المستثمرون دوماً مخطئون

منوعات

بوابة الفجر



ما الذي من المفضل أن يعرفه كل المستثمرين سواء المحنكين منهم أو المبتدئين.

تتلألأ العناوين في وسائل الإعلام دوماً بتصريحات مضوجة مثل: "نهاية دورة الثيران!"، و"الدولار لن يكن قط عملة قوية بعد الآن!"، و"انهيار سوق الأوراق المالية!". كيف لا يختلط الحابل بالنابل بين كل هذه الهتافات؟
لا داعي لقراءة الأخبار

لأجل إقرار ما الذي يجب فعله يقرأ التجار الأخبار. متى سيرفع النظام الاحتياطي الفدرالي أسعار الفوائد؟ كيف هو حال النشاط في سوق العقارات؟ هل ارتفع مستوى البطالة؟

يرجح أنه من أجل أن تكون التجارة ناجحة ينبغي الامتناع عن كل هذه الأشياء. المستثمرون يضطربون كثيراً من أشياء تافهة ويهدرون عليها وقتهم هباء. كيف نقرر ما هي الأخبار المهمة وما هي التي لا تستحق الانتباه؟

تعكس الأسواق وتقيم بدقة نوعاً ما البيانات عما الذي سيحدث في الفترة القريبة الممتدة من ثلاثة إلى ثلاثين شهراً منذ هذه اللحظة، والعكس صحيح إنها لا تبالي بما سيحدث في الأسبوع القادم أو بعد 10-15 سنة.

فالمواضيع مثل احتمال إفلاس نظام التأمين الاجتماعي أو تأثير الاحتباس الحراري على البيئة المحيطة أو مميزات طابع جيل الصفر لا تهمها قط وذلك لأن الأسواق لا تستطيع أن تستجيب لها ولا بأي شكل، فهذا في المستقبل البعيد جداً. والشيء نفسه يخص ما الذي سيحدث فعلياً خلال ساعة، فهذه الأحداث ستطير جانباً بسرعة البرق لذا سيكون رد الفعل ضعيفاً إلى حد ما.

لكي تتعلم رد الفعل بهذا الشكل يجب أن تفكر على الشكل التالي: ما دام الكل يقلقون من شيء ما، أنا أستطيع أن أسترخي وأدع غيري يقلقون نيابة عني، أما أنا فسأقوم بأمور أكثر أهمية.

الكل مستعدون للمناقشة المستمرة متى سيرفع النظام الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة قصيرة الأمد، ومعظم الناس يستنتجون شيئاً ولا يهم ما هو هذا الشيء. ولكن يجدر الانتباه ما إذا كان النظام الاحتياطي الفدرالي قد رفع سابقاً أسعار الفوائد قصيرة الأمد في بداية دورة الأعمال التجارية وكيف كان رد فعل الأسواق على ذلك.

الوقائع كالتالي: لقد سبق وأن رفع النظام الاحتياطي الفدرالي أسعار الفوائد في بداية الدورة وفعل هذا مراراً. يجوز أن نتمعن في كل مشهد من هذه المشاهد وكذلك ما الذي حدث بعد مضي ثلاثة أشهر وستة أشهر وإثني عشر شهراً وستة وثلاثين شهراً وستين شهراً، وسيكون الاستنتاج كما يلي: الرفع الأول من أسعار الفوائد في دورة الأعمال التجارية يستحيل التنبؤ عليه. الناس دوماً قلقون من نفس الأمور أما التاريخ فيعلمنا بأن القلق إزاءها لا فائدة منه.

ما الذي يجب أن يعرفه المستثمر الفتي

قبل كل شيء على الشباب أن يستوعبوا بأنه من الأسهل دوماً تحديد "ماذا؟" وليس "لماذا؟". حتى في تلك المجالات مثل الطب يجوز أن نجد ما هو حل المشكلة دون أن نعرف لماذا هذا له مفعول.

الشباب يفتقدون الخبرة، فمن جهة هذا يساعدهم بأن يكونوا غير متحيزين، ولكن من جهة أخرى إنهم عموماً لا يعرفون كيف يتصرفون. لهذا السبب عليهم كثرة القراءة لكي يتخذوا دروساً من الماضي.

إذا كنت مستثمراً فتياً فمن الأفضل أن تستثمر في نفسك. أنشئ رأسمالك الخاص وأدرك ما الذي تتقنه وما هي قدراتك.

الناس بطبيعتهم ينسبون نجاحاتهم لأنفسهم أما فشلهم فلغيرهم. فهم يقولون إما "أنا اشتريت هذه الأسهم، يا لي من ذكي" أو "لقد اشتريت هذه الأسهم ولكنها انخفضت في قيمتها، هذا ليس ذنبي".

يجب أن نوجه أفكارنا بالاتجاه العكسي تماما، وذلك بأن نجاح خطوتنا هذه أو ذاك هو مجرد حسن حظ، أما الفشل فيقع على مسؤوليتنا ولابد الإدراك التام أين ارتكبنا الخطأ. فقط بهذه الطريقة يجوز أن تقللوا من الأخطاء في المستقبل. إذا كنتم مرة تلو الأخرى تحملون مسؤولية فشلكم على غيركم فهذا غالباً لن يأت بنتائج إيجابية.
سر الاستثمار

ليست الاستثمارات أهم الشيء في الاستثمار.إنما أهم الشيء أن تعرف نفسك. إذا كنت تعرف من أنت وما هي قدراتك وما الذي يهمك وما الذي تحتاجه لن ترتكب خطأ وراء خطأ وذلك لأنه في حال معرفتك كيف يجب التصرف احتمال الفشل ضئيل جداً.

هل أنت مستعد لهذا بما فيه الكفاية؟ هل درست كل جوانب التجارة؟ أم أنك تغامر مستهتراً فقط لأن أصحابك يلحون عليك بأن تتصرف على هذا المنوال؟ لا بد من مواجهة هذا الضغط.

وقد وجد وارن بافيت في وقت ما مقارنة جيدة بين الاستثمار وكرة المضرب، إذ لا داعي أن ترفع المضرب عالياً دوماً بل يكفي أن تعرف نفسك وماذا بمقدروك أن تفعله مع المضرب وأية كرة تستطيع ضربها وأية لا.