حتطلع حلوة ولكن عمرها ما حتطبع ويظهر جمالها، ومعظم الزبائن الذين أقوم بتصويرهم يدركون المعني الحقيقي لتصوير اللحظة الحلوة وصور الفوتوغرافيا، فمعظم من الطبقة ربما تكون البسيطة، ومعهم أحدث الموبيلات، ولكنهم يريدون الفوتوغرافيا للتصوير مع أسرهم، أو عريس لا يريد التصوير داخل استديو وتكبد مصاريفه، فأقوم بتصويره مع عروسته في أي مكان، وأضع له خلفية تشبه الأستديو تمامًا، وذلك مراعاة له".

وقال: "الكارت الواحد يكون بسعر 5-10جنيه وفق الحجم، وأقدمه للزبون عقب 10دقائق من التصوير، وعملي كومبارس مع المخريجين، تعلمت أن أخذ التصوير من زاوية محددة تظهر جمال الزبون وتناغمه مع البحر، وأفضل دائمًا أن يكون الزبون على طبيعته في الشكل، وأخذ الصورة بثلاث كادرات".

وأكمل: "تجسيد السينما لشخصية مصوري الفوتوغرافية في فيلمي "أضحك الصورة تطلع حلوة" لأحمد زكي، عبد السلام النابولسي في فيلم"يوم من عمري" كان أثرى المهنة وحب الزبائن للمصورين، وأنه لا يمكن أن أكون عصبي أو مهموم واعرض على الزبون التصوير، يجب أن أكون مبتسمًا وصادقًا مع الزبون في تسجيل لحظته الحلوة".

ونوه إلى أن كورنيش الإسكندرية مازال ممتلئ بمصوري الفوتوغرافيا، مضيفًا: "عملي في منطقة محطة الرمل وسط أهم فنادق وسط المحافظة عرضوا أن أكون مصور لهم في الحفلات، ولكني رفضت، فطبيعة المهنة جعلتني أكون حر ومرتبط بالزبائن وخاصة في فصل الصيف".