السيارات الفارهة.. عنوان للتقنيات المستقبلية

سيارات

بوابة الفجر


تتنوع السيارات بين موديلات الصالون والكوبيه الرياضية والموديلات السوبر رياضية وسيارات تمزج بين بعض هذه السمات كالموديلات الرياضية متعددة الأغراض SUV. 

ومن بين هذه الأنواع تستحوذ موديلات الصالون الفارهة على قدر كبير من اهتمام الشركات العالمية، والتي تستهدف بها فئات خاصة من العملاء، كما أنها تعد بمثابة الجين الحامل للصفات التكنولوجية المستقبلية للشركة.

ومن الأمثلة الحية على هذا الاهتمام ما فعله هارالد كروغر؛ حيث لم يجد أفضل من سيارة الفئة السابعة الجديدة لترافقه في ظهوره الأول كمدير لشركة بي إم دبليو الألمانية. 

وفي الحقيقة يظهر الجيل الجديد من هذه الصالون الكبيرة في مهمة رسمية؛ ألا وهي إظهار قدرتها على حمل التطورات التكنولوجية للشركة الألمانية العريقة. 

وفي واقع الأمر تقدم شركة بي إم دبليو سيارتها وهي تنظر لسيارة مرسيدس الفئة S، التي تهيمن على قطاع السيارات الفارهة، ومع ذلك يتعين على أيقونة مرسيدس ألا تستعد لهجوم الشركة البافارية وحدها، فهناك حوالي 6 موديلات جديدة تسعى لسحب البساط من تحت أقدامها.

بنية هيكلية خفيفة

وقد اعتمدت شركة بي إم دبليو في تصميم الجيل الجديد من سيارة الفئة السابعة على مفهوم البنية الهيكلية الخفيفة. 

وأوضحت المتحدثة الإعلامية سوزانا كولوندسيك أن شركة بي إم دبليو توصلت من خلال السخاء في استخدام ألياف الكربون بالهيكل الخارجي إلى توفير ما يصل إلى 130 كيلوغراماً من وزن السيارة، وبالتالي زيادة الخصائص الديناميكية للسيارة وتقليل معدلات استهلاكها من الوقود.

وبفضل هذه التحسينات تتسارع سيارة الصالون الفارهة في أحسن الحالات من الثبات إلى سرعة 100 كلم/ساعة في غضون 4ر4 ثانية فقط، وتصل سرعتها القصوى إلى 250 كلم/ساعة مع جميع محركاتها، التي تغطي نطاق قوة يمتد من 195 كيلووات/265 حصان وحتى 330 كيلووات/450 حصان.

وتنص نشرة المواصفات الفنية للسيارة على أن معدلات استهلاكها من الوقود تتراوح بين 5ر4 لتر من وقود الديزل و1ر8 لتر من وقود البنزين، وهو ما ينتج عنه معدل يتراوح بين 119 و189 جم/كلم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. 

ولأول مرة تظهر نسخة هجين Plug-in من سيارة بي إم دبليو من الفئة السابعة، والتي تنطلق بقوة 240 كيلووات/326 حصان، مع معدلات استهلاك تبلغ 1ر2 لتر/100 كلم، وهو ما يعادل 49 جم/كلم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ووعدت الشركة الألمانية عملائها بأن تتمتع سيارتها الجديدة بالمزيد من عوامل الراحة، على سبيل المثال من خلال الاعتماد على نوابض هوائية منفصلة على محوري السيارة ونظام توجيه العجلات الخلفية، بالإضافة إلى مجموعة من الأنظمة المساعدة الجديدة، ويتم تثبيت السرعة بسيارة الفئة السابعة بشكل أوتوماتيكي عن طريق ضغطة زر واحدة. 
كما أنها أول سيارة توفر لقائدها إمكانية التحكم في بعض وظائفها عن طريق الإيماءات.

وقد سارت شركة أودي الألمانية على نفس الدرب؛ حيث قامت الشركة التابعة لمجموعة فولكس فاغن الألمانية بإجراء إحماء لسيارتها الفارهة A8، والتي أكد أولريش هاكينبيرغ رئيس قسم التطوير أنه سيتم طرحها خلال العام القادم.

وتعتمد سيارة أودي الفارهة الجديدة من الناحية التصميمية على النموذج الاختباري Prologue، وفقاً لما أعلنه مارك ليشته، مدير قسم التصاميم بأودي. 

قيادة آلية

وعلى صعيد الجوانب التقنية تقدم سيارة أودي الإثبات العملي للخطوة القادمة من نظام القيادة الآلية. 
وهنا يشير هاكينبيرغ إلى أن الجيل القادم من A8 يأتي مجهزاً بنظام القيادة الآلية، الذي يتولى قيادة السيارة حتى سرعة 60 كلم/الساعة على الطرق السريعة بدون أي تدخل من السائق. 

وأشارت أودي إلى أن سيارتها الجديدة تعتمد على مفهوم البنية الموحدة من شركة فولكس فاغن؛ حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الشركة الألمانية أن سيارة فولكس فاغن Phaeton الجديدة تزخر بنفس التقنيات. 

بالإضافة إلى أن هناك معلومات من داخل شركة بورشه الألمانية تشير إلى أن الجيل القادم من السيارة Panamera سيحمل العديد من جوانب التشابه مع سيارة أودي A8.

وفي واقع الأمر تهيمن الشركات الألمانية على قطاع السيارات الفارهة، إلا أن هناك العديد من الشركات المنافسة القوية مثل جاغوار؛ حيث أعلنت الشركة البريطانية عن إجراء بعض التحديثات لسيارتها XJ الفاخرة، كما تقدم لكزس في القريب العاجل خليفة الموديل LS، كذلك أعلن رولاند كروغر رئيس شركة إنفينيتي أن السيارة Q80 الاختبارية، التي تم عرضها بمعرض باريس الدولي للسيارات عام 2014، أوشكت على الدخول مرحلة الإنتاج القياسي.

عودة أمريكية

وترغب الشركات الأمريكية في العودة بقوة لهذا القطاع من عالم السيارات؛ حيث أوضح مارك فيلدز، رئيس شركة فورد الأمريكية، قائلاً: "هذا القطاع قد أصبح كبيراً جداً، لدرجة لا نستطيع معها أن نتجاهله أو نغض الطرف عنه"، وذلك في إشارة إلى سيارة لينكولن Continental الجديدة، التي ظهرت بمعرض نيويورك الدولي للسيارات في دورته المنقضية، بطول 5 أمتار تقريباً، وتصميم يستلهم ملامح سيارة بنتلي، التي تحمل نفس الاسم.

وتعتمد سيارة لينكولن كما هو الحال مع سيارة بي إم دبليو من الفئة السابعة على مفهوم البنية الهيكلية الخفيفة، بالإضافة إلى إنقاص طول السيارة حوالي 3 سنتيمترات. 

ولن تعتمد هذه الفارهة على محركات أمريكية؛ حيث تبدأ باقة محركاتها بمحرك رباعي الأسطوانات سعة 0ر2 لتر بقوة 194 كيلووات/265 حصان، وتنتهي بالمحرك سداسي الأسطوانات على شكل حرف V بقوة 294 كيلووات/400 حصان. 

وبالطبع فإن سيارة بي إم دبليو من الفئة السابعة وسيارة أودي A8 وسيارة كاديلاك CT6 تتناسب مع فئة قليلة من العملاء بسبب أسعارها العالية.

ومع هذا يرى هانز جورج مارميت، عضو منظمة الخبراء الألمانية (KÜS)، أن هذه السيارات تتمتع بأهمية كبيرة أيضاً للشريحة العامة من الناس.

ويعلل مارميت ذلك بأن السيارات الفارهة لا تتمتع بالقوة الحصانية الكبيرة والمظهر الراقي فحسب، بل إنها أيضاً تفتح نافذة على المستقبل لاكتشاف أنظمة الأمان والراحة والأنظمة المساعدة، التي قد تظهر بعد بضع سنوات قليلة في السيارات من الفئات الأصغر.