اليوم السّادس من شهر رَمَضَان المُعَظّم 1436 هـ

أبراج

بوابة الفجر


**التطبيقات العلاجيّة لِطاقَة المَاء**
*كيف تستحم بصورة صحيحة ؟
الإستحمام روتين إعتدنا عليه منذ الطفولة ، كثيرين يعتقدون أن مُجرّد إلقاء الماء على الرأس وبقيّة أجزاء الجسم يكون قد أتم عملية الإستحمام ، مُجرّد إلقاء الماء على الجسم مُفيد فى حدّ ذاته لكنه ليس الطريقة المُثلى للإستحمام.

هَدَفَا الإستحمام هُمَا ، النظافة ، وتنشيط الدورة الدموية ، النظافة يُمكن تحسينها باستعمال الماء الساخن فالجلد يحتوى على ملايين من المسام التى يتنفس الجلد من خلالها ويُخرج العرق ، إن حدث وانسدّت مسام الجلد زاد الضغط على الرئتيْن للتنفس ، وعلى الكليتين لإدارار الماء الزائد ، على ذلك فالماء الساخن مهم لتطهير الجلد من أيّة شوائب تسد المسام.

**صابونة الليمُون لتنظيف بشرتك....
الماء البارد مُفيد لكنه غير ناجع-غير قادر على تطهير المسام الجلدية من الأوساخ التى تسدّها ، الماء الساخن الممزوج بالليمون هو أفضل وسيلة تنظيف طبيعيّة لتطهير مسام الجلد من البكتيريا التى قد تسد المسام ،خذ ليمُونة طبيعيّة وقم بشيّها (الشوى) بلطف على النار دون أن تحرقها ، قم بشقها لنصفيْن واغمس كل نصف فى الماء الساخن لعدة ثوان ثم أخرج النصف وقم بدعك جلدك به  ، هذه الطريقة كفيلة بتنظيف بشرتك أفضل من أفضل صابونة قمت بتجربتها فى حياتك ، عليك تنظيف بشرتك بتلك الطريقة يوميّاً خصوصاً بعد عودتك آخر النهار وبشرتك مُشبّعة بعوادم السيارات والدخان وحرارة الشمس والغبار و الأتربة.

*مزايا وعيوب الإستحمام/الحَمّام الساخن...
  الإستحمام بماء ساخن/حمّام ساخن (يوميّاً) غير منصوحٍ به فهو يجلب الضعف ويُبطئ من نشاط الدورة الدموية وعملية الهضم ، الإغتسال بماء ساخن لمرّة أو مرتيْن أسبوعياً كافٍ لعملية تطهير شاملة للجسم والجلد ، درجة حرارة المياه الساخنة لاتزيد بأكثر من درجة إلى درجتين عن درجة حرارة جسمك الطبيعيّة.

الحمام الساخن قبل دخولك للفراش مُفيد لتهدئة أعصابك واسترخائك إن كنت عانيْت من يوم صعب وتوتّر طيلة اليوم وترغب فى تصفية ذهنك والنوم بسهولة ،أو كنت تعانى من البرد ، يكون أفضل إن قمت بتغطية جسدك جيّداً فور دخولك للفراش فبعد النوم قد ينكشف جسمك ومسام جلدك مفتوحة وجسدك يكون وقتها عرضة للطشة برد ثقيلة ، الإستحمام بماء ساخن أو بارد يجب أن يكون قبل ساعة من تناولك للطعام أو بعد ثلاث ساعات من تناولك للطعام.

الإستحمام بالماء الساخن يكون لغرض مُحدّد كإزالة التعب أوالحُمّى أو تنظيف مسام الجلد ، لكن الإستحمام بالماء البارد يُفَضّل أن يكون يوميّاً ، عندما يُلامس الماء البارد جسمك تشعر بالبرد فيهرع الدم للجلد ليُعيد لجلدك حرارته من جديد بذلك يعمل الماء البارد على تنشيط الدورة الدمويّة وإزالة الكسل والوخم عنك ، هذا الأسلوب مُتبّع عند مُمارسى اليوغا مِمّن يرغبون فى تأخير ظهور التجاعيد أو أعراض الشيخوخة والشعور بالنشاط جسدياً وعقلياً.

*الطريقة المثاليّة  للإستحمام....
عند إنسياب الماء على جسمك (بكوب أو رَذّاذ الماء) عليك أن تبدأ بدعك رأسك/ الجمجمة ثم الجبهة والوجه والعنق ، إنتقل لمعصم يديك فذراعيْك والأكتاف ، قم بدعك صدرك جيّداً ثم الإبطيْن فبطنك ثم ظهرك ،  حافظ على قدميْك مُنتصبتان عندما تقوم بدعكهما ، إبدأ من أطراف أصابع القدم مُنتقلاً للركبتين وصولاً للأرداف  ، دعك أى جزء من جسمك يجب أن يكون لطيفاً فى البداية ثم تزيد ضغط الدعك بالتدريج.

بعد عدّة دعكات لجسمك قم بالإغتسال بماء بارد ونشّف جسمك بمنشفة جافّة بادئاً برأسك ثم بقيّة جسمك ، عليك أن تشعر بالحيويّة والنشاط أثناء عملية التنشيف ، عملية التنشيف تُعتبر بمثابة تمرين بدنى لمن يُعانون الكسل والوخم.
هذا التسلسل فى الإستحمام يضمن عدم ظهور البثور أو الدمامل أو الأمراض الجلديّة والحفاظ على جسمك نشيطاً باستمرار ، إن كانت بشرتك تعانى من اللون القاتم فمع هذا الترتيب فى الإستحمام ستصبح بشرتك لونها زهرى وناعمة (خصوصاً للبنات) وكأنك قمت بأخذ جلسة تدليك بالزيوت الطبيعيّة ، مع التشديد بعدم إستعمال اللوف (الليفة) لكحت البشرة بعنف بحجة النظافة ، الجلد له عدّة طبقات والطبقة الخارجيّة هى الأقسى وتعمل كدرع لحماية بقيّة الطبقات وتتعامل مُباشرةً مع الملوثات الخارجيّة ، عند قيامك بدعك تلك القشرة الخارجيّة لتفرح باللون الأبيض الزهرى فأنت بذلك تكون قمت بتدمير الدرع أو الغلاف الخارجى لبشرتك تاركاً بقيّة الطبقات لخطر التلوث الخارجى وهى طبقات ليست فى قوّة الطبقة الخارجيّة ، لذا دعك نفسك فى الحمام بيدك أو بالمنشفة أو باللوف المغربى بلطف هدفه تنشيط الدورة الدمويّة وتجرية الدم فى عروقك وإزالة الغبار والأوساخ عن طبقة الجلد الخارجية ، وليس تدمير تلك الطبقة المُهمّة.

**المصدر: كتاب التداوى بالماء للدكتور/راجيف شارما.