إياد نصار: لا نجمل وجه الصهاينة فى «حارة اليهود»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أثار الفنان إياد نصار حالة من الفتنة بين الفتيات العربيات بسبب رومانسيته الشديدة وعشقه لحبيبته اليهودية ليلى أو منة شلبى فى مسلسل «حارة اليهود»، وأكد إياد أن تقديمه لمسلسل الجماعة من قبل ساعده كثيراً لتقارب الحقبة الزمنية فى العملين وهو ما جعل قراءته للمسلسل أسهل بكثير، وكذلك تقديم شخصية الضابط بالجيش المصرى أثناء حرب فلسطين عام 48، ورغم أن الأعمال التاريخية عادة ما يصعب الإقبال عليها إلا أن حارة اليهود استطاع أن يجذب انتباه الجمهور لأنه مقدم بشكل اجتماعى إنسانى أكثر منه تاريخيًا، ولم يشعر أنه يكرر نفسه، وأضاف أن شخصية الضابط الرومانسى الذى يكتب الشعر لحبيبته ويرسل لها بالخطابات الغرامية تم تقديمها من قبل فى فيلم «رد قلبى» وكان مرجعاً مهماً بالنسبة له استفاد منه فى طريقة تعبيره عن حالة الحب الرومانسية فى الدراما حتى لا يكسر النمط القديم ولا يبدو بشكل حديث ويرى أن الرومانسية الأفلاطونية كانت الطريقة الأمثل للتعبير عن الحب فى هذا الوقت خاصة كتابة الشعر، الذى كان له أثر كبير وقتها، وعن ارتباط الضابط بفتاة يهودية وهى العلاقة التى عاب عليه الكثيرون فيها مؤكدين أن من كان يجرؤ على ذلك كان يتعرض للفصل من وظيفته، طالب نصار المشاهدين باستكمال مشاهدة أحداث المسلسل ليتعرفوا أن هذا الحب سيكون محرماً عليه فيما بعد.

وأضاف أنه رغم تقديمه لشخصية الضابط من قبل، ليست بالضرورة أن تكون متطابقة خاصة أن التفاصيل فى تركيب الشخصية تختلف من إنسان لآخر والمهنة لا تحدد شكل أو سلوك صاحبها، وعن مشاهد التعذيب، التى كانت مؤثرة جداً فى الحلقات، وتركت أثراً عند المشاهدين أكد أنهم اتفقوا عند تصوير تلك المشاهد عدم إظهار التعذيب بقدر إظهار ما يفكر به الضابط على من ذكريات وهو يعذب خاصة أنه رمز للجيش المصرى المعتز بكبريائه وصموده ولا يمكن أن يهتز هذا الرمز من جراء التعذيب الصهيونى.

أما عن حالة الجدل التى أثارها المسلسل خاصة بعد التصريحات التى كتبت على صفحة السفارة الإسرائيلية: «لقد شعرنا بالأسف الشديد خلال متابعتنا لمسلسل حارة اليهود، أن المسلسل بدأ يأخذ مساراً سلبياً وتحريضياً ضد إسرائيل، واستخدم الشخصيات الإنسانية ليهود الحارة كقناع ليعادى إسرائيل وكأنها عدو وحشى يريد أن يفتك بالجميع» علق نصار ضاحكا : «سلامتها من كأنها عدو»، كل دولة إسرائيل ليست فى الحسبان وردود فعلها أيضاً، سواء أحبت أو كرهت، لكن الهدف الأساسى للعمل هو أن يتحدث عن نسيج فى المجتمع المصرى وحالة التصنيف ما بين مسلم ومسيحى ويهودى، مسلم سنى وشيعى، والطائفية القبلية التى تشرذم الوطن العربى ويتحدث المسلسل عن فكرة الانتماء إلى الوطن وهو أقوى انتماء يجمع الناس دون الاستناد إلى معتقدات، والعمل يركز على الشخصية اليهودية التى كانت تعيش فى مصر بموضوعية ويلغى فكرة معركة الدين، والصراع مع إسرائيل، وعن الترحيب الذى لاقاه العمل من النقاد الفنيين فى تل أبيب والذين أشادوا به واعتبروه أفضل عمل قدم عن اليهود فى مصر، أكد أنهم يرغبون فى سحب الموضوع لدفتهم معتقدين أننا مهتمين برأيهم ولكن الحقيقة هم عدو للعرب وهذا أمر محسوم، ونفى فكرة التطبيع داخل العمل والأحداث ستثبت ذلك،

وعن السقطات التاريخية والدرامية فى سياق العمل والتى تناولت طقوس العبادة فى المعبد اليهودى ووجود منازل للدعارة المرخصة فى الوقت الذى ألغى فيه تراخيص البغاء عام 1942 بأمر من النحاس باشا وأيضا النسيج المصرى الذى كان يقطن حارة اليهود وأكد مؤرخون أن الحارة لم يكن يقطنها سوى أفقر طبقة من يهود مصر والذين ليسوا بإمكانهم تعليم أبنائهم فى المدارس الفرنسية إلى آخره علق نصار أنه يسأل فيه المؤلف وعليه أن يفصح عن مصادره من المؤرخين والمراجع والقراءات التى اعتمد عليها فيجب أن يفسر على ماذا استند.

وعن تصريحاته الأخيرة عن أن الفلسطينى الذى باع أرضه لليهود معذور وليس خائناً وتسببت هذه التصريحات فى جدل كبير خاصة أنه فلسطينى الأصل، قال: «كلمة خائن كلمة كبيرة ونحن لسنا فى حاجة إلى تصنيف جديد يفرقنا، وبسبب ظروف معينة باع الأرض وإن كان مخطئا وكان يجب أن يتمسك أكثر ولكن ليس خائناً، فإذا أطلقت على من باع أرضه خائناً فأنا أيضا الآن أصنف من مكث فى أرضه ولم يبعها بالخائن أيضاً لأنه يضطر للتعامل مع الإسرائيليين».

وأضاف أنه لابد من لم شمل الفلسطينيين، وإذا كان قال إن الجواز السفر الفلسطينى عبء ففلسطين أكبر من جواز سفر، فهل إذا سحب من مصرى جواز سفره هل سيلغى ذلك انتماءه وهويته المصرية؟! بالطبع لا، وأكد أن انتماءه لفلسطين انتماء جذور لكنه أردنى.