14 منظمة حقوقية تدين اغتيال النائب العام وتدعو لمراجعة سياسات مكافحة الإرهاب

أخبار مصر

صورة من موقع الحادث
صورة من موقع الحادث


أدانت 14 منظمة حقوقية عملية الاغتيال التي أودت بحياة النائب العام المستشار هشام بركات صباح أمس الاثنين.

وشددت المنظمات على أن هذه الجريمة- التي لا يمكن تبريرها تحت أي دعوى- تأتي كحلقة جديدة في سلسلة استهداف معلن ومُنظَّم للقضاة ورجال القانون على مدار الشهور الماضية، وهو ما يستوجب من الدولة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمواجهتها بالقانون.

ومن ثم فإن المنظمات تدعو لفتح تحقيق جاد، علني، شفاف ومستقل، لكشف ملابسات هذه الجريمة، دون اللجوء لإجراءات استثنائية ليست في محلها، تفشل عادةً في الوصول للجناة الحقيقيين وتعجز عن تحقيق العدالة، إذ أن التحقيق الملتزم بنص وروح القانون سيكون هو التكريم الحقيقي لأرواح رجال القانون التي أُهدرت خلال العام الجاري.

وأضافت: "أن هذا التطور المقلق في أعمال الاغتيالات وانتقالها لقلب العاصمة، هو نتاج لتراكم عقود عدة من هيمنة الفكر والسياسات الدينية السلطوية والطائفية- عبر المؤسسات الرسمية للدولة- والتي حظيت بدعم وتأييد تيارات سياسية بعينها".

وشددت المنظمات على أن مزيد من العصف بالحقوق والحريات المدنية والسياسية على يد المؤسسات اﻷمنية لن يكون حلًا ناجعًا لمواجهة مثل هذه التهديدات. فأحكام السجن بحق الآلاف على خلفية اتهامات ذات طابع سياسي، وتفشي حالات التعذيب في السجون، والتوسع غير المسبوق في استخدام عقوبة الإعدام، فضلًا عن التضييق على حزمة من الحقوق الأساسية كالحق في التنظيم وحرية التعبير، لم تُحل جميعها دون تصاعد وتيرة تلك التهديدات، بل أهدرت الفرصة لإجراء حوار مجتمعي شفاف وعميق حول أبعاد تلك التهديدات الجسيمة وأنجع السبل لمواجهتها.

وأكدت أن جريمة الأمس تمثل نقطة تحول بكل معنى الكلمة، والعاقل هو من يتعلم من دروس التاريخ القريب جدًا، فلا يمكن أن نتصور أن تكمن الاستجابة الرسمية لهذا الوضع في العودة للخيارات نفسها التي انتهت بنا إلى هذا المأزق.

فالأصوات التي تتعالى اليوم مطالبةً باتخاذ المزيد من التدابير القمعية، كتبني مشروع قانون مكافحة الإرهاب الجديد أو العصف بما تبقى من ضمانات المحاكمة العادلة بتعديل قانوني العقوبات والإجراءات الجنائية بما يوسع من نطاق الاشتباه إلى حدود غير مسبوقة، هي في الواقع أصوات تصادر على إمكانية التوصل للجناة الحقيقيين في هذه الحادثة البشعة وغيرها من الحوادث، بل وتصادر أيضًا –وهو الأهم– على إمكانية التوصل لمعالجة أكثر كفاءة لهذه التهديدات في المستقبل، والتي يبدو أنها لن تتوقف قريبًا.