«أحمد الزند» سيف الحق

مقالات الرأي



هذا رجل لم يسع إلى الحكم أو الكرسى، بل سعى إليه الكرسى دائما وطوال مشواره، فقد ناداه منذ انتخب لفترتين رئيسا لنادى القضاة، وكان يستعد للثالثة ولكن شاءت الأقدار أو شاءت العدالة التى هى أساس الملك أن يصبح الرجل وزيرا للعدل، بعدما أصبحت العدالة ولأكثر من عامين هدفا لإسقاط الدولة وتحقيق الخبيث من النوايا.. وإذا كان العدل أساس الملك فلابد أنك حين تسقط العدالة أو القضاء سيسقط الملك أو الدولة لاقدر الله، ولكن ولأنها «محروسة» بإذنه تعالى.. قيد الله لها رجالا أسودا فى الحق وسيوفا له (للحق).. وفى أول الصف لهؤلاء الرجال وقف المستشار الزند فى وجه المستبد المخلوع الرئيس الإخوانى وجماعته، ولم يخش فى الحق لومة لائم، ومازالت صورته بجوار المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الأسبق فى ذاكرتنا، مدافعا عن الحق والقانون ومنصب النيابة العامة فى شخص النائب العام، وقد أخاف موقفه الشجاع الإخوان فى عز سطوتهم حتى رجعوا عن قرارهم، ولكن إلى حين طبعا، وإذا كان الإخوان قد رجعوا أو خضعوا وقتها نظرا لحساسية وجسامة الموقف فإن المستشار الزند ورفاقه لم يرجعوا أو يتراجعوا، بل ظلوا مع العدالة فهى عملهم ومعتقدهم بل إيمانهم- بعد الإيمان بالله- لايتزعزع أبدا ولعل التاريخ يحكى لنا كيف ظن الظالمون باسم الدين أن اغتيالهم الغادر للمستشار الخازندار فى عام 1948 سوف يخيف القضاة، واستمروا فى خستهم ووضاعتهم ومحاولاتهم للارهاب، حتى كانت أحدث محاولاتهم لاغتيال المستشار الشجاع معتز، والتى فشلت بفضل الله ويقظة حراسه وشهامة سائق التاكسى المصرى الشجاع الذى ساهم فى القبض على الجناة، وبعدها جريمة اغتيال القضاة الثلاثة وسائقهم.. ومن المؤكد أن ذلك كله لن يحيد القضاة عن الحق.. فالحق مطلبهم والعدالة مقصدهم.. هكذا تقول الأحداث والأحوال، وها نحن قد وصلنا إلى القرار السعيد.. والذى أسعد المصريين بحق ورجل الشارع الشجاع.. وهو القرار الخاص بتعيين المستشار الزند وزيرا للعدل.. استكمالا لمسيرة العدالة فى أحوال وظروف تطلبت شجاعة هذا الرجل (الزند) الذى تعرض للاغتيال -هو شخصيا- ولم يخش أحد، وقد وافق على حمل الأمانة أربعة عشر ألف قاض (14000) ليحقق لهم وبهم عدالة ناجزة وحلا لقضاياهم.. وقضايا مصر.. سيادة المستشار (الزند). ألف مبروك وأصدق دعواتنا لك باستمرار نجاحك فى مهمتك الوطنية والتى لابد أن الله ناصرك فيها لأنك على الحق والله هو الحق.. ولأنك ولأننا كلنا مازلنا من زمان نهتف «نموت نموت وتحيا مصر» تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر والله المستعان.