قضاء صيام رمضان لسنوات سابقة!

إسلاميات

بوابة الفجر


السؤال
أنا فتاة عمري 37 سنة، وكنت منذ زمن في 17 من العمر أتهاون بالصيام، ولا أكمل قضاء رمضان، حيث كانت الدورة الشهرية عندي غير منتظمة، وكانت تأتي مرتين في الشهر، وكل مرة تكون 8 أيام، ولذلك في رمضان كنت أفطر 16 يوما، والآن تم ضبطها ـ 

ولله الحمد ـ لكن مشكلتي الآن في الصيام، لأنني كنت أتهاون في تكملة قضاء رمضان لعدة سنوات، والآن تائبة ولله الحمد، حيث إنني في السنين الأخيرة لا أفطر عمداً بدون عذر في رمضان، وأقضي الأيام التي أفطرتها بعذر شرعي، ولا أستطيع أن أقدر عدد الأيام بالضبط. 

وفوق ذلك أجد مشقة في الصيام لو قررت أن أصوم مثلا شهرين أو أربعين يوما، وهذا التقدير المحتمل لعدد الأيام، فهل أستطيع أن أكفر عنها بالصدقة أو إطعام المساكين؟ أم التوبة لله تكفي؟.

الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنحمد الله تعالى على توبتك، والواجب عليك قضاء ما أفطرته من رمضان لعذر ولغير عذر، وكونك لا تعلمين عدد تلك الأيام على وجه الدقة، هذا غير مانع من القضاء، وتقضين ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، أو ما تتيقنين من براءة ذمتك به، ولا يكفي غلبة الظن، قولان لأهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 258895.

وما ذكرتِه من المشقة، فإنه لا يلزمك أن تقضي تلك الأيام متتابعة، ويجوز لك أن تقضيها متفرقة على حسب ما يتيسر لك، ويلزمك مع القضاء كفارة تأخير، لأن من لزمه قضاء أيام من رمضان ولم يقضها بغير عذر حتى دخل عليه رمضان آخر، فقد لزمته كفارة لأجل هذا التأخير، وانظري الفتوى رقم: 274693.

وإذا كانت المشقة تحصل ولو بصيام يوم واحد، وكانت مشقة غير محتملة، وهذا العجز مستمر معك، فهذا يعني أنك تعجزين حتى عن صيام رمضان أيضا، ومن كان حاله كذلك أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا، ولم يطالب بصيام رمضان ولا بقضائه، ولا نظن أن حالتك وصلت لهذا الحد، لما ذكرته من أنك تصومين الآن وتقضين ما تفطرينه، وانظري الفتوى رقم: 207076، عن الحالة التي يجوز فيها العدول عن القضاء إلى الإطعام.