شجيرة الأراك

إسلاميات

بوابة الفجر


قال الله عز وجل :» فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ «. والخمط هو «الأراك» وهو من الاسماء العربية:

 الآراك ،الراك ، السواك ، المسواك، لشلش، اما ثماره فتسمى مرد او كباث، والاراك نبات واسع الانتشار من افريقيا مرورا بالجزيرة العربية وصولا الى الصين، وهو ينمو في دولة الامارات العربية المتحدة في الوديان وفي بعض الجبال في الامارات الشمالية وحديثا تم استزراعه بصورة مكثفة في جميع مناطق الدولة على جنبات الطرق.

أوراق جلدية

شجيرة الأراك كثيرة التفرعات تصل إلى ارتفاع 3 امتار، وتنمو على الرمال وتتحمل الجفاف والملوحة النسبية، اوراقه جلدية رمحية عريضة، بسيطة متقابلة، وثماره عنبية خضراء قبل النضج وتتحول الى حمراء داكنة عند النضج مع وجود بذرة واحدة مستديرة، وهي تنتشر بفعل الرياح وتنبت بكثافة عند الرطوبة.

وذكر الأراك في القرآن والسنة ورد ذكر الخمط «الأراك» في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى« :( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل )» قال ابن عباس والجمهور ان الخمط هو نبات الأراك او السواك.

اما الاستخدامات الشعبية الطبية للأراك عرفها العرب كغذاء ودواء منذ آلاف السنين، كما اهتم المسلمون باستعمال نبات السواك في تطبيب مرضاهم، فهو يعالج البلغم والرطوبات اللزجة واذا غلي في الزيت سكن الاوجاع ،وحلل اورام الرحم والبواسير، ودلك الاسنان، فعوده يجلو ويقوي اللثة وينقيها من الفضلات.

كما جاء في كتاب « الطب النبوي » للإمام الدمشقي، إن ثمر السواك الكباث ، اكله يقوي المعدة ويجيد الهضم ويجلو البلغم وينفع في اوجاع الظهر وإذا شرب طبيخه ادر البول ونقى المثانة وقواها.

مشروعية السواك

هو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام « أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي»، وقال صلى الله عليه وسلم « السواك مطهرة للفم مرضاة للرب »، و هو من سنن الوضوء : قال صلى الله عليه وسلم « لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء »، فهو مستحب قبل الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم : « لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة»، وهنا المرأة والرجل في ذلك سواء « لولا أن أشق على أمتي » والمرأة من الأمة.

أوقات السواك

فالسواك مستحب في كل وقت لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : « السواك مطهرة للفم مرضاة للرب » ويشتد استحبابه عند الصلاة وعند الوضوء وعند قراءة القرآن، وعند الاستيقاظ من النوم ، وعند تغير الفم . عن عائشة رضي الله عنها قالت :

كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثــه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي «. وعنهـا قالت : » كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل فيستيقظ إلا تَسَوَّك «. وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : » كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك « .

وعن حذيفة رضي الله عنه : » كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك«، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : » كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعار من الليل إلا أمر السواك على فيه«. ، لذلك علينا أن نحيي هذه السنه، وأن نجعل السواك دائما معنا في صلاتنا ووضوئنا ونومنا، فمن أحيا هذه السنة فله أجر عظيم، لأن إحياءها إظهارٌ لها ودعوة للناس إليها، فمن عمل بالسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً«.

واتباع سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم من أسباب محبة الله للعبد، فليس الشأن أن تحب الله، فالجميع يدعي محبة الله عزوجل ولكن الشأن كل الشأن أن يحبك الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ )).