"لماذا يفجر الإرهابى نفسه".. كتاب جديد للعراقي إبراهيم الحيدرى

الفجر الفني

بوابة الفجر


"لماذا يفجر الإرهابى نفسه وهو منتشٍ فرحا؟" سؤال يمثل العنوان الفرعى للكتاب الجديد الذى أصدره الباحث العراقى إبراهيم الحيدرى بعنوان "سوسيولوجيا العنف والإرهاب" عن دار الساقى هذا العام، ويسعى فيه الحيدرى إلى تكوين رؤية تاريخية وسوسيولوجية مرتبطة بالعنف والإرهاب، وجذور هاتين الظاهرتين سواء على الصعيد السياسى أو الاجتماعى أو الفكرى.

ويسعى إبراهيم الحيدرى فى الأقسام الأولى من كتابه "سوسيولوجيا العنف والإرهاب" إلى تحديد ماهية العنف وعلاقته بالإرهاب وعلاقة كل منهما بالسلطة والدولة، من وجهة نظر سوسويولجية، حيث يدرس الأفكار التى تتناول سلطة الدولة ودور العنف فى تكوينها بوصفها الكيان الشرعى الوحيد الذى يحق له ممارسة العنف تحت ظل القانون.

كما يتطرق إلى دراسة مفهوم الإرهاب وتاريخه، وعلاقته بالسلطة وبالتنظيمات المختلفة محاولا أن يقيم حدودا فاصلة بين الحركات السياسية الثورية وبين الإرهاب عبر العودة إلى النموذج الفكرى والاجتماعى الذى أدّى إلى نشأة كل منهما، يستطرد بعدها الحيدرى فى تصنيف أنواع التنظيمات التى تستخدم العنف سواء كان هذا العنف صادرا من قبل الدولة وصولا للانقلابات العسكرية أو الجريمة المنظمة وحروب العصابات، فى سبيل إيضاح المفاهيم المتعلقة بها وطبيعة العنف الذى تمارسه.

ينتقل الحيدرى إلى الآراء المرتبطة بالعنف فى الإسلام ثم نظريات العقد الاجتماعى وتفسيرات العنف المختلفة التى تبرر فحوى العمل العنيف وأساليبه ومدى فائدته، كما يستعرض الآراء المعاصرة كأفكار كارل ماركس وسيغمون فرويد ثم جاك لاكان وهابربماس وميشيل فوكو، ليقدم نظرة أنطولوجية واسعة عن المفاهيم المختلفة المتعلقة بالعنف وعلاقته مع النظام السياسى، سواء كان هذا العنف نابعا منها أو موجها ضدها.

يطرح الحيدرى فى نهاية الكتاب فكرة "ثقافة التسامح" والتطور التاريخى لمفهوم التسامح فى الأديان المختلفة وفى التاريخ أو عبر الممارسات الفعلية المعاصرة كتجربة غاندى ونيلسون مانديلا، كما يستعرض الانتقادات الموجهة لهذا المفهوم من قبل جاك دريدا أو إيمانويل كنط وغيرهما من المفكرين، لينتهى الكتاب باستعراض للمحاولات المعاصرة لترسيخ مفهوم التسامح والمتمثلة لدى الأمم المتحدة والبيانات التى أصدرتها كالإعلان العالمى لحقوق الإنسان ونص إعلان مبادئ التسامح.