جوزيف بلاتر.. الثعلب العجوز

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


 

يتمتع السويسري جوزف بلاتر الذي أعيد انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لولاية خامسة اليوم الجمعة في زيوريخ رغم الزلزال الذي عصف بالمنظمة الدولية على خلفية اتهامات بالفساد، بمواهب متعددة لا تقتصر فقط على نجاحاته في تقديم عروض باهرة واجادته أكثر من لغة.

 

ويعرف عن بلاتر (79 عاماً) ذكاءه الحاد ودرايته في معالجة أكبر المشكلات التي تعترض طريقه بدبلوماسية مشهودة، فضلاً عن أنه صاحب مبادئ لا يتراجع عنها ويذهب بأفكاره حتى النهاية.

 

وبعد أن لمع طالباً ثم نال شهادة في الاقتصاد والتجارة من جامعة لوزان (سويسرا)، بدأ مسيرته عام 1959 أميناً عاماً لهيئة السياحة في فاليه، قبل أن يصبح عام 1964 مديراً في الاتحاد السويسري للهوكي، وما لبث أن عُيّن بعد سنتين رئيساً للجمعية السويسرية للصحافة الرياضية، وهو يفخر بهذا المنصب.

 

ولقيت حياته تحولاً جذرياً عندما بلغ الثانية والثلاثين حيث تعاقدت معه شركة لونجين السويسرية لصناعة الساعات حيث أوكلت اليه منصب مدير العلاقات العامة والتسويق فيها، وشارك مع هذه المؤسسة بصفتها الراعية الأساسية للتوقيت في أولمبياد ميونيخ (ألمانيا) عام 1972.

 

وانضم بلاتر إلى الفيفا عام 1975 بعد سنة واحدة على انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيساً وأوكل إليه منصب المدير الفني عام 1977، قبل أن يعين أميناً عاماً عام 1981 خلفاً للألماني هلموت كايزر.

 

ويقول بلاتر "منذ تعييني أمينا عاماً لم أعش سوى لكرة القدم، لقد تزوجت الفيفا على حساب عائلتي وحياتي الشخصية".

 

ولأنه خضع لدورات تدريبية في صفوف الجيش السويسري كسائر مواطنيه فوصل إلى رتبة كولونيل وهي أعلى رتبة لغير العاملين في الجيش بصفة رسمية، ونظراً لعلاقاته القوية والنافذة فان مدينة سيون عينته رئيساً لملفها الترشيحي لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2006.

 

وعاش بلاتر في اليومين الماضيين مفترق طرق في حياته رغم ثقته الكبيرة في الفوز لولاية خامسة من أربع سنوات على منافسه الوحيد الأردني الأمير علي بن الحسين خصوصاً بعد أن حصل على دعم مطلق من معظم الاتحادات القارية في كونغرس الفيفا السابق على هامش مونديال 2014 في البرازيل باستثناء القارة الأوروبية.

 

وكان بلاتر خلال انتخابه لأول مرة رئيساً للفيفا عام 1998، تخلص من منافسه الوحيد يومها السويدي لينارت يوهانسون بعد أن استقطب أصوات معظم الدول التي كانت تدعم منافسه.

 

ولكي يضمن أكبر قدر من التأييد في الانتخابات الأولى، أقترح على الفور اسم ميشال بلاتيني رئيس اللجنة الفرنسية المنظمة لكأس العالم كمدير تنفيذي للاتحاد في حال انتخب رئيساً، وقال "وجدت شريكاً من أصحاب الكفاءة والخبرة هو ميشال بلاتيني، فهو يشاطرني أفكاري وأنا أشاطره أفكاره، وسيكون إلى جانبي في الحملة ومديري التنفيذي" في حال الفوز بالانتخابات.

 

وكان من شأن هذا الاختيار أن تخلت فرنسا عن مرشحها الأول لتقول "نعم" لإبنها بلاتيني و"لا" لجارها السويدي، وهذا الموقف اثر بالتأكيد على بعض الدول الأوروبية الأخرى، وقد حذت حذوها انكلترا في عملية "تصفية حسابات" مع يوهانسون الذي دعم ترشيح منافستها ألمانيا لاستضافة مونديال 2006.

 

وأعيد انتخب بلاتر دون أي منافسة مرتين متتاليتين قبل أن يدخل على خط المنافسة القطري محمد بن همام قبل 4 سنوات، لكنه انسحب عشية الانتخابات.

 

وقطع بلاتر عهداً أنه لن يترشح بعد ذلك، لكنه خلافاً لذلك عمل على ادخال تعديلات على قوانين المنظمة العالمية لم تحدد عمراً معيناً للمرشح ولا عدد الولايات المتتالية.

 

لكن لا العاصفة الهوجاء التي طالت 14 مسؤولاً في الفيفا، ولا الاصطفاف الذي تشكل، اثرا على انتخاب بلاتر من الجولة الثانية، وهو الذي قال في كلمة قبل التصويت "حملوني مسؤولية العاصفة، لكنني أعد بفيفا قوي"، مضيفاً "أنا معكم وببساطة أريد أن أبقى معكم"، واعداً بـ"فيفا قوي".

 

وأوضح: "أن الفيفا يحتاج إلى قائد قوي ومحنك لديه تجربة ويعرف الخفايا".

 

وتابع "كل ما قمنا به ونقوم به وسنقوم به مبني على الثقة والمبادىء والروح الرياضية، ولكن سوق نقوم بتغيير بعض الأشياء منذ يوم الغد".

 

وأضاف: "مثلما تعرفون أن الفيفا ليس منظمة تعنى بكرة القدم فقط وليس فقط منظمة الاتحادات الرياضية، الفيفا في الأساس يشمل اللاعبين والأندية والبطولات والجامعات".

 

وأشار إلى أنه "يجب أن نجمل صورتنا منذ يوم غد".